حملة البيانات المعادية للتطبيع تستمر.. هذه المرة دخلت مجالاً آخر. الفن التشكيلي ظهر كمجال للتطبيع، واستهدفت الحملة هذه المرة فنانين مصريين هما خالد حافظ (1963) ووائل شوقي(1971). الأخير أصدر بياناً عن الموضوع، والأول فضل الصمت. محسن شعلان، رئيس قطاع الفنون التشكيلية يتضامن مع الفنانين باعتبار أعمالهما تمثل دعماً للقضية الفلسطينية.. والبقية تري العكس. المواقف علي طرفي نقيض الفنان وائل شوقي المتهم بالتطبيع أرسل بياناً لعدد من الفنانين والصحفيين يتناول فيه موضوع اتهامه وهو المشاركة بمعرض بمدينة القدسالمحتلة.. يؤكد فيه مشاركة عمله من فن الفيديو" الأقصي بارك"، لكنه يؤكد الآتي:" لم أذهب إلي الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا حتي إلي الاراضي الفلسطينية تحت إدارة السلطة الفلسطينية. لم أتعامل مع أي مؤسسة إسرائيلية سواء داخل إسرائيل أو خارجها. لم أشارك في أي معرض تم تنظيمه من قبل أي مؤسسة تدعم أو تناصر التطبيع مع اسرائيل. لم أتعامل خلال حياتي المهنية كلها مع أي فنان أو صحفي أو ناقد إسرائيلي."..هكذا شارك العمل من دون الفنان.. من أين جاءت شبهة التطبيع!؟ المعرض أقيم بالفعل في المدينةالمحتلة، لكن بيانات الاستنكار والاتهام لم تعلن عن طبيعة المعرض والجهة المنظمة له، و التي ربما تم حجبها عن عمد، والتي يكشفها البيان بجلاء، أن المعرض من تنظيم :"مؤسسة المعمل الفلسطينية التي تعمل علي مقاومة تهويد المدينة ودعم الهوية الفلسطينية والعربية بها واحد من أهم المؤسسات التي عملت علي القدس عاصمة عربية. جميع المؤسسين والعاملين بمؤسسة المعمل فلطسينيون بمن فيهم مدير المؤسسة السيد جاك برسكيان وهو أيضا مدير بينالي الشارقة الدولي بدولة الإمارات." اللافت أن كافة البيانات تغافلت _أيضا- الإشارة إلي موقع وفترة إقامة المعرض، وبالرجوع إلي المواد المنشورة عن المعرض باللغة الإنجليزية علي الانترنت تبيّن أن المعرض أقيم قبل ثلاثة أعوام أي عام 2007 وتحديداً في الفترة من "31 مارس إلي 21 أبريل" من العام نفسه. كما أن عرض الفيديو "الأقصي بارك" تم عرضه لأول مرة عام 2006 بجاليري التاون هاوس، بالقاهرة. من ناحية أخري البيان بدا كما لو أنه محاولة للفهم.. كيف كان الاتهام، استعاد معنا الفنان التشكيلي أعماله، وتساءل كيف يتم اتهامه بالتطبيع، رغم أنه ركز في أغلبها علي تناول القضية الفلسطينية.. حيث يقول:" أتساءل كيف بعد كل تلك الأعمال والمعارض في مصر والوطن والعربي والعالم يتم اتهامي بالتطبيع وانها سبيلي للنجاح؟ وهل كان التطبيع ما جعلني أكون أول دفعتي خمس سنوات بامتياز وأحصل علي الدرجة النهائية في مشروع تخرجي بل ويكون ترتيبي الأول علي جامعة الاسكندرية عام 1994 ؟ هل كان التطبيع ما جعلني أحصل لمصر علي الجائزة الكبري في بينالي القاهرة السادس عام 1996، 1997وكان عمري حين ذاك 24 عاما !؟" راسلت أخبار الأدب الفنان موضوع الأزمة، لكنه لم يرد علي أسئلتنا مكتفياً ببيانه الصحفي، والذي أوردنا أجزاءً منه هنا. وفي النهاية لنتوقف قليلاً أمام ما أورده شوقي في بيانه:" أننا لا ننتج اعمالاً فنية لكي يزداد رصيدنا من المعارض والندوات و السفريات، وانما وقبل كل شيء، لكي يكون لنا موقف واع وسط مناخ ثقافي حر ومحترم ،فعلي من اذن تقع مسولية حماية هذا المناخ الثقافي اذا لم تقع علينا؟".