الكاتب السعودي يوسف المحيميد صدر له عن قسم النشر بالجامعة الأمريكية ترجمة روايته:"فخاح الرائحة"، أنجز الترجمة توني كالدربانك تحت عنوان Wolves of the Crescent Moon وفي حوار معه حول ظروف ترجمتها قال: أن"كالدربانك" كان قد ترجم فصلا منها نشر بمجلة"بانيبال"، وبعد ترجمته للعمل كاملا للجامعة الأمريكية، طلبت دار نشر"بنجوين" الحصول علي حق نشر الكتاب، فوافقت الجامعة الأمريكية علي إصدار "بنجوين" طبعة خاصة بها طبقا لشروط تعاقد بينهما. -هل كان هناك تغيير بين الترجمة والعمل الأصلي؟ - دائما وجهة نظري أن المترجم "خائن أمين" للنص، حيث أنه من المفترض أن يكون أمينا للنص لكن أيضا في حدود، لأن كل لغة تختلف عن الأخري، وأحيانا قد نلجأ إلي استجلاب مقترحات أخري جديدة تليق باللغة المنقول اليها العمل، وبالتالي لا أجد حرج في أن نتشاور أنا و المترجم معا حول بعض المفردات التي يصعب نقلها إلي لغة أخري. - هل في الترجمة للغة أخري تحقيق لطموحك في الوصول للعالمية، أم لا يزال جمهورك العربي هو الأوسع؟ - لا من خلال رحلاتي إلي الغرب:نيويورك، وبوسطون، وبرلين، ولندن، كان حضور أعمالي متميز للغاية، هناك جمهور غربي يقرأ بشكل منتظم، وقد فرحت بذلك كثيرا، ففي حفلات التوقيع مثلا هناك حضور ممتاز جدا، وليس فقط الحضور بل هناك مناقشة مستمرة لأعمالي سواء في حفلات التوقيع أو عن طريق التواصل معي مباشرة من خلال موقعي علي الإنترنت. - ما الفرق بين حفلات التوقيع في مصر والخارج من وجهة نظرك؟ - حفلات التوقيع بالغرب تختلف تماما عن العالم العربي لسبب بسيط، أنها عادة ترتبط بفعالية يقوم بها الكاتب، مثلا يكون هناك ندوة أتحدث بها عن تجربتي في الرواية، مع وجود حضور حجزوا مقاعدهم قبل أيام وربما قبل أسابيع، ودفعوا تكاليف تذاكر مقابل حضور تلك الندوة، و من الطبيعي أن يكون تسعين بالمائة من هؤلاء يتمني أو يرغب الحصول علي نسخة من الكتاب، عند التحدث عن الفرق بين العالم العربي والغرب الذي يمتلك إرثا كبيرا في التعامل مع صناعة الكتاب، من الظلم أن نطالب أن يحدث في العالم العربي مثلما يحدث في الغرب بين ليلة و ضحاها، لكنني بشكل عام متفائل أن الأمور تنمو بشكل جيد، فحينما تلقيت طلبا من دار"بنجوين"للنشر، كنت مترددا وقلقا ، وشعرت أنني أضعت فرصة طبع عمل لي لدي دار نشر كبيرة مثلها، ولمت نفسي لتسرعي في التوقيع للجامعة الأمريكية، وحين تحدثت بذلك مع محرر"بنجوين"، قال لاتندم لأننا سنشتري العمل من الجامعة الأمريكية من أجل إصدار طبعة أخري، بالإضافة إلي أن مقياسنا لجودة الأعمال في الأدب العربي هو الجامعة الأمريكية. - وحول مشاريعه القادمة أجاب: - حاليا أنا متوقف عن الكتابه، أجهز لمشروع رواية قادم، لكن لم أشرع في الكتابه بعد، لابد أن أشعر بنجاحات روايتي الأخيرة"الحمام لا يطير في بريدة"، لأنني أشعر بفرح كبير بسبب ثقة القارئ، فقد صدر منها ثلاث طبعات العام الحالي عن دار نشر"المركز الثقافي العربي" في بيروت و الدارالبيضاء، الفين نسخة في كل طبعة، وهو رقم مريح إلي حد ما، و يشعر بالأمل أن ثمة قارئ يهتم و يقرأ الرواية. - مارأيكم في عودة ظهور القصة القصيرة، حتي من بعض أدباء الرواية الطويلة المخضرمين ؟ - يغمرني شعوربالفرح والإغتباط، لعودة القصة القصيرة من جديد، فأنا بالأساس كانت بداياتي كتابة القصص القصيرة، وصدرت لي ثلاث مجموعات قصصية، قبل أن أبدأ بكتابة الرواية، وأعتقد أن العودة إلي القصة القصيرة هي حالة طبيعية صحية و مهمة، وفي الغرب الآن بدأوا في رصد جوائز كبري متخصصة فقط في القصص القصيرة محاولة منهم في إعادة إنعاشها، واتمني أن يعود اليها كثير من الأدباء، وللأمانه فرحت كثيرا حينما عرفت بمجموعة قصصية جديدة لبهاء طاهر، بعد انقطاع فترة طويلة، وإصدارعدد من الأدباء في مصر و العالم العربي أعمال جديدة في القصة القصيرة، أيضا لا ننسي دور المجلس الثقافي الأعلي في إقتراح جائزة كبري للقصة القصيرة بالملتقي الأول الذي عقد بالقاهرة. - هناك اتجاهات حديثة في أشكال جديدة من الكتابة لا تخضع للتصنيف المعروف، ما رأيكم فيها؟ - أعتقد أننا كلنا بدأنا بهذا الشكل تحت إدعاء التجريب، وأعتقد أن من السهل أن يأتي كاتب مبتدئ و يكتب ما يشاء و ينشره علي الإنترنت، و يدعي أن هذا نوع من التجريب، وأنه أتي بما لم يأت به الأوائل من قبل، وأعتقد أن هناك كتاب لهم أسماء كبيرة في العالم العربي وحتي في العالم الغربي، قدموا تجارب جديدة و مختلفة، فمثلا حينما نتحدث عن بول أوستر وهو كاتب أمريكي كبير نجده يشتغل بشكل متميز علي التجريب من عمل إلي آخر، وهو يدرك تماما كيف يبلور أدواته، وفي كل عمل يفاجئ القارئ بنمط كتابة مختلف، وحينما نتحدث عن العالم العربي نجد تجربة جمال الغيطاني من التجليات و الزيني بركات، إنتهاء بأعماله الأخيرة فكل السلسلة التي صدرت له تحت عنوان دفاتر التدوين، هي أيضا نوع من التجريب ، لكنه ليس تجريبا عبثيا، تجريب يتسع لتجربة طويلة ومدركة. - من تعتقد أن له مستقبل واعد في مصر أو الوطن العربي؟ - ربما لست متابعا للمشهد الثقافي العربي، لكن أستطيع التحدث عن المشهد الثقافي أو السردي بالسعودية، وأنا مؤخرا عضو لجنة التحكيم لجائزة مهمة في السعودية، وهي الدورة الأولي في الإنعقاد، لجائزة"حائل" للرواية السعودية، حيث قمنا بالتحكيم بين أكثر من عشرين رواية، وفوجئت بأسماء تكتب للمرة الأولي روايات جميلة و مكتملة الأدوات، مثل :محمد الروطيان، علي الشدوي، أثير عبدالله، عزة السبيعي وكلها أسماء شابة في العشرينيات تكتب للمرة الأولي، أشعر بفرح أن هؤلاء الشباب امتلكوا ناصية الكتابة و اللغة، رغم بعض الخلل وهو طبيعي في الأعمال الأولي. - والكتابة النسائية الجديدة؟ - هناك أصوات نسائية جديدة بدأت تظهر بشكل علني و كبير في عالم الرواية، لكن لابد أن أشير أن هناك أرضية صلبة من الأعمال النسائية منذ الثمانينيات، ومن الطبيعي ظهور الجديد خاصة في ظل سهولة النشر، ووجود الإنترنت، بالإضافة لتعامل الناشرين العرب مع الرواية السعودية، أنا لا أخفيك أن هناك الكثير من الناشرين العرب يتهافت علي الرواية السعودية، ربما لأسباب تتعلق بالمبيعات، أو تتعلق بالقدرة الإقتصادية للمواطن السعودي الذي يستطيع أن يشتري، وربما يكون ذلك مفيدا في المستقبل القريب.