أسعار الذهب اليوم في ختام التعاملات المسائية.. اعرف آخر تحديث    صفارات الإنذار تدوي في بات يام جنوب تل أبيب    نجوم 21 فرقة تضىء مهرجان «الإسماعيلية للفنون الشعبية»    هانئ مباشر يكتب: غربان الحروب    كيفية إخراج زكاة التجارة.. على المال كله أم الأرباح فقط؟    أمل جديد لمرضى القلب.. تصوير مقطعي لتقييم تدفق الدم    ملف يلا كورة.. مواعيد مباريات السوبر المصري.. مفاوضات الزمالك مع راموس.. وتألق صلاح    تعرف على أسباب استبعاد إمام عاشور من قائمة منتخب مصر    درجات الحرارة بمدن وعواصم العالم اليوم.. والعظمى في القاهرة 30    أمريكا...عضو بمجلس الاحتياط الاتحادي يؤكد استمرار مشكلة التضخم    "قومي المرأة" بالمنيا يناقش تفعيل مبادرة "بداية" لتعزيز التنمية البشرية وتمكين المرأة    واشنطن تعلق على قرار إسرائيل إعلان جوتيريش "شخصا غير مرغوب فيه"    أول تعليق من صلاح بعد قيادة ليفربول للفوز على بولونيا    وكالة مرموش تكشف تطورات مستقبله مع فرانكفورت بعد وصول عروض مغرية    جيش الاحتلال يشن 3 غارات على الضاحية الجنوبية في بيروت    حبس سائقي ميكروباص لقيامهم بالسير برعونة بالقاهرة    حقيقة مقتل النائب أمين شري في الغارة الإسرائيلية على بيروت    الانقلاب يدعم المقاومة الفلسطينية بتجديد حبس 153 شاباً بتظاهرات نصرة غزة ً وحبس مخفياً قسراً    حرب أكتوبر.. اكتئاب قائد المظلات الإسرائيلي بعد فقد جنوده أمام كتيبة «16 مشاة»    محافظ الفيوم يُكرّم الحاصلين على كأس العالم لكرة اليد للكراسي المتحركة    مدرب الزمالك مواليد 2005 يشيد بلاعبيه بعد الفوز على سيراميكا كليوباترا    أستون فيلا يعطل ماكينة ميونخ.. بايرن يتذوق الهزيمة الأولى في دوري الأبطال بعد 147 يومًا    فوز مثير ل يوفنتوس على لايبزيج في دوري أبطال أوروبا    عيار 21 الآن بعد الارتفاع.. أسعار الذهب اليوم الخميس 3 أكتوبر بالصاغة (عالميًا ومحليًا)    رئيس مياه دمياط يؤكد ضرورة تطبيق أفضل نظم التشغيل بالمحطات لتقديم خدمة متميزة للمواطنين    حدث ليلا| حقيقة زلزال المعادي.. وحقوق المنوفية توضح تفاصيل واقعة سب أستاذ للطلاب بألفاظ نابية    قتلت زوجها بمساعدة شقيقه.. الجنايات تستكمل محاكمة "شيطانة الصف" اليوم    ضبط 400 كيلو أسماك مملحة غير صالحة للاستهلاك الآدمي بكفر الشيخ    ضبط بدال تمويني تصرف فى كمية من الزيت المدعم بكفر الشيخ    ضبط تشكيل عصابي بتهمة الاتجار في المواد المخدرة بطوخ بالقليوبية    جلسة نقاشية لأمانة الشئون النيابية بحماة الوطن بشأن أجندة التشريعات المرتقبة    عبد العزيز مخيون يكشف تفاصيل مشاركته في الجزء الثاني من مسلسل جودر    حظك اليوم| برج السرطان الخميس 3 أكتوبر.. «ثق بغرائزك واتبع مشاعرك الصادقة»    نشرة التوك شو| الزراعة تتصدى لارتفاع أسعار البيض والبطاطس.. وتأثر النفط والذهب بالضربات الإيرانية    وزير الصحة الأسبق: هويتنا تعرضت للعبث.. ونحتاج لحفظ الذاكرة الوطنية    تعدد الزوجات حرام.. أزهري يفجر مفاجأة    "يد الأهلي ضد برشلونة وظهورعبدالمنعم".. مواعيد مباريات اليوم الخميس والقنوات الناقلة    دمياط.. انطلاق فعاليات المبادرة الرئاسية بداية بقرية شرمساح    «احذر خطر الحريق».. خطأ شائع عند استخدام «الإير فراير» (تعرف عليه)    انتى لستِ أمه.. 4 نوعيات من النساء ينفر منهن الرجال (تعرفي عليهن)    الأحد المقبل.. وزارة الثقافة تحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة بحفل موسيقي غنائي (تفاصيل)    "أهمية القراءة في تشكيل الوعي" على مائدة معرض الرياض الدولي للكتاب    د.حماد عبدالله يكتب: (الروشتة) المؤجل تفعيلها !!    خبير علاقات دولية: مجلس الأمن تحول إلى ساحة لتبادل الاتهامات    ضبط 3 أطنان لحوم حواوشي غير مطابقة للمواصفات في ثلاجة بدون ترخيص بالقليوبية    استطلاع: هاريس تتقدم على ترامب في 7 ولايات متأرجحة    اغتيال صهر حسن نصر الله في غارة إسرائيلية على دمشق    عمرو موسي والسفير العراقي بالقاهرة يبحثان القضايا العربية على الساحة الدولية    زوجة دياب تمازحه بال«وزة» ..وتعلق :«حققت امنيتي»    سعر الدولار اليوم أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية قبل بداية تعاملات الخميس 3 أكتوبر 2024    سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الخميس 3 أكتوبر 2024    رئيس جامعة المنوفية يصدر قرارا بندب الدكتور حسام الفل عميدا لمعهد الأورام    «رجعناهم بالبيجامات الكستور».. تعليق مهم من أحمد موسى في ذكرى انتصار أكتوبر    أمين الفتوى يحذر الأزواج من الاستدانة لتلبية رغبات الزوجة غير الضرورية    تنظيم ورشة عمل مهنية للترويح للسياحة المصرية بالسوق التركي    الكشف على 1025 حالة ضمن قافلة طبية في الفيوم    «وما النصر إلا من عند الله».. موضوع خطبة الجمعة المقبل    رئيس الوزراء: نعمل على تشجيع القطاع الخاص وزيادة مساهمته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الشاعر الثائر دائما سمير عبد الباقي:
الثقافة مثل رغيف العيش
نشر في أخبار الأدب يوم 05 - 01 - 2013

الشاعر سمير عبد الباقى يتحدث الى الزميلة سحر عبد الفتاح
انتخبت د. مرسي هرباً من شفيق والصراع الراهن طبيعي والاختلاف رحمة
كان المؤلفون يسألون سوزان مبارك : نكتب في ماذا ياهانم؟!
لما خنقني القهر وفاض بي..
استخلصت الرضا من غلبي..
واسترخصت..
لا أخاف ولا أخبي..
وعافيت العالم من حبي..
وقلت يا روح ما بعدك روح..
ما استرضتيش الباب العالي..
ما استحرمتش لقمة حلالي..
ما استغفرتش حاجة في بالي..
وما استغربتش م اللي جري لي..
حتي لما ملاني جروح..
استهل بهذه الومضة الشعرية حواري مع الشاعر الكبير سمير عبد الباقي، لكونها تصور بعضا من ملامح شخصيته ذات الأبعاد المتعددة..تكشف نضاله الذي يتواصل منذ خمسة عقود متتالية. كيان ثائرعلي كل ما يغاير العدل والحق، رافعا شعار( لا يحق لنا ما لا يحق لأهلنا) يرفض دائما قهر واستذلال الانسان من منطلق عشقه المتدفق للحياة وللوطن والناس.
مثقف من طراز خاص جداً..عضو فاعل بالحياة الثقافية، وبالرغم من أن عمره اشتعل شيبا وقد تجاوز السبعين، إلا انه مازال ثائراً.. مناضلاً.. مقاتلاً.. متفائلاً.. عاشقاً للحرية.. متمرداً.. متوهجا بالأفكار والنظرات والنظريات.. مدافعا عن الحريات، حرصاً منه علي لحمته بوطنه وأهله وتراثه وجذوره .. يتمع بثراء انتاجي حتي لو كان علي نفقته الخاصة..أحدث اصداراته هذا العام ديوان هواجس عادية عن يناير مش عادي و 44 سنة في ميدان التحرير..
كل هذه الأمور، وغيرها، جعلتني أفتح نافذة حوارية جديدة مع الشاعر سمير عبدالباقي حول أمور تهمنا. تشغل بالنا.. وتؤرقنا .. ولابد أن تؤرقنا..
شعب عملاق
الحوار مع كل مبدع لا بد أن ينطلق من اللحظة الرهنة، ولذلك سألت محدثي: عاصرت حقبا سياسية هامة وكنت عضوا فاعلا بها منذ ثورة يوليو1952 حتي ثورة يناير 2011 فكيف تري الصراع القائم والمشهد العام الراهن؟
- أنا متفائل.. لأن الشعب المصري مازال موجودا وفي تقديري أن الشعب المصري في 25 يناير استطاع أن يدخل مدرسة السياسة التجريبية الأولي التي جعلت الشعب يثور ويهتم بالشأن العام ويتمرد علي قراءة الكرة والحوادث والفن، وأصبح يقرأ الجرائد ويتحدث في السياسة وفي الدستور وأصبح الجميع مهتما بالشأن العام لا الهم الشخصي .
صحيح يوجد ارتباك سياسي.. وكان آخرها من قال نستقل بالمحلة ونستقل بالمنصورة، إنهم يظنون أن هذا فكر ثوري.. لكن ما ذا لو حدث وقالوا نستقل بسيناء ،نستقل بالنوبة؟.. الأمر يعود لقلة الخبرة السياسية.. والموضوع لابد أن يأخد وقتا ولابد من وجود اختلاف في الرأي ونشوب صراعات حتي نتعلم ونتوحد .. وفي النهاية الشعب المصري شعب عملاق وعارف حدوده من آلاف السنين.
دخول سيناء بتصريح!
سيناء قطعة مصرية.. لكنها قطعة محتقنة وموجوعة .. مهمشة لعدة عقود بالرغم من انها قطعة غالية جداً ارتوت أرضها بدماء جنودنا للحفاظ عليها.. أليس الأمر مثيرا للدهشة؟
- تهميش سيناء ليس وليد اليوم.. عندما كنا نذهب لسيناء كنا نري الناس ينظرون للفراغ، وأسوأ شيء يصاب به البلد هو حكم العسكر، الذي جعلنا ندخل سيناء بتصريح عام 1973 وكأنها قطعة غير مصرية، لم يكن السيناويون يتملكون أرضهم، حسن راتب عندما انشأ مصنعا لم يوظف السيناويين فيه، للأسف أهل سيناء يعاملون وكأنهم مواطنون من الدرجة الثانية ومشكوك في ولائهم، لذلك عندما كنا نذهب لسيناء كانوا يعاملوننا وكأن بيننا وبينهم حواجز.. كان من المفترض ان يتعامل المواطن السيناوي بحضارة وتقدير أكثر من ذلك .وأكررها مرة ثانية.. اسوأشيء يصاب به البلد هو حكم العسكر.. أمريكا اللاتينية بدأت تنهض عندما تخلصت من الديكتاتوريات العسكرية التي كان يطلق عليها جمهوريات الموز، أمريكا تعشق العسكر لانهم في النهاية لا يخلقون ديمقراطية، والانقلابات العسكرية التي قامت بها أمريكا بعد خروجها من الحرب العالمية الثانية، وبدأت تورث الاستعمار الفرنسي والبرتغالي والأسباني والانجليزي وتحل محلهم في مستعمراتهم، كان يهمها عمل انقلابات عسكرية في الدول العربية..
جنة علي الأرض
هناك اتجاه سياسي في بعض الدول لحكم التيار الديني ونحن نمر
الشرائح البرجوازية الطفيلية الرجعية التي تتاجر بالدين، هم فقدوا كثيرا من شعبيتهم الآن لدي الناس.
الاستقواء علي الدستور
لا يزال الدستور يثير بين الناس انشقاقا كبيرا.. ما بين مؤيد ومعارض.. ما رؤيتك للأمر؟
- أزمة الدستور تاريخ يضرب بجذوره الي ثورة يوليو، وقتها كان امامهم دستور 1923، لكن ايضا استقووا علي الدستور، «ومن الآخر الدستوريين بتوعنا جعلوا قيادة ثورة يوليو تدهس الدستور» كانوا ضباطا شبانا بقلوب خضراء يريدون فرض الوصاية علي العرش، وكان الوصي علي العرش هو «محمد علي» لكن هم يريدون رشاد مهنا وكان ضابطا من قيادة ثورة يوليو ومن الاخوان وكان يؤيده السيد سليمان حافظ الثعلب العجوز، لكن السنهوري تصدي لهم فضربه الضابط احمد انور بالحذاء أمام مجلس الدولة، ودفعوا مبالغ للنقابات الصفراء لتهتف بسقوط المحامين والديمقراطية، وكانوا ايضا مرتبكين ومحتارين في كيفية أخذ القرار ضد الدستور، وكانوا يصدرون بيانات مثل البيانات التي تصدر الآن .. إذن الأمر عبارة عن استقواء علي الدستور .
أنا متفائل لأن الشعب المصري دخل مدرسة السياسة منذ يوم 25 يناير
ماذنب القارئ العادي عندما يشتري جريدة قومية لا يجد بها قصة يقرأها ؟!
مصالح أمريكا
ذكرت ان التاريخ يعيد نفسه ونحن نعيش نفس الحيرة والصراع .. كيف يتكرر الامر ونحن لدينا اكبر الدستوريين واضعي دساتير دول عربية كثيرة.. أليس الأمر يحتاج لمزيد من الإيضاح؟
- نعم .. نحن لدينا اكبر الدستوريين المصريين وهم واضعو دساتير أربع أو خمس دول عربية وكان من الممكن أن يكتب الدستور في 24 ساعة مع خبراء الدستور الذين يأملون في دولة مدنية صحيحة، لكن هذا ضد حكم الجماعة، كان وقتها ايضا لدينا كبار القانونيين والدستوريين، لكن حينها استشعروا أن أي ثوب يمكن أن يفصلوه ويخرج دستورا، واستشعروا أيضا انهم من الممكن ان يفعلوا ما يريدون، نفس الاستقواء فمن وضعوا الدستور الان تعمدوا أن يضعوا ألغاما من أجل أن تكون مصر في النهاية دولة يحكمها فصيل واحد، حتي المادة التي وضعت لتغيير الدستور وضعت خصيصا من أجل مقاعد مجلس الشعب القادم لانهم سيغيرون الدستور، وهذا ليس بغريب، لان أمريكا تري ان مصالحها في حكم الاخوان، وهذا الاتجاه اتجاه رأسمالي استغلالي.
الاختلاف رحمة
احتدم المشهد في الآونة الأخيرة وتصاعد الامر لحدوث اغتيالات صحفية واضراب قضاة وحصار المحكمة الدستورية وحصار مدينة الانتاج الاعلامي؟
-هذا الصراع طبيعي جداً.. اولا: عندما طالب الصحفيون بإصدار قانون بعدم حبس الصحفيين، أنا غضبت منهم وتشاجرت مع البعض منهم، وقلت لماذا انتم فقط تطالبون بهذا القانون، لماذا لا يشمل هذا القانون حرية الآخرين.. لا يحق لنا ما لا يحق لأهلنا، ليس مكسبا أن أحصل علي شيء دون الآخر.. أما حصار المحكمة الدستورية ومدينة الانتاج الإعلامي فهو استقواء في غياب الحكومة، أما عن القضاة فأنا معهم طبعا.. لكن جزءا كبيرا منهم كان مع مبارك في السابق.. وفي النهاية كل هذه الأمور عبارة عن صراعات طبقية.. وهذا الصراع طبيعي.. الاختلاف مهم والاختلاف رحمة لكن المسائل يجب أن تعالح بشكل سليم.
شمروخ الأراجوز
أريد استوضح منك أمر «البنشور» المكون من أربع صفحات والذي تطبعة وتوزعه من كل شهر علي حسابك الخاص؟
- بسبب قلة القراءة.. هذا البنشور أطبعه من عام 2003 ثمانمائة نسخة كل شهر وأوزع أربعمائة نسخة بالبريد وأوزعا ربعمائة أخري باليد، وعنوان البنشور شمروخ الأراجوز وكنت في البداية أصممه بنفسي وأطبعه، حتي انتشر شمروخ في أماكن عديدة وموجود الان علي الانترنت، وحقق جماهيرية عالية جداً وعملت عنه إحدي القنوات الفضائية فيلما تسجيليا قصيرا.. وكتبت عن الشمروخ رباعية وربع أشرت فيها لمعاناتي في توزيعه وقلت : «اخبط دماغك في حيط ودماغك مشروخ».
جريمة كبيرة
كتبت العديد من الروايات المسرحية بل أخرجت للمسرح، فلماذا تراجع فن المسرح وما تأثير ذلك علي المجتمع؟
- المسرح الجاد هو عبارة عن عالم لابد أن نعيش فيه، ومعني إلغاء المسرح وإخراجه من الحياه العامة جريمة كبيرة للغاية لأن المسرح فن جماعي وجماهيري فعال، وهذه نقطه خطرة، أي نظام استبدادي يرفضها لعلاقته المباشرة مع الجماهير في يوم من الأيام كان المسرح القومي لا يستطيع أن يشكل فريقا للعمل بسبب عمل الممثلين في مسلسلات الخليج، أعداؤنا دخلوا لنا من شباك الحياة الثقافية حتي يتم الانفصال بين الحياة وما بين الثقافة التي هي جزء من الحياة.
الثقافة كرغيف العيش
انت عضو فاعل ونشط بالساحة الثقافية، وتنتشر المراكز الثقافية في انحاء الجمهورية ولها فاعليات ونشاطات عديدة لكن لا يوجد اقبال عليها .. أليس كذلك؟
- الهوة سحيقة بين الناس وبين المشتغلين بالثقافة، ماذنب القارئ العادي عندما يشتري جريدة قومية لا يجد بها قصة يقرأها ؟! كما كان في الأربعينيات والخمسينيات، كنا نقرأ ليوسف ادريس وأميل زولا وهوجو وأحمد شوقي من خلال الجريدة العادية وليست المتخصصة، لابد من ان تكون الثقافة جزءا من ثقافة المجتمع وليست جزء منفرد بذاته، بالاضافة إلي أن الشعب المصري أصبح له أولوياته، لكن الثقافة أولوية مثل رغيف العيش، ويجب ان نحافظ علي ثقافتنا ومواويلنا وأمثالنا الشعبية واغانينا وفلكلورنا.. هل من المعقول ان الريف أصبح يغني في أفراحه ومناسباته اغاني الاذاعة ، لو الجماهير عرفت تراثها ستعلم مقدار ما انتزع منها .
حولوا المثقفين الي موظفين
كيف تري.. دور وجهود وزارة الثقافة، خاصة جهاز الثقافة الجماهيرية، هل يقومان بما هو مفترض ان يقوما به من تنمية ثقافية ونشر للوعي والابداع ؟
- انا واحد ممن ينادون بإلغاء وزارة الثقافة لانها تحولت إلي نافذة لشراء الأنفس، هل يعقل أن يكون كل عشرة فنيين يقابلهم ألف اداري، تلك واحدة من جرائم نظام يوليه أو نظام العسكر إنه حول المثقفين الي موظفين، في النهاية الممثل تحول إلي موظف لدي الثقافة الجماهيرية، أي نعم الثقافة الجماهيرية علي عيني ورأسي، كان دورها حماية التراث الشعبي ودراسة تلك الثقافات وكان يجب أن تفتح المجال للابداع لكن تضع موظفا يتحول لان يكره الفنانين لانهم «بيزعجوه».
محاكم التفتيش
توجد هوة بين المثقف والمجتمع بالاضافة لانشغال المجتمع بأولويات أخري كما ذكرت.. اذن لماذا تُحارب الثقافة بهذه الضراوة؟
- كلمة الثقافة والأدب والفن والابداع لا يطيقها العسكر والطبقات الرجعية والرأسمالية المهتمة بالمكسب، لأنها لا تريد إيقاظ الناس ولا تريد أن يفكروا لان الابداع والثقافة تجذب الناس للتفكير.. واضرب لك مثالا: محاكم التفتيش الاسبانية منعت تصدير الروايات لمدة ثلاثمائة عام لأمريكا اللاتينية، حتي هربت روايات «دون كيشوت» في براميل النبيذ وكأنها حشيش أو مخدرات.. لماذا تفعل محاكم التفتيش هذا ؟ لان الابداع والثقافة والفن يجعل الناس تستنير وتفكر دائما فيما يدور حولها.
رباعية وربع
كتبت ستة دواوين باللغة العربية الفصحي.. لكن أيضا لك الكثير من الدواوين باللغة العامية.. فهل هناك سر وراء هذا التحول؟
- فعلاً.. أنا كتبت ستة دواوين بالفصحي، لكن عندما تعرفت علي الشاعر فؤاد حداد بعد خروجه من السجن عام 54 19واستمعت لاشعاره وأشعار صلاح جاهين باللغة العامية تأثرت بهما وغيرت اتجاهي وأحببت الشعر باللغة العامية، وصدر لي ثلاث عشر كتابا بعنوان دفاتر العامية المصرية، واحد منها بعنوان رباعيات ابن عبد الباقي، وعندما كتبت هذه الرباعية وجدت آراء تهاجمني قائلة: هل ممكن لأحد يكتب رباعيات بعد صلاح جاهين، وواجهت الهجوم قائلا: هي ليست رباعية بل هي رباعية وربع ، للاسف البعض لا يعلم ان الرباعية تراث شعبي قديم جداً وموجود من قديم الأزل، اذن العامية لم يخترعها أحد وهي التي حفظت اللغة العربية الفصحي منذ أربعة عشر قرنا من الزمان.. ومن يهاجم العامية فهو يهاجمها لخوفه أن العامية تؤثر علي القرآن، لكن هذا غير صحيح، وفي النهاية هي لغة حياتنا القريبة من الغني والفقير.
رواق العامية
اقترحت علي إتيليه القاهرة إقامة أمسية شعرية بعنوان «رواق العامية» في الخميس الأخير من كل شهر، ما الدافع لهذه الفكرة؟
- رواق العامية.. هي أمسية شعرية في الخميس الأخير من كل شهر، وأطلقت عليه (رواق العامية) باسم فؤاد حداد، ودائما نبدأ الأمسية بقصيدة له، محاولة منا أن نغرس أقدامنا في أرضنا المصرية من أجل ان يكون الشعر ليس مجرد كلام أو تقليد للشعر الأوروبي المترجم، ويكون له علاقة بالإيقاع المصري والفولكلور، فنحن نجمع في «الرواق» الشعراء من كل مكان، والبعض منهم لم يسمع حدوتة، ولم يعلم اي شئ عن الموال الشعبي، متأثرين بالشعر المترجم والمنثور أكثر من الشعر الشعبي، لذلك نزيد من الوعي حول اللغة العامية وتاريخها وعلاقتها باللغة الفرعونية والقبطية والعربية، أو نتحدث عن المواويل وعلاقتها بالأوزان الموسيقية، أو نسترجع شعراء أغاني العامية القدامي، مثل فتحي قورة ومرسي جميل عزيز، أو نتحدث عن شعراء عظام مثل صلاح جاهين وفؤاد حداد ..وغيرهم وهكذا.
نكتب في ماذا ياهانم؟!
كتبت العديد من الروائع للطفل ولمسرح العرائس، فما هي نصيحتك لكتاب الاطفال في عصر السماوات المفتوحة والإنترنت؟
- أنا كنت في جانب وكل كتاب الاطفال في جانب آخر، وتشاجرت مع سوزان مبارك بسبب كتابها الذين يفكرون للاطفال، فكانوا يسألونها: نكتب في ماذا ياهانم؟! هل يعقل هذا؟. عموما أنا أري أن الشعراء أفضل من يكتب للاطفال، وأفضل نصيحة لكتاب الأطفال هي قراءة الأدب العالمي للأطفال، والأساطير القديمة الخاصة بالشعوب المختلفة، والأساطير الشعبية وحواديت العالم التي جمعها « اندرو لاند».. تلك الأشياء هي التي يجب ان يعرفها الطفل المصري الان، للأسف القيم المصرية الأصيلة تضيع من بين أيدينا بفضل الانترنت الذي هجم علينا، وأصبحنا بعيدين عن الأرض، وتركنا الحواديت التي تصنع ثقافتنا وتقاليدنا وتراثنا.
مضغوط ومكبوت
علي غرار العقل السليم في الجسد السليم.. إذا اعتبرنا أن المجتمع هو العقل والمنزل هو الجسد فأين حقوق الطفل بين هذا وذاك؟
- اذا صلح المجتمع وسادت فيه الديمقراطية، بالتبعية ستسود المنزل، لكن عندما تكون الحياة العامة مليئة بالمكبوتات فسيكبت الأب والام فيه، وتنعكس تلك الحالة علي الأطفال، أولا: حق الطفل يكون عند أبويه، فهل يمكن أن تنص مادة في الدستور علي حب الآباء لأبنائهم؟
الطفل الان يحتاج أن يعيش حياته، ويجد طعاما جيدا وعلاجا جيدا، وتعليما محترما، حتي ينشأ انسانا سويا، لكن للاسف المجتمع الأن أصبح مجتمعا مضغوطا ومكبوتا.. ويجب إلقاء الضوء علي أهمية التعليم والقراءة التي توارت.. أنا قرأت أساطير الإغريق وأنا في العام الثاني الابتدائي، ويعود الفضل لمدرس الرسم الذي كان يقرأ لنا أساطير الحب والجمال عند الاغريق، وبعد أن ينهي قراءة الاسطورة، يقول لنا ارسموا ، وقرأت الف ليلة وليلة وأنا في العام الثاني عشر من عمري، ومن القراءة تكونت لدي ملكة الخيال .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.