حالة حذر مصر واحدة وشعب واحد.. رغم كل محاولات الفتنة وحلم الصراع ..ورغبة الاستحواذ التي أعمت والقلوب البصائر.. حتي أن عسس الوكالات الاستخبارية يسألون طوائف الشعب في القري والنجوع لهفة :متي تشتعلون؟ .. متي نري شيئا هائلا يحدث؟ .. في ظل المسميات الجديدة منذ ظهور تعبير (البلقنة) اللعين.. متي تملأ الأنباء في الشرق والغرب تؤكد أن مصر (تعرقت) أي أصبحت مثل العراق .. نري مذاهبه وأطيافه تتحارب تتقاتل وتكفّر بعضها بعضا .. متي تتم (سودنة) مصر..فتتقطع أوصالها الي جنوب وشمال في غمضة عين ..متي صوملة مصر تعيش حروبا قبلية عرقية طويلة الأمد.. متي لبننة مصرفتعيش صراعا طائفيا في الدين والمذهب .. كلها نماذج مرت بشعوب شقيقة دمعت لها عيون مصر والمصريين.. فشعب مصرالعجيب الذي صبر طويلا عملا بالمثل القائل (إتجمّز بالجميز حتي يأتيك التوت) .. أدرك أن التوت لايأتي أبدا كي ينتظره .. التوت له غرس وأرض ورعاية وري وسماد وحصاد ..وهو الذي كان يروق له المقام منتظرا ..مضجعا تحت شجرة الجميز..به ميل قديم الي الدعة.. الراحة والركون.. الاستظلال.. الاسترخاء..التثاؤب .. الاغفاءات ..حتي يحسبه من يحكمه نائما .. حتي يوقن أنه كحاكم يستحق بالفعل لقب (سلطان النائمين)..ومع ذلك مازال العالم يقف حائرا مندهشا أمام ما حدث مع مبارك وكيف أنه اجبرعلي التخلي عن الحكم ..قيل من ضمن الروايات .. كل ما في الأمر أن الشعب المصري (تقلّب) أثناء نومه .. فحدث ما حدث ! (الشعب) .. (الشغب) ..الفارق بينهما نقطة.. تحكم العلاقة بين الحاكم والمحكوم! الدستورهو خطوط عريضة لحياة راسخة يعيشها شعب بأكمله في وطن يجمع بين ماضيه ومستقبله.. ومواد الدستور ليست أحبالاَ ممدودة في الهواء .. يمشي عليها المواطن كالبهلوان ! كلنا سابقون أري أن العزل السياسي يصدرله قانون خاص بالظرف الذي تمر به البلاد ..لا أن توضع في دستور جديد يصلح لأجيال تتقدم بموجبه ..وأري في هذا اقحاما لمواد وقتية خاصة بظرف وقتي وتنتهي بزواله .نريد دستورا توافقيا يليق بمصر ..ليس فيه مزايدة ولا إقصاء..ولو دامت لغيرك ماوصلت اليك. ياسادة ماذا ستقول عنا الأجيال القادمة وهم يقرأون دستورالبلاد ..لعلهم سيسألون آباءهم.. أي أحفادنا :هل الفلول هم من بقايا المماليك الهاربين من مذبحة محمد علي باشا ؟..أم هم بقايا عصر مبارك الهاربين من قصاص الإخوان ؟!