في عام 1972 أبدع كوكبة من الفنانين المصريين فيلما بعنوان »أغنية علي الممر».. الفيلم كان عبارة عن مباراة في الابداع بين الفنانين محمود مرسي ومحمود ياسين وصلاح السعدني وصلاح قابيل وأحمد مرعي.. يحكي الفيلم عن كتيبة من ثلاثين جنديا كانت مهمتهم خلال حرب 1967 هي حراسة أحد الممرات ومنع قوات العدو من المرور خلاله إلي قلب سيناء.. استشهد جميع الجنود إلا خمسة عاشوا في عزلة بعد ان انقطع اتصالهم بالقيادة ونفدت منهم الذخيرة والمؤن إلا أنهم رفضوا الاستسلام والتسليم واستمروا في الدفاع عن الممر حتي آخر طلقة وآخر نفس. أبكي.. أنزف.. أموت وتعيشي يا ضحكة مصر.. تعيشي يا قمر المغرب وتعيشي يا شجر التوت.. تلك هي الأغنية التي كان يحلم أحد الأبطال الخمسة أن تصل إلي الإذاعة وتخلد معها مجد بطولات الشهداء ولكنها راحت مع آلاف الجنود المجهولين الذين دفنوا في رمال سيناء وعلي ضفاف القنال كما دفن هذا الفيلم الرائع في طيات الزمن مع غيره من الجواهر الفنية الخالدة التي نسيتها قنوات التليفزيون المصري وتذكرها قناوات »اليوتيوب». اذكر الآن هذا الفيلم حتي لا نبخس فناني زمان حقهم في الاشادة والتبجيل وقد أثروا الحياة الفنية وساهموا في بناء الوجدان واحياء الشعور الوطني وإثارة الحمية التي أعدت الجبهة الداخلية والخارجية لنصر أكتوبر العظيم.. فشكرا لأبطال ممر 2019 الذي نحتفل بنجاحهم اليوم وأبطال ممر 1972 المحفوظ حقهم من الاشادة وفي انتظار المزيد من أغاني الممرات التي تنسينا أغاني زمن أوكا وأورتيجا وحمو بيكا.