لحظات عصيبة ومرعبة عاشها طفلان صغيران فى عمر الزهور، نهايتها مأساوية سريعة بتفحم جثتيهما بعد أن أتت النيران علي كل شيء في الشقة وأكلت الأخضر واليابس وطالتهما دون تفرقة رغم محاولتهما الاستغاثة والاختباء داخل الدولاب، ليعود أبويهما ويجدانهما متفحمين تماماً نتيجة نشوب حريق هائل فى الشقة التى تحولت إلى حطام بسبب حدوث ماس كهربائى، التفاصيل نسردها فى السطور التالية. "عمر وساجد" طفلين شقيقين فى عمر الزهور يبلغ عمر 7 سنوات فى الصف الأول الابتدائي بينما يبلغ ساجد 3 سنوات, وجد رب الأسرة أنس عبد الوهاب العامل البسيط فى نجله الأكبر عمر الميل نحو ممارسة الرياضة فشجعه على ممارسة لعبة التايكوندو ولم يبخل عليه فى أى شىء وبدأ بالفعل الانتظام فيها وحصل على شهادات تقدير إلى جانب تشجيع مدربه الذى رأى فيه بذرة جيدة لبطل كبير, كان هذا حلم والده بأن يصبح نجله بطلاً رياضياً, لكن سرعان ما تحول هذا الحلم إلي كابوس مفزع فقد أنهى الأب عمله وعاد للمنزل قبل لحظات من انطلاق مدفع الإفطار، وعندما حان موعد آذان المغرب تناول الطعام مع زوجته وطفليه وهم مسرعاً ليستعد لصلاة العشاء كما أنهت زوجته أم عمر كل شيء متعلق بترتيبات المنزل وقدمت لزوجها كوب الشاي المفضل عقب الإفطار , اعتاد الزوج عند ذهابه للمسجد لأداء صلاة العشاء والتراويح أن يصطحب زوجته معه بينما يترك طفليه في المنزل, كانت حرارة الجو شديدة للغاية فقام الأب بتشغيل مروحة كهربائية وتركها في غرفة أولاده وتركهما نائمان ولم يدرك أنها ستكون المرة الأخيرة التى سوف يرى فيها نجليه ثم ذهب مع زوجته لمسجد الشهيد مصطفى جعفر القريب من المنزل بمنطقة الجمهورية بالمحلة الكبرى، لأداء صلاتي العشاء والتراويح , في نفس الوقت وأثناء استغراق الطفلان فى النوم حدث ارتفاع مفاجئ في التيار الكهربائي تسبب في حدوث ماس بالمروحة التى تركها الأب لأولاده مما أدى إلى نشوب حريق بالغرفة واشتعلت النيران بكثافة حتي أيقظت الطفلين مذعورين من بشاعة المنظر وحاولا الاستغاثة بالجيران لكن دون جدوى فلم يجد عمر الطفل الأكبر أمامه سوي أن يختبئ هو وشقيقه الصغير داخل الدولاب الخشبى لحمايتهم من لهيب النيران لكنها امتدت للدولاب وأحرقته كاملاً ولم يجد الطفلان مفراً من الهرب حتي أتت النيران علي جسديهما وأحرقتهما وحولتهما إلى جثتين متفحمتين. عاد الأبوان من الصلاة ليكتشفان انبعاث الأدخنة وتصاعدها من الشقة بالدور الخامس والجيران يحاولون السيطرة علي الحريق فصعد الأب مهرولاً ناحية الشقة لفتحها وانقاذ نجليه لكن النيران كانت قد أتت علي كل شيء فيها فظل يصرخ ويبكي بكاء شديداً مبدياً ندمه علي ترك أولاده بمفردهما . تم إخطار اللواء طارق حسونه مدير أمن الغربية بالواقعة وانتقلت القيادات الأمنية والتنفيذية إلى مكان الحادث وعلى رأسها المهندس محمد سراج رئيس مجلس مركز ومدينة المحلة والعميد خالد فوزي رئيس حي ثان واللواء محمد انور الوروري حكمدار الأمن بمركزي سمنود والمحلة وتبين من المعاينة الأولية نشوب حريق هائل بشقة سكنية مؤجرة للمدعو أنس عبد الوهاب بالطابق الخامس بعمارة سكنية بمنطقة الجمهورية وتم الدفع بقوات الحماية المدنية مدعومة ب3 سيارات مطافئ لإخماد نيران الحريق وتم السيطرة عليه بالكامل قبل امتداد النيران لباقي العمارات السكنية وتم العثور على جثتي نجلي مستأجر الشقة متفحمتين تماماً داخل دولاب خشبي وتم اخطار النيابة التي تولت التحقيق وكلفت إدارة البحث الجنائي بالتحري حول ظروف وملابسات الواقعة، وعما إذا كانت هناك شبهة جنائية من عدمه حيث كشفت تحريات العقيد وليد الجندي رئيس الفرع البحث الجنائي بالمحلة وسمنود والرائد احمد عبد الشافي رئيس مباحث تان المحلة أن الحريق نشب بسبب الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجو وارتفاع التيار الكهربائي بشكل مفاجئ، مما أدى لحدوث ماس كهربائي تسبب في الحادث ولا توجد شبهة جنائية وصرحت النيابة بدفن الجثتين.