»الدكتاتورية للمبتدئين.. بهجاتوس.. رئيس بهجاتيا العظمي« للفنان بهجت الكتاب يضم مجموعة من القرارات وردود أفعال الزعيم بهجاتوس، رئيس بهجاتيا العظمي، هذا الزعيم الذي يعد رمزاً لزعماء كثيرين قضوا علي ثروات بلادهم ولم يحسنوا استخدامها، سعوا إلي تزوير الانتخابات، بل وتزوير حتي الاستفتاءات، التي لم تتجاوز إجابة من ثلاث إجابات تملي علي الشعب (نعم، نعمين، نعمات)، ولم يتحملوا أية معارضة، والتوريث هو حلمهم (بهجاتوس الابن نائب الرئيس ورئيس المجلس الأعلي للشباب) حتي في المهرجانات الشعرية، القصيدة المسموح بها (بهجتوس يا بهجوتس/ جزمتك فوق الرؤس/ بهجوتس إنت الكبير/ واحنا بالكامل حمير/ كلنا نفديك بروحنا/ الوزير قبل الغفير). بهجتوس هو الزعيم المعلم الذي علمنا (باع.. سمسر.. قبض. إنفتح.. سرق.. هرب)، لقد برع الفنان الكبير بهجت في التعبير عن شخصية الديكتاتور بهجاتوس، كما برع الناقد الكبير الراحل د. علي الراعي في أن يغوص في أعماق هذه الشخصية المعبرة عن مواقف كثيرة مألوفة من قبل حكام العالم الثالث: »بهجاتوس هو رئيس بهجاتيا العظمي، عملته تنخفض بانخفاض الدولار، ولا ترتفع بارتفاعه، وعلم بهجاتيا العظمي يصور يدين علي واحدة منهما علامة الدولار، وتخرج الثانية من كم سترة مهترئ، أما توقيع الزعيم المعلم فهو بصمة، وبطاقة استفتاءاته تحمل كلمات: نعم، نعمين، نعمات، ومقولاته العظيمة تفيض بالحكمة، وفي حالات الانقلاب والانتفاضة وثورة التصحيح تظل هناك صورة واحدة لا تتغير هي صورة الزعيم الكبير بهجاتوس، الموت لمعارضيه، والأوسمة والسيارات الفاخرة ومظاهر التكريم لكل من يشيد بحكمته وعدله وديمقراطيته، في استقباله لشعبه: الشعب يلعق الأرض بين قدميه، وفي استقباله لسفراء الدول الأجنبية يقبل بهجاتوس العظيم الأرض بين أقدامهم، ليس له إلا صديق واحد، هو حليفه الأجنبي، وهو القارئ الأول والمعلم الأول والعامل الأول وأسرته عريقة النسب، جده قاطع طريق، وأبوه لص، وهو يستهل عمل اليوم بالسحل والفرم ثم يدخل قصره للسهر علي مصالح شعبه مصطحبا زجاجات الخمر.. هذه بعض سمات بهجاتوس العظيم، تقطير وتركين لمساوئ الحكام في كثير من دول العالم الثالث، حيث الديمقراطية كلمة تقال، والقانون هو شريعة الغاب، و»الحرية اسمها الطوارئ«. ولد الفنان الكبير بهجت في حي بولاق بالقاهرة عام 1931، درس النحت بكلية الفنون الجميلة ( 1949-1954) عمل رساما للكاريكاتير في مجلة روزاليوسف 1955، ومجلة صباح الخير 1956، ثم انتقل للعمل في جريدة »المساء« ثم مؤسسة دار الهلال 1964 ليعمل مع أحمد بهاء الدين في مجلاتها المختلفة، ورسم- أيضا- لجريدة الأهالي وفي عدد من مجلات الأطفال، رحل عن عالمنا في 2 يونيو 2001. الكتاب صدر في سلسلة " فنون" في مكتبة الأسرة، عن هيئة الكتاب.