لا تختلف مائدة رمضان علي الشاشة هذا العام عن الأعوام السابقة في إعلانات تتكلف مئات الملايين في إنتاجها وبثها علي القنوات المختلفة، شاهدها الناس مرة واحدة بين فقرات البرامج والمسلسلات وبعد ذلك يستغلون وقت بثها عمل استراحة من المشاهدة وتفعيل كاتم الصوت، والانشغال بأمور أخري.. وإعلانات هذا العام بنفس الفكر السطحي الذي يبرز عضلات الشركة المعلنة ولا يستفيد الجمهور شيئا سوي السخط والهجوم علي عقول خاوية تحاول الضحك عليه، وسأضرب لكم مثالا عن شركات المحمول التي استعانت بكبار النجوم في أغنيات ومشاهد درامية لعمرو دياب، نانسي عجرم وتامر حسني، وفان دام ومحمد رمضان، وفي آخر الإعلان المطول يعطي لك رسالة في ثوانٍ بمثابة ضحك علي الدقون ولا تسمن ولا تغني من جوع ويجري خلفها فقط الواهمون!!، ولو أن شركة واحدة قررت تحمل نصف قيمة الفاتورة أو الشحن خلال رمضان في رسالة مدتها 10 ثواني لكان خيرا لهم وللشعب!!. أما الإبهار والبذخ في الإنفاق علي إعلانات المدن الجديدة والكامباوندات فهو أمر طبيعي لأنه يخاطب شريحة محددة من الجمهور تمتلك المال، ولكن هذه الطبقة المستهدفة للأسف لا تشاهد قنواتنا المصرية، وتكون محصلة الإعلان إظهار الفوارق الشاسعة بين طبقات الشعب الفقير!!. حتي إعلانات التسول التي تلعب علي جو الروحانيات وحب التصدق في الشهر الكريم لم تتغير كثيرا، بل أضافت إحدي الجمعيات خدمة جديدة لمشروعاتها الخيرية تشجيع الناس أكثر علي إخراج الزكاة، وهي »خدمة مكياج العروسة» للمحتاجات، أو كما يطلقون عليها ( الميكاب ) !!. أما نجم إعلانات »البوكسر والفانلة» للأسف أعماه المال عن طلب »حسن الخاتمة» فاستحق ما يقال عنه بين الناس!!. ليست الشاشة كلها مفسدة فهناك طاقة نور تدعوك للجنة اسمها »الناس» قناة غيرت من جلدها السياسي إلي الديني بعد تولي إدارتها عالم جليل هو الدكتور مجدي عاشور، ومن أمتع البرامج التي تجذبني التي تعرفك بالنبي محمد وهي »تعرف علي الرحمة» وهو كتاب للدكتور نبيل كمال يقدمه بسلاسة الكنوز مصطفي عبد الكريم وألحان وغناء محمود هلال، وبرنامج »بشرني الحبيب» للشيخ محمد المهدي منصور. ولنا في رمضان قطوف أخري.