ألقي أردوغان بكل ثقله في الانتخابات البلدية التي جرت الأسبوع الماضي ومع ذلك جاءت النتائج علي غير ما توقع. حيث عبر الناخبون الأتراك عن رفضهم لسياسات حزب التنمية والعدالة ورئيسه فكانت الخسائر الأبرز للحزب وأردوغان في المدن الكبري. خسر أردوغان - بحسب ما تم حسمه من نتائج حتي الآن - مدن اسطنبول وأنقرة وأضنة وأزمير وأنطاليا. وقال الناخبون »لا» في وجه أردوغان وحزبه لصالح أحزاب المعارضة في إعلان صريح من الأتراك علي رفضهم سياسات النظام الحالي في البلاد الذي تسبب في مشكلات اقتصادية صعبة مثل ارتفاع التضخم والبطالة وانهيار العملة وانكماش الاقتصاد وغيرها. لقد ورط أردوغان تركيا في معارك وهمية مع محيطها الإقليمي ومع دول العالم الكبري وبدلا من مبدأ صفر مشكلات الذي سعي إليه وزير الخارجية السابق أحمد داوود أوغلو مع جيران تركيا ومع العواصم الكبري انغمس أردوغان وتشابك مع الجميع حتي سئمه الجميع بمن فيهم الناخب التركي التي أعلنها صريحة وبشر بقرب انتهاء عصر أردوغان وحزبه. لن ننسي لأردوغان تلك اللاء المشهورة لواشنطن برفضه تسليمها القس برونسون وبعد أن عاقبته إدارة ترامب بسلسلة إجراءات اقتصادية عاد أردوغان وسلم!! تكررت فعلته مرة أخري ولكن مع روسيا التي أسقط مقاتلتها قرب الحدود السورية التركية وهاج وماج الرجل ثم عاد ورفع الراية البيضاء بعد أن ذهب إلي موسكو آسفاً معتذراً! وهذه الأيام يعيد أردوغان الكرة مع واشنطن من خلال تمسكه بصفقة »إس -400» مع روسيا رغم الرفض الأمريكي.. فماذا تتوقعون؟! يتباهي أنصار أردوغان دوما ببراجماتيته الشديدة وبقدرته علي اقتناص المكاسب ولكنهم لا يعلمون أنها انتهازية فجة لا تبغي الصالح العام لبلاده ومواطنيه وقد جاءت الانتخابات لتعلنها صريحة.. أردوغان للخلف دُر.