حكت لى الفنانة جميلة عوض حفيدة الفنان محمد عوض إنها ولدت فى بيت جدها، وعاشت معه، ورغم إنه رحل وعمرها 4 سنوات، إرتبطت به جدًا، وهو إرتبط بها، بإعتبارها حفيدته الأولى. تركتها تتكلم.. وتحكي.. واكتفيت بالعودة “فلاش باك” أتذكر عندما كنت أجرى حوارات صحفية مع جدها.. وهى تجلس على حجرة ترفض أن تغادر حضنه، يعود الكلام للجميلة جميلة عوض، لتقول: “بيت جدي.. كان يمشى بنظام خاص وإنضباط، كنت الوحيدة المسموح لها أن تكسر هذا النظام، كل البيت يتكلم بالهمس وهو نائم فى حجرته البعيدة، وأنا أصرخ وأضحك وأبكى وألعب فى أى مكان بدون قيود، جدتى كانت تفرض على البيت نظام صارم.. من أجل راحته.. بسبب عمله فى المسرح ليلًا. ورغم هذا كان لا أحد يجرؤ أن يمنعنى من دخول حجرته.. وهو نائم.. وإيقاظه واللعب معه، كنت فى هذا البيت تحت حمايته.. رغم إنه رحل وعمرى 4 سنوات.. احمل فى ذاكرتي.. مشاهد.. بكائى عند خروجه من البيت للذهاب للمسرح بسبب تعلقى به، وعند عودته.. وهو يحضر معه لى الشيكولاتة، ونجلس نأكل المانجة. قاطعتها: إيه حكاية إنك شاركتيه الظهور على المسرح؟ ردت: فعلًا.. كانت هناك مسرحية أطفال اسمها “الأرنب المغرور”، وكانت أمى الفنانة رندا تشارك فى نفس المسرحية، يوميًا كانت تصطحبنى معها للمسرح.. وطوال الطريق.. تحفظنى التعليمات.. إنه خلال وجودى فى الكواليس لا أصدر أصواتا.. أحيانًا بعد الوصول للمسرح، أركب دماغي.. إنى أريد الصعود معها على المسرح. مش فاهم؟ الحكاية إن هناك مجموعة كانوا أطفال يرتدون ملابسا بيضاء، كنت أقف بينهم، لن يفرق مع العرض لو زادوا طفلة.. أو إختفت منهم طفلة، لهذا يوميًا أمى كانت تسألنى قبل النزول.. من البيت عايزة تصعدى المسرح.. ناخد معانا ملابسك. وعلى المسرح جدى كان يقدم شخصية الأرنب المغرور.. أحيانًا كانت تطلع فى دماغى اسيب مكانى بين الأطفال.. وأذهب اليه.. رغم إن هذا مخالف للمسرحية.. هو مفترض الأرنب الشرير.. ونحن الطيبون نخاف منه. ومن الحكايات التى سمعتها من أمى ووالدي.. إن فى مرحلة عدم الكلام.. عندما كنت أذهب معهما لكواليس مسرحية يشارك فى بطولتها، وكنت أبدأ فى البكاء.. فى أحد المرات غمز للجمهور.. وحملنى على المسرح.. وبعيدًا عن المسرح كان يصطحبنى معه “للعزبة” كان عاشق للأرض والزراعة.. كان يحملنى على كتفه ونتجول بين النخل والزراعات. “الممثل والجد” بعد دخولك المجال الفنى أصبحت تمتلكين رؤية فى فن محمد عوض.. الفنان وليس الجد..؟ تدخلت قائلة: شهادتى فيه مجروحة، لأنى لا استطيع التفرقة بين الممثل والجد، الجد على الحقيقه كان شخصا هادئا جدًا، صامت أغلب الأوقات، له هيبة رهيبة فى البيت، وبين أصدقاءه، يختلف كثيرًا عن الممثل الذى أشاهده على شاشة التليفزيون، فى التليفزيون.. عندما أشاهده يصلنى إحساس من خلاله إننى أنتمى إلى هذه الصناعة، وأن كل نجوم الأبيض والأسود عائلتي.. الكبيرة، وإن كل ما أشاهده جزء من تركيبتى الشخصية أو جيناتي. ومن حكايات والدى عن نجوم الأبيض والأسود ونحن نشاهد الأفلام.. مثلًا عندما عاش فترة فى بيت سعاد حسني.. أو رشدى أباظة صديق جدى وغيره من النجوم.. تولد عندى إحساس إنهم أقاربي.. وإننى غير منفصلة عنهم، ومن الغريب إن فى مرحلة طفولتي.. كنت لا أحب مشاهدة الكرتون مثل بقية الأطفال.. فى عمري، كنت أحب مشاهدة “الأبيض والأسود”، ليس عندى تفسير لهذا، ولكنه كان يتم.. بدون قصد، أبويا يشغل قناة “الكرتون” وأنا أبكى أريد مشاهدة أفلام “الأبيض والأسود”!. تشاهدين أعمال جدك؟ أكيد.. وبحب معظم أعماله، لكن أكثر أفلامه.. التى تثير ضيقى فيلم “أى أي” لأن هذا الفيلم الوحيد الذى أشاهد فيه جدي، وهو كبير فى السن، وتبدأ تسيطر على التخيلات على الحقيقة، وهذا يسبب لى وجعا كبيرا، ربما يضحك معه الجمهور، لكن بالنسبة لى يوجعنى جدًا، أكيد معظم أفلامه مع رشدى أباظة تحتل عندى مساحة خاصة من الحب والإعجاب، وأفلام “الثلاثيات” مع حسن يوسف ويوسف فخر الدين، بشكل عام أحب أفلام “الشلة” والشقاوة والمرح.. “شياطين البحر، شقة الطلبة، الشياطين فى إجازة، المساجين الثلاثة”.. ورغم أن فى مرحلة الألوان اسمه كبر ونجوميته زادت.. تظل أكثر مرحلة أحبها أفلام الثلاثيات. وفى المسرح؟ الأسبوع الماضي.. كنت فى زيارة لأمريكا.. التقيت بنت عمرها 24 سنة عايشة فى أمريكا.. فوجئت إنها معجبة.. بمسرحية “نمرة 2 يكسب” لدرجة إنها حافظة حوار المسرحية، والشخصيات المختلفة التى قدمها، فى نفس الأسبوع التقيت بشاب مصرى عمره 26 سنة.. فوجئت به يحكى لى عن نفس المسرحية.. وإنها مسرحيته المفضلة.. وتناقش معى كثيرًا فى قدرة جدى الرهيبة فى الدخول فى أكثر من شخصية فى أقل من ربع ثانية.. فى حين ان الممثل الآن مسلسل.. يبذل مجهودا حتى يحافظ على الشخصية التى يقدمها على الشاشة. “تقييم” بشكل عام .. نريد الأن فى ذكراه.. أن نقيم مشواره من خلال حفيدته التى أصبحت نجمة.. رغم إن هذا صعب جدًا، لكن أستطيع أن أقول.. على المستوى الشخصي.. أنا لا أحب “الكوميديا للكوميديا”، وأنحاز للمثل الكوميدى صاحب الفكر.. الذى يوجه الكوميديا.. نحو مناقشة قضايا المجتمع.. لهذا أنحاز كثيرًا ل «لقب »الذى أطلق عليه فى الستينيات (فيلسوف الكوميديا).