فؤاد الجزايرلي خبأت له أجمل قدر حينما جاءها المخاض علي خشبة المسرح، وأنجبت الطفل فؤاد الجزايرلي، الذي صار واحدًا من أشهر رواد السينما المصرية. عندما بلغ فؤاد، عامه التاسع، ألحقه والده الفنان فوزي الجزايرلي، بفرقة »علي الكسار«، للعمل فيها كمنولوجست حتي ظهرت فرقة «رمسيس» الذي أسسها الفنان يوسف وهبي، فانضم إليها وحقق فيها نجاحا كبيرا . وفي عام 1917 أسس الفنان فوزي الجزايرلي، فرقة مسرحية تحمل اسمه، وقام بضم زوجته وابنه فؤاد، وشقيقته إحسان، وشارك في أول فيلم قصير بالسينما المصرية وهو «مدام لوريتا»، عام 1919، وكان طفلا صغيرا مع والده فوزي الجزايرلي، ثم اتجه إلي التمثيل في أفلام ملكة المسارح بديعة مصابني، ومن بعدها إلى التأليف مثل أفلام القرش الأبيض، وأبو ظريفة، ومبروك، وبحبح باشا. وقد لا يعرف كثيرون أن فؤاد الجزايرلي، هو أول من قدم الفنان إسماعيل يس، في السينما من خلال فيلم «خلف الحبايب» عام 1939 مع الفنانة عقيلة راتب، والفنانة تحية كاريوكا، وكان أخر فيلم قدمه عام 1954 وهو «حسن ومرقص وكوهين»، للفنانين إستيفان روستي، ومحمد كمال المصري، وشكري سرحان. ثم اتجه إلى المسرح وكون فرقة باسمه، وأخرج العديد من المسرحيات لفرق علي الكسار ونجيب الريحاني، وفي حقبة الستينيات تولى منصب نقيب السينمائيين، وسافر بعدها إلى موسكو ليتعلم الإخراج التليفزيوني وحصل على جائزة وزارة المعارف عن التمثيل الهزلي. وفي حقبة السبعينيات دخل فؤاد الجزايرلي، في نزاع مع هيئة المسرح حتى تم رفع الأمر إلى القضاء، وقامت هيئة المسرح بإغلاق أبواب مسرح البالون في أوج الموسم الفني، وطلبت من الفرقة القومية للفنون الشعبية وقف عروضها الفنية. وقد قام الجزايرلي، باستنزاف كل الوسائل الودية أمام المختصين بوزارة الثقافة بحثا عن أسباب إيقاف العرض ولكنه لم يتلق ردا منهم.
وكان الجزايرلي، متخوفا بدرجة كبيرة من تعطيل نشاط المسرح الاستعراضي الغنائي الذي يضم 30 عازفًا موسيقيًا و40 مطربا ومطربة، وكورال و45 راقصًا وراقصة و25 عاملًا فنيًا وأجورهم اليومية التي تتحملها الهيئة لهذا العدد الضخم والتي لا تقل عن 250 جنيهًا. أخبار اليوم: 9-1-1971