يسري الفخرانى مروة العبد من قرية صغيرة غرب مدينة الأقصر اسمها قرية البعيرات، سمراء نحيفة تعتز بإبتسامتها الجنوبية الساحرة وقميصها الأبيض ناصع كما الحليب، ابنة الخفير الراضي الذي أنجب خمس بنات سُمر شُداد كما رضعن من شمس مصر، مروة تساعد هذه العائلة بالعمل علي تروسيكل صغير نصف يوم وتحصل علي 30 جنيها، أقل من ألف جنيه في الشهر تحولها إلي عيش وخضار وكيلو لحم. كل يوم يبدأ عند الفجر بالصلاة والدعاء، تتوكل علي الله تنقل بالتروسيكل أطفالا لمدارسهم وبضاعة للبقال والكهربائي والسباك من محطة القطار إلي دكاكينهم الصغيرة، لفة طويلة وشاقة يطلع عليها نهار الأقصر وشمسها الحارقة لكنها تواصل، سعيدة بشقاها وأكل عيشها المغموس في الحلال وحلال الحلال. ما سبق العناوين الرئيسية في حكاية مروة العبد، صفحة من صفحات الفيس بوك نقلت قصتها وفِي أيام قليلة إنتقلت التفاصيل إلي تقرير أمام الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي طلب حضورها للقاء في المكتب الرئاسي. أحب هذه اللقاءات الإنسانية العفوية الجميلة التي يصيغها السيسي كمواطن مصري قبل رئيس، وهو يقوم بها تكريما لرموز شقيانة فيرفع درجة الأمل في ملايين من الشقيانين برضاء. هذا اللقاء مبهج، يرفع الستار عن قصة كفاح أجمل مافيها محبة بطلتها لما فعلته وستواصل مافعلته ، كان أرفع أمانيها إمتلاك التروسيكل بدلا من أن تعمل عليه بإيجار أو بأجر. مروة ومن قبلها وبعدها فتيات وسيدات يمثلن قمة الشجاعة يفتحن الشهية لكي نفتش عنهن في كل مكان ونقدمهن ونحكي قصصهن العادية من وجهة نظرهن العظيمة لكي يتعلم منها جيل يبحث عن أمثلة ونماذج. فإذا رأيت حكاية فتاة شجاعة بجانبك فأنا أترك لك مساحة هذا المقال لكي تكتبها كل يوم سبت. أنتظر عشرات الحكايات راقبوا واكتبوا لعلنا نصنع فارقا في حياة كل فتاة وكل سيدة تعمل بجدية ونُبل وأمل وشجاعة ورضا. وشكرا للرئيس بكل يقظته وأخلاقه التي يبني بها روحا تتوق لحياة كريمة أصيلة.