الدعوة لمؤتمر ثقافي كبير التنسيق بين الجبهات الثقافية والسياسية اقيمت الخميس الماضي والجريدة ماثلة للطبع وقفة احتجاجية في ميدان طلعت حرب تحت عنوان »دفاعا عن العقل المصري« حضرها عدد كبير من المثقفين المصريين، وحمل المشاركون لافتات وصور رموز الحركة الثقافية المصرية علي مدي قرن بداية من رفاعة الطهطاوي وطه حسين والعقاد ونصر أبوزيد ومئات آخرين الذين عبروا عن مشروع »النهضة الحقيقي« واسهموا فيه بقوة. وتعتبر الوقفة هي بداية لتجميع جميع التحالفات الثقافية والثورية دفاعا عن مدنية الدولة، وحرية الابداع والخيال. وكان عدد من المثقفين قد اجتمعوا مساء الأحد الثلاثاء الماضي للاعداد للوقفة ومناقشة عدد من القضايا التي تواجه الصحافة الثقافية. في السابعة من مساء الثلاثاء الماضي، وبدعوة من الكاتب والروائي الكبير يوسف القعيد والشاعرة ميسون صقر، اجتمع عدد كبير من المثقفين بمقهي ريش الثقافي، في جلسة هي الثانية لمناقشة ما طرأ علي الحالة الثقافية من مستجدات وطرح المشكلات التي تواجهها الصحافة الثقافية بعد منع مقال الروائيان الكبيران إبراهيم عبد المجيد ويوسف القعيد من جريدة الأخبار، ومقال الكاتبة عبلة الرويني لكونها تناولت أزمة أخونة الصحافة، وإلغاء صفحة أدب وثقافة، والتي تترأسها الزميلة غادة نبيل، بجريدة الجمهورية. حضر الجلسة، والشعراء ميسون صقر، أحمد الشهاوي، فاطمة قنديل، زين العبادين فؤاد، الفنان محمد عبلة، المخرج عصام السيد، والقاصة والصحفية سامية بكري، والعديد من الأسماء التي شاركت بشكل فعال في الجلسة التي استمرت ساعتين. افتتحت اللقاء ميسون صقر بعرض المشكلات التي تواجهها حالياً الثقافة المصرية، وبدأ يوسف القعيد كلمته بتناول أزمة جريدة الجمهورية التي اغلقت صفحة الثقافة والأدب مؤخرا. وفي كلمتها، أشارت عبلة الرويني، رئيس تحرير أخبار الأدب السابق، إلي أن هناك اقتراح من الصحفيين بالانضمام لعادل حمودة وعبد الحليم قنديل في المحاكمة، وهي فكرة التضامن في التهمة الموجهة اليهم، لوضع المحكمة في مأزق، واستغربت الرويني من وجود تهمة تحت مسمي »إهانة الرئيس«. وتدخلت ميسون صقر بأن هناك اقتراحاً قدمه الناقد الدكتور محمد بدوي في الجلسة الأولي حول عمل مؤتمر ثقافي كبير يتم من خلاله تناول كل القضايا الثقافية المطروحة علي الساحة منذ صعود التيار الإخواني إلي السلطة، كما أشارت لاقتراح تقدمت به الناشرة فاطمة البودي بعمل مجلة ثقافية، واقتراح آخر للكاتب حاتم حافظ بالوصول إلي الجمهور في المقاهي. وأشار أحمد بهاء الدين شعبان إلي أن هناك العديد من الجبهات التي تدافع عن حرية الفكر والابداع، لكنها جبهات معادية لبعضها، وبالتالي لعمل حشد للوقفة الاحتجاجية يجب أن تنضم كل الجبهات». وأضاف:» قد حان الوقت للاتحاد لأننا في نفس الأزمة، وأنا أدعو لمؤتمر للمثقفين المصريين لمجابهة الإخوان المسلمين علي أن نتبني الدعوة جمع المجموعات كلها تحت اسم واحد وآلية مشتركة للعمل». وتدخلت عبلة الرويني بتأكيدها علي أن تنوع الجماعات الثقافية لا ضرر فيه، وأن التنوع مطلوب وكثرة المبادرات لها فوائدها، غير أن الأهم أن تنصب كلها في مكان واحد. وأكدت علي محاولة حشد أكبر عدد ممكن من المثقفين والمبادرات الثقافية للوقفة الاحتجاجية. واقترح الشاعر زين العابدين فؤاد الاتفاق علي شعار عام للوقفة، يتفرع منه عدد آخر من الشعارات، كما سأل: ماذا يمكن أن نقدم حتي يوم الوقفة. وأكد علي أن سبب الوقفة هو الاعتداء علي الحريات العامة وعلي الدستور. وتناول محمد عبلة »الفن ميدان« كتجربة ثقافية في وسط الشارع، وأشار إلي فوائدها التي منها توصيل الموسيقي والشعر والأنشطة الفنية إلي رجل الشارع، وهو ما علينا فعله في المرحلة الحالية. وقال عبلة :»يساهم أعضاء الإخوان المسلمين بدفع ما يقرب من 100 مليون جنيه لدفع نشاطاتهم، وهو ما يجب أن نفكر فيه«. واقترح أن نوسع دوائر الاحتجاجات لتضم كل منه له صلة بالثقافة، خاصة بين عمال المطابع والعاملين بالمسارح والجرائد، لتكون قضية الحرية قضيتهم. واقترح الدكتور محمد عفيفي إقامة نشاط ثقافي أمام جامعة القاهرة مع بداية الدراسة. وهو الاقتراح الذي لاقي تأييداً من الحضور، ورأوا فيه طريقة حضارية لفرض السيطرة علي الشارع بشكل ثقافي. واقترحت سامية بكري التنسيق بين الجبهات الثقافية والسياسية، مثل حزب الدستور، خاصةً في الوقفات الاحتجاجية. وأيدت غادة نبيل في كلمتها اقتراح محمد عفيفي بعمل نشاط ثقافي أمام الجامعة في أول أيام الدراسة،. وفي نهاية الجلسة تم الاتفاق علي عمل اجتماع آخر اليوم الأحد. وتم الإتفاق علي أن يكون شعار الوقفة الاحتجاجية «مصر في خطر» يتفرع منه شعارات أخري مثل »لا لأخونة الثقافة« »معاً للحفاظ علي عقل مصر«.