مبروك عبلة الرويني لأخبار الأدب، هذا ليس قرارا خاصا برئاسة تحرير، إنما يخص الثقافة العربية كلها والصحافة المصرية، لن أتحدث عن مسيرة سبعة عشر عاما في ظروف صعبة جدا أترك الحديث عنها لزملائي الذين عاشوا وبذلوا وعملوا بإخلاص في خدمة الثقافة العربية، كانت أخبار الأدب منبرا للثقافة العربية كلها تم بناؤه بمشاركة كل المثقفين العرب وكانت منبرا ضد الفساد في الثقافة وفي كل نواحي الحياة انطلاقا من موقف يعتبر الثقافة شاملة لكل أنشطة الحياة، كثيرون كانوا يعتبرون الجريدة منبرا معارضا ويبدون دهشتهم من صدورها عن مؤسسة قومية، ويكفي تصفح الجريدة خلال أزمات بيع عمر أفندي وغرق العبارة وحريق قصر بني سويف، جميع الاتجاهات الجديدة في الثقافة والأدب خرجت من أخبار الأدب، مواقفها في الدفاع عن الحرية وعن أي اضطهاد وقع لأديب أو مثقف عربي حاضرة ومعاينة أما قيمتها علي المستوي العربي والعالمي فمعروفة، يكفي ان العديد من القضايا التي آثارتها كانت تناقش في كبريات الصحف العالمية، أما كبار أدباء العالم العربي، و العالم بشرقه وغربه، والمعاهد العلمية في جميع الثقافات، فكانت الجريدة بالنسبة لهم مصدرا رئيسيا لمعرفة أحوال الأدب العربي، ان الوقفة الشجاعة لمحرري أخبار الأدب فرضت هذه النتيجة التي تعد جديدة علي الصحافة في مصر، فلأول مرة يتم اختيار رئيس تحرير نتيجة اختيار المحررين وليس مفروضا من خارجهم، أو نتيجة تدخل غامض كما جري، نتمني ان يصبح هذا قاعدة في جميع المناصب القيادية، رؤساء التحرير بالانتخاب، هذا مطلب قديم يتحقق لأول مرة، عبلة الرويني ليست غريبة عن الجريدة فمنذ اللحظة الأولي كانت من المؤسسين، وخاضت معارك عديدة من أجل الثقافة وظلت جزءا من أسرة التحرير، وعندما قرروا الاختيار كان لها، انني سعيد جدا وشديد التفاؤل بالمستقبل، لقد كان التفريط في أخبار الأدب هدما للثقافة المصرية، ولمنبر قوي دافع عن الحرية وكافة القيم الرائعة وأصبح جسرا لثقافات العالم إلي الثقافة العربية والعكس، تحية من القلب إلي الاصدقاء الاعزاء الذين أمضيت معهم أجمل سنوات عملي المهني، ومبروك لهم الأديبة والإنسانة عبلة الرويني.