دنيتنا اتغيرت ... فتغير معها واقعنا وطبيعتنا الطيبة المسالمة... وأخذت في طريقها عاداتنا وتقاليدنا العريقة ... كنا نحفظ عن ظهر قلب الحديث الشريف »ليس منا من لم يرحم صغيرنا و يوقر كبيرنا» ..لكن فجأة تحول الحال... فأصبح هناك من يعذب صغيرنا ويقهره، ومن يغرقه وأحيانا يحرقه وأحيانا يدفنه حيا .. وبالمثل أصبح هناك من يهين كبيرنا ويكسر نفسه ويتطاول عليه .. بل وصل الأمر لمن يذبح كبيرنا أثناء الصلاة !! وتحول مجتمعنا الذي طالما اشتهر بالطيبة والتسامح والجدعنة والشهامة.. إلي مجتمع دموي ترتكب فيه أبشع الجرائم.. وعشنا وشفنا أما تقتل ابنتها، أو أبا يقتل أبناءه والأبناء يقتلون آباءهم ! بل إن حوادث قتل النفس والانتحار طالت الجميع. صحيح أن الجرائم تحدث في كل دول العالم وبهذا الشكل، ولكن ليس بالكثافة التي تحدث عندنا . كما أن هناك مجتمعات معروف عنها الدموية ، وتاريخهم مليء بالقسوة والدماء، ولكن مجتمعنا المصري لم يكن كذلك .. طوال تاريخه.. إذن ماذا حدث؟ و كيف أصبحنا مجتمعا تتحول فيه الأم الطيبة إلي قاتلة في ثانية واحدة، تقتل أقرب من لها في الدنيا.. ومن أين أتت القسوة لقلب أب يصفه الجميع بالعطف والحنان، لينهي حياة أطفاله في ثانية واحدة!! ويعود ليحكي كيف فعلها بدم بارد .. وكيف لشابة جامعية وأب متعلم أن يتقمصا دور »ريا وسكينة» لقتل فتي الأحلام ، بل ودفنه في مطبخ بيتهم بقلب بارد وضمير شبع موتا !! ومن المؤسف والمثير للعجب أن الفقر لم يكن سببا وراء ارتكاب هذه الجرائم، بل إن معظم مرتكبيها ميسورون الحال.. وحياتهم سعيدة!.. ووارد جدا ان تصبح انت نفسك قاتلا أو مقتولا.. لذا لابد أن نعرف... ماذا حدث ؟ سؤال يجب علي كل أجهزة الدولة الإجابة عنه لحل أسباب هذا الانهيار والدموية التي انتشرت. ويجب الاهتمام بالأمر وعدم تجاهله واتقاء أسبابه قبل أن يتحول الناس الي زومبي و ياكلوا في بعض... والانتباه ضروري لأن الزومبي مش هيميز هو بياكل مين، ومش هنبقي متوقعين هايكلوا مين بعد كدة .. وربنا يحفظنا من اللي بنشوفه وبنسمعه.