في ختام أعماله، نظم المؤتمر الأقليمي الثاني لقسم علم النفس، بآداب القاهرة (علم النفس والامكانات الايجابية لدي الانسان العربي) مائدة مستديرة حول الابداع ضرورة بقائية. أكد فيها المشاركون (جمال الغيطاني ، فيصل يونس، عبدالستار إبراهيم، زين العابدين درويش) ان الابداع قد تجلي في كافة تفاصيل السلوك الثوري، بدءاً من التوظيف الابداعي لشبكة الانترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، مرورا بكثافة المعني الذي حملته شعارات الثورة الرئيسية، واحياء روح الفكاهة والنكتة المصرية المدهشة من فرط ما بها من مفارقات ابداعية، وحيل العيش والتعايش ، وسلوك مقاومة بطش القبضة الأمنية، والشعارات والمطالب الفردية. واتفق المشاركون علي أن مصر لم تشهد لحظة تاريخية مضيئة بالابداع مماثلة الا في حرب أكتوبر عام 1973، ومن قبلها حرب الاستنزاف اذ شهدت ابداعات في الحرب ناتجة عن الابتعاد في التفكير عن المألوف والمعتاد والمطروق، وارتياد الصعب، بدءًآً في تدمير المدمرة ايلات بواسطة زورق صغير، مرورا بتغيير العقيدة القتالية، بحيث يواجه الفرد العادي دبابة محصنة، وانتهاء باستخدام طاقة المياه كطاقة مدمرة لفتح ثغرات في الساتر الترابي.. نقطتان مضيئتان في تاريخ مصر بطلها التفكير الابداعي والسلوك الابداعي، نقطتان لم تصنعهما القوة أو العتاد أو الاموال الطائلة، أو الموارد الطبيعية الهائلة، او العنف والإرهاب، انما هما صنيعة التفكير الابداعي ، وهو ليس نوعا من الرفاهية، وانما هو قدرة انسانية أساسية، لا يمكن للمجتمعات أن تحيا وتنتج وتنهض بدونها. اذ لا تقدم بغير العلم والابداع.