أزمة كبيرة قد تواجه الكثيرين في ظل الطقس السيئ المحمل بالأتربة، والذي قد يتسبب في مضاعفات خطيرة علي رأسها الانسداد الرئوي. يقول الدكتور عادل خطاب، أستاذ الأمراض الصدرية بكلية طب جامعة عين شمس، "إن مرض الانسداد الرئوي المزمن يشكل في مصر مشكلة صحية عامة وكبيرة تتطلب المزيد من الأبحاث الموجهة نحو التدابير والجهود الوقائية. ويضيف: يعتبر التشخيص المبكر أمراً بالغ الأهمية لإدارة تطور مرض الانسداد الرئوي المزمن للتعايش والسيطرة، ويمكن أن يسهم تقليل الأعراض في تقديم تأثير إيجابي على تطور المرض والوفاة. وقد تؤدي الأعراض إلى فقدان 25% من وظائف الرئة، ما يؤدي في الغالب إلى الإصابة بمرض الانسداد الرئوي المزمن بشكل أسرع". يقدر معدل انتشار داء الانسداد الرئوي المزمن بين الأفراد المعرضين لمخاطر عالية في مصر بنحو 3.9% حسب المبادرة العالمية الدولية للانسداد الرئوي المزمن. على ضوء هذه النسبة المرتفعة فإن هذا المرض المزمن يشكل مشكلة صحية كبيرة. وبالرغم من ذلك، لا تزال المعلومات المتعلقة بحجم الانتشار والوفيات غير متوافرة. ووفقاً لتقارير منظمة الصحة العالمية، فإن واحدا من كل ثلاثة أشخاص يتم نقلهم إلى المستشفى قد يعودون إليها بعد تفاقم أعراض المرض في غضون ثمانية أسابيع. وتشمل عوامل الخطر التي تسهم في تطور مرض الانسداد الرئوي المزمن تدخين التبغ وتلوث الهواء في الأماكن المغلقة والمفتوحة، فضلاً عن التعرض للغبار والمواد الكيميائية في أماكن العمل. ويعد المرض أحد أكثر الحالات الصحية إثارةً للقلق في البلدان النامية، ويحتل المرتبة الرابعة كسبب رئيسي للوفاة حول العالم، ويتوقع أن يصبح ثالث سبب رئيسي بحلول العام 2030. يضيف الدكتور خطاب "تظهر عادةً أعراض المرض نتيجةً للإصابة بالتهاب في الرئتين أو الشعب الهوائية أو استنشاق الهواء الملوث. ومن جهته، قال الدكتور محمد مشرف، المدير الطبي بمنطقة الشرق الأوسط وتركيا وإفريقيا: "نعمل بشكل حثيث لدراسة وتطوير فهم دقيق لأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، التي تتزايد نسبة انتشارها باستمرار وارتفاع معدلات الوفيات الناجمة عنها. ومن الجدير بالذكر أيضاً، أن أعراض الانسداد الرئوي المزمن لا تظهر في كثير من الأحيان إلى أن يحدث تلف كبير في الرئة، وعادة ما تتفاقم مع مرور الوقت، خاصة إذا كان المريض من المدخنين. وتشمل هذه الأعراض ضيق التنفس وضيق الصدر وزيادة إفراز البلغم في الرئتين والتهابات الجهاز التنفسي المتكررة، فضلاً عن انخفاض طاقة المريض. هذا ويصل معدل انتشار مرض الانسداد الرئوي المزمن في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى نحو 4% عند البالغين الذين تزيد أعمارهم على 40 سنة في عموم السكان.