مؤهلات وزير التعليم الجديد .. تفاصيل تحرك البرلمان ضد شهادات «عبد اللطيف»    وزير الخارجية والهجرة يستقبل وزير الموارد المائية والرى    تحويل الطلاب بين المدارس 2025.. اعرف الضوابط وموعد النقل الإلكتروني    البنك المركزي: ارتفاع صافي الاحتياطي الأجنبي إلى 46.383 مليار دولار بنهاية يونيو    محافظ المنوفية يشهد احتفالية العام الهجري الجديد بمسجد الرؤوف الرحيم    جالانت: يجب التوصل لاتفاق يعيد المحتجزين الإسرائيليين من قطاع غزة    ماييلي على رأس قائمة بيراميدز لمواجهة الاتحاد السكندري.. وغياب إبراهيم عادل    استعدادات رياضة كفر الشيخ لانطلاق مبادرات الصيف على رأس الاجتماع الدوري    غدًا.. محاكمة شقيقين قتلا شخص في مشادة بقليوب    محافظ القليوبية يبحث إنشاء كوبرى لربط الرياح التوفيقى ببنها    متاحة الآن.. رابط نتائج البكالوريا 2024 سوريا حسب رقم الاكتتاب والاسم (موقع رسمي)    طارق الشناوي: التكوين الشخصي لشيرين عبدالوهاب يحتاج علاج نفسي    مهرجان «جرش» يكشف حقيقة وجود شركات مقاطعة ضمن داعمي المهرجان    يورو 2024.. صافرة سلوفينية لمواجهة إسبانيا وفرنسا بنصف النهائي    تأجيل محاكمة متهمين قتلا صديقهما بسبب الشقة في حدائق القبة    الوداد المغربي يسعى لضم رضا سليم من الأهلي    حركة تنقلات محدودة بسوهاج.. البدري رئيسا للمنشاة وبهنس لأخميم وعبد الشافي لساقلتة    جمانة هاشم: «القاهرة الإخبارية» حلم تحقق | حوار    حماس: استشهاد إيهاب الغصين وكيل وزارة العمل فى غزة    أول تعليق من نشوى مصطفى بعد تعرضها لحادث سيارة    فارسكور تشهد الاستعدادات النهائية لختام ورش "مصر جميلة"    عقب هجوم بالمسيرات الأوكرانية.. انفجارات كبيرة في ممر إمدادات الجيش الروسي جنوبي البلاد    «أنت الحياة».. مبادرات مستمرة من أجل حياة كريمة    الشكر لشاكر.. وعصمت قادر على التحدى    مبادرة «ابدأ» تقتحم مجال صناعة السيارات بتطوير مصنع النقل الخفيف    مجاور: سأعمل علي عدة ملفات في شمال سيناء من بينها الاقتصاد    بيراميدز يعلن مواعيد اختبارات الكرة النسائية مجانا    الأمم المتحدة تعرب عن القلق العميق إزاء التصعيد بين حزب الله وإسرائيل    بيدري يقبل اعتذار توني كروس المتسبب فى إصابته ب يورو 2024    بعد استبدال كسوة الكعبة.. أين تذهب الكسوة القديمة؟    التحالف الوطنى للعمل الأهلى يهنئ الشعب المصرى بالعام الهجرى الجديد    أمين الفتوى: سيدنا النبي في هجرته المباركة علمنا عدم إنكار دور المرأة    أمين الفتوى بدار الإفتاء: الأمل أحد أهم الدروس المستفادة من الهجرة النبوية    تسجيل 225 إصابة بالحمى النزفية في العراق خلال 6 أشهر    بسبب 0.02 من الثانية.. فريدة عثمان تُعلن غيابها عن أولمبياد باريس 2024    سيناء.. بوابة مصر الشرقية ودرعها الواقي على مر الزمن    «ملحمة البرث».. 7 سنوات على معركة البطولة والصمود    وزير الخارجية البريطاني الجديد: نرغب في اتخاذ موقف متوازن تجاه إسرائيل وغزة    إجراءات عاجلة للحكومة الجديدة بشأن رفع العبء عن المواطنين    رغم فقد بعض المكاسب.. البورصة تصعد 0.84% بختام تداولات اليوم    نائب وزير الصحة يتفقد مركز صحة الأسرة بالحي الثالث بمنطقة بدر الطبية    في يومها العالمي.. أهم الفوائد الصحية للشوكولاتة    حازم مبروك عطية: الهجرة النبوية الشريفة تعلمنا درسا هاما فى حب الوطن    رئيس جامعة المنوفية يعتمد نتيجة امتحانات بكالوريوس كلية التربية النوعية    وزير الخارجية والهجرة يتلقى اتصالاً هاتفياً من نظيره القبرصي للتهنئة بتوليه منصبه الجديد    محافظة الشرقية تعلن عن ضعف المياه بمنشية مبارك وشيبة والنكارية    «الصحة»: انطلاق المرحلة الثانية من المسح الميداني المجاني للكشف المبكر عن البلهارسيا والطفيليات المعوية    شعبة الخضروات: موسم المانجو يبدأ مبكرا هذا العام والأسعار في المتناول    «أثناء عبورها الطريق».. تفاصيل دهس سيدة عند كوبري أحمد عرابي    في أولى جولاته.. محافظ أسيوط يتفقد سير العمل بمستشفى الرمد للعيون    متروكة ومتهالكة في الشوارع.. رفع 45 سيارة ودراجة نارية بالقاهرة والجيزة    صعود نجم كامالا هاريس يهدد آمال بايدن في الانتخابات الأمريكية.. هل ينسحب؟    رأس السنة الهجرية.. ما حكم التهنئة بقدوم الأعوام والشهور والأيام؟    امتحانات الثانوية العامة 2024.. اعرف حل امتحان الكيمياء وراجع إجاباتك    حقيقة وفاة لاعبين اثنين من اتحاد طنجة المغربي.. جرفتهما الرياح أثناء السباحة    شيخ الأزهر يلتقي مسلمي تايلاند في بانكوك "صور"    "كوبا أمريكا ودوري مصري".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    أحمد دياب يكشف تفاصيل ما حدث لأحمد رفعت لاعب مودرن سبورت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



25 يناير لم تكن إلا حلقة في تاريخ طويل من الثورات
المصريون في مواجهة الغزو العربي!
نشر في أخبار الأدب يوم 05 - 02 - 2012

هناك مقولات تنتشر عن شعب ما لا تستند إلي حقيقة، ولا إلي واقع تاريخي، وتكتسب قوة بفضل الجهل لا أكثر، ويمضي التأكيد عليها متخذاً براهين زائفة، ومن بين تلك المقولات أن "المصريون شعب لا يثور"، لهذا كانت الثورة علي مبارك ونظامه أشبه بالمعجزة كما رآها كثيرون، ماضين في تحليلهم، المستند علي المقولة السابقة، بأن فساد ذلك النظام غير المسبوق هو ما أخرج هذا الشعب عن طبيعته اللينة ليصبح شرساً علي غير عادته، مطالباً بحقوقه كما لم يفعل من قبل.
الواقع أن قراءة التاريخ تثبت أن معظم، إن لم يكن كل، ما استقر في الوعي الجمعي ليس إلا أكاذيب رسختها وسائل الإعلام، والمناهج التعليمية، وشيوخ المنابر، بقصد الحفاظ علي وضع ما تريده السلطة القائمة.
يأخذ محقق التراث المصري عبد العزيز جمال الدين علي عاتقه مهمة تفنيد المقولة البائسة والتي التصقت بالمصريين كسبة ساعد في تأكيدها نزوعهم إلي الهدوء النسبي بعد ثورة يوليو، وهو ما حدث ربما لظنهم أنهم ولأول مرة عبر تاريخهم الطويل يحكمون أنفسهم بأنفسهم، قبل أن يعودوا للتأكد من أنه محتل جديد لكنه هذه المرة بصبغة وطنية فعادوا ببساطة في 25 يناير لممارسة ما كانوا يفعلونه طوال العهود الفائتة.
يضع المؤلف قارئه في كتابه الجديد الصادر عن دار الثقافة الجديدة أمام حالة لا تحتمل اللبس وهي أن المصريين لم يهنأوا خلال تاريخهم الطويل بحكم عادل، لكنهم في المقابل لم يخنعوا أبدا، وبالنسبة إلي المؤلف فهي حالة واقعية يؤكد عليها بداية من العنوان "ثورات المصريين حتي عصر المقريزي"، وإذا كان الكثيرون يعرفون، كما أريد لهم أن يعرفوا، أن المصريين قاوموا المحتل الأجنبي المتمثل في الفرس، والبطالمة، والرومان، إلا أن ما ليس معروفا بالقدر نفسه، أن ما تم تسميته لاحقا زورا وبهتانا بالفتح العربي لمصر لم يكن في نظر أجدادنا إلا احتلالا جديدا لابد من مقاومته بكل الطرق، والمؤرخون، الذين يستند إليهم كتاب عبد العزيز جمال الدين، حين يعالجون هذه المسألة فإنهم يسمون الأشياء بأسمائها فهو هنا "غزو" و"احتلال" وليس كما درج علي تسميته بعد ذلك تخفيفا وتغييرا لطبيعته بأنه "الفتح الإسلامي"، ومن هؤلاء: ابن عبد الحكم، والطبري، وياقوت الحموي، وأبو المحاسن، والسيوطي.
والمؤكد أن الفرق بين المصطلحات في هذه الحالة يتجاوز مجرد الاختلافات اللغوية البسيطة، فأي من المصطلحين سواء كان "الغزو" أم "الفتح" يكتسب دلالته من الحوادث الواقعة علي الأرض، فالفتح يعني ترحيب أهل المكان بالجيوش والقوات التي أتت لتخليصهم مما هم فيه، وفي الحالة المصرية فلا يمكن نفي أن ما سبق وجود العرب كان بالفعل حلقة من حلقات الاضطهاد التي خبرها ذلك الشعب طوال تاريخها، لكن هل جاء العرب ك "مخلصين" بالفعل؟ أم أن الأمر لم يعدو كونه استبدال احتلال باحتلال آخر؟ ربما تكمن الإجابة المبدئية في كلمة عمرو بن العاص الشهيرة والتي ينقلها المؤلف عن الطبري في كتابه "تاريخ الرسل والملوك"... "ان مصر إنما دخلت عنوة، وإنما هم عبيدنا نزيد عليهم كما شئنا ونضع كما شئنا". والكلمة تلك تعكس فلسفة حكم وطريقة في التعامل مع الشعب المحتل، وقد تم تطبيقها بصرامة تتعارض في كثير من أوجهها مع تعاليم الدين الذي جاء جيش عمرو بن العاص لنشره: "وأصبحت جباية الجزية أهم من نشر الدين نفسه، ومن عجز عن دفع الجزية كان يدخل الإسلام مُكرهاً أو يُقتل". وكما يقول المؤلف فقد كانت الجزية المورد الرئيس لعمرو ورجاله حتي أنهم ومثلما يسجل المقريزي في الجزء الثاني من "المواعظ والاعتبار"... "ففرض عليهم (أي الأقباط) عمرو لكل رجل من أصحابه ديناراً وجبة وبرنساً وعمامة وخفين". ويستنتج المؤلف: فيما معناه أنهم أتوا من جزيرتهم الصحراوية حفاة وعرايا وأقباط مصر أعطوهم الكساء والمأكل والمأوي.
الضيف الثقيل
وقبل أن تسارع في القول بأن ذلك الكلام يصب في خانة الهجوم علي الفتح العربي العظيم الذي نشر الإسلام في أرض مصر، وقبل أن تردد ما حفظته لك الماكينة الإعلامية في هذا الشأن، عليك بقراءة بقية فصول الكتاب لتدرك أن الأمر تعدي مسألة الدين ليصبح احتلالا كامل الشروط والمواصفات، فإذا كانت الجزية لها شروطها ومعاييرها الدينية والقانونية والتي يمكن فهمها في إطار "الضريبة" علي سبيل المثال والتي تضمن لمن يدفعها حقوقاً وتضع علي من يتلقاها مسؤولية تقديم الخدمات المختلفة، إلا أنه من الصعب فهم ذلك الفرض الغريب الذي وضعه بن العاص علي أقباط مصر والقاضي بأن يستضيفوا المسلمين في بيوتهم وبين عائلاتهم ثلاثة أيام، يأكلون خلالها ويشربون، وتُستباح حرمة أهل البيت أمامهم. وليت تلك الضيافة الإجبارية توقفت عند هذا الحد، فذلك الشرط الإجباري واللا ديني واللا أخلاقي والذي جاء في شروط الصلح مع أقباط مصر، تحول إلي ما يعرف ب "الإرتباع" والذي يعني أن البدوي يقضي شهر الربيع كاملا في أي منزل يختاره في ريف مصر، فالأيام الثلاثة المنصوص عليها في اتفاقية الصلح تضاعفت في الواقع إلي ثلاثة أشهر!
قراءة التاريخ تجعلنا ندرك أن مصر لم تكن بالنسبة للعرب إلا مثلما كانت لبقية أنواع الاحتلال السابقة: مخزناً للثروات لا أكثر. يذكر المقريزي أن عمرو بن العاص لما فتح مصر قال لقبطها: إن من كتمني كنزاًً عنده فقدرت عليه قتلته. وفي هذا الشأن نجد حوادث عديدة، ومن بينها ما يذكره هشام بن أبي رقية اللخمي: قدم صاحب اخنا علي عمرو بن العاص رضي الله عنه، فقال له أخبرنا ما علي أحدنا من الجزية فنصير لها. فقال عمرو وهو يشير إلي ركن كنيسة: لو أعطيتني من الأرض إلي السقف ما أخبرتك ما عليك،


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.