أحمد سيد لفتت الإعلامية چمانة هاشم مدير مكتب قناة القاهرة الإخبارية بلندن الأنظار إليها منذ الظهور الأول لها على الشاشة رغم تركيزها فى مجال الأخبار فقط، ولكنها حققت العديد من النجاحات فى عملها حتى تدرجت فى عملها إلى أن التحقت بقناة القاهرة الإخبارية التى كانت بمثابة حلم وتحقق لها، وفى المقابل تبخر حلم آخر كان يراودها منذ دخولها مجال الإعلام، چمانة تكشف كثيرا من التفاصيل عن مسيرتها، وخطيبها الأبرز فى مجال الإعلام. كيف جاء اختيارك كمدير مكتب لندن للقاهرة الإخبارية؟ عندما تم الإعلان عن القناة، شعرت بالسعادة التامة، لكن كانت أحلامى تتجاوز الإعلان، حيث كنت أتمنى قناة إخبارية دولية تمثل مصر، وكنت أرى فى إطلاق القاهرة الإخبارية خطوة مهمة نحو استعادة الريادة فى هذا المجال الشاسع، بينما تقدم الفضائيات الدولية والعربية الأخبار للجمهور، تأتى قناة «القاهرة الإخبارية» لدمج المتلقى فى الحدث، مما يعزز التفاعل ويساهم فى استيعاب الصورة بشكل أكبر، وبحثت عن فرصة للمشاركة وأرسلت سيرتى الذاتية، وشعرت بفخر كبير لبدء هذه الرحلة المهنية والتى طالما حلمت بها. اقرأ أيضًا | كنوز| صاحبة الجلالة تضىء 111 شمعة لأول رئيس تحرير ل «الأخبار» قدمت العديد من البرامج خلال مسيرتك فما أقربها إلى قلبك؟ برنامج «10 داونينج ستريت» أعتبره نقطة التحول فى مسيرتى المهنية، فى هذا البرنامج تمتزج الرؤية السياسية التى تتفحص الحقائق، بحسن الأداء وذلك لأجل بناء تصور يتجاوز المألوف والعابر إلى شىء يثير التفاعل ويحترم عقل المشاهد. ماذا تفضل چمانة تقديم برنامج توك شو سياسى أم ترفيهى؟ أميل أكثر لتقديم برنامج توك شو سياسى، وأستبعد الترفيهى لكنى أعشق تقديم القضايا الإخبارية. ماذا عن بدايتك فى مجال الإعلام؟ أولى خطواتى فى الإعلام عن طريق الشاشة من خلال التلفزيون المصرى، وتحديداً من «القناة الرابعة» فى مدينة الإسماعيلية، حيث كنت أتلمس أولى خطواتى كمراسلة أخبار، حتى وصلت إلى مرتبة مقدمة برامج على ذات القناة، وفى هذا المسار تعلمت العديد من الدروس الأساسية لهذا المجال، بفضل توجيهات رموز كبيرة فى عالم الإذاعة والتلفزيون، من بينهم الإذاعى أحمد فاروق، والإعلامى هشام عبدالعزيز، والإذاعى جمال خلف الله، وأرى أن دعمهم المتواصل هو الذى ساعدنى على التقدم والنجاح وحتى اليوم، حتى قررت الانتقال إلى العمل فى القاهرة، واتجهت نحو القطاع الخاص، ووجدت نفسى فى «قناة الغد» فى القاهرة، حيث عملت لسنوات قبل أن أقرر الانتقال إلى لندن، بحثًا عن خبرات وتحديات عمل جديدة. هل تبخر حلمك بالعمل كمخرجة؟ أنا متعلقة كثيرا بوالدتى التى كانت تعمل كمخرجة فى التلفزيون وكان لدى بالفعل رغبة للعمل بالإخراج مثلها وهذا أيضًا كان حلم أمى والتى أعتبرها مصدر إلهامى، ومعلمتى، كما كانت السند الحقيقى فى أوقات الشدة، خاصة بعد رحيل والدى لتجد نفسها وحيدة ترعى وتربى ثلاثة أطفال صغار، وتربية الأيتام مهمة شاقة للغاية، ولكن أمى تحملت الصعاب بكل جدارة واستماتة، وتضحياتها أثرت فى بناء وتشكيل شخصيتنا وتعزيز مواهبنا، وقد تأثرت بمثابرتها إلى درجة أننى كنت أرغب فى أن أصبح مثلها فى كل شىء، فهى قدوتى ومثلى الأعلى، لا سيما على المستوى المهنى، وقد أبدعت كمخرجة فى مجال البرامج ونشرات الأخبار والأعمال الفنية الدرامية، وتحول حلمى تدريجياً من أن أكون مخرجة إلى أن أكون مذيعة، لم أكن أرى فى البداية أننى مناسبة لهذا الدور ولكن بفضل دعم أمى المتواصل، بدأت أسترسل فى طريق تحقيق هذا الحلم. من هو مثلك الأعلى؟ أنا مؤمنة بمقولة التعلم قد يبدأ بالتأثر إلا أنه يتطلب استيعابا واطلاعا ومعرفة، الإنسان عندما يكون شغوفا بالعلم والمعرفة والحكمة فإنه يمكن أن يتلقاها من أشخاص أصغر منه سنا، والحكمة لا تعتمد على العمر بل على الخبرة والفطنة، فإذا توقف الإنسان عند تأثير شخص آخر عليه، فلن يعثر على هويته الحقيقية، وهنا يأتى دور القاهرة الإخبارية كمدرسة، فهى ليست مجرد وسيلة لنقل الأخبار، بل هى منبر يفجر طاقات الفرد ويحافظ على تميزه، والآن بما حققته من تفوق ملحوظ وسريع، يمثل البصمة المصرية التى تتجلى فى مختلف مجالات الإعلام. كيف ترين الوضع الراهن فى المنطقة؟ الوضع كما يعيشه الجميع، هو مأساة غير مسبوقة، وتثير انفعالات عالية التوتر، قلوبنا تتلظى بجمر النار، ولكن عقولنا يجب أن تبقى باردة لكى نعرف كيف نتعامل مع الأحداث، لم أنظر لعملى يوما على أنه مجرد مهنة بل رسالة لا تختلف عن رسالة الطبيب أو المحامى، وبالتالى ربما إن الموضوعات التى نتناولها ونبحث فيها فى عملنا الإعلامى لها بعد سياسى، فلابد أن نقدم الرسالة بمنتهى الصدق والاحترافية، وأرى أن القضية الفلسطينية قضية تهم الإنسانية بالأساس العالم أجمع ولا تهم العرب أو الفلسطينيين فقط، لأنها قضية حق، والحكومات هنا تتحرك وفق مصالحها السياسية لكن الشعوب لها رأى آخر يختلف كل الاختلاف عن شعوبها فنجد حكومات الغرب فى بعض الأحيان لا تتعامل بالطريقة المناسبة، وهذا ما يفضح تلك الحكومات أمام شعوبها وهذا كشف زيف ادعاءات تلك الحكومات ووضعها فى عزلة كبيرة عن شعوبها، ونحن فى عملنا الإعلامى نحاول نقل هذه الرسالة إلى الجميع وصراحة أنى أرى تحولا واضحا فى الغرب تجاه القضية الفلسطينية، فهى اليوم تكتسب شرعيتها من داخل مؤسسات أوجدها الغرب مثل محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية وغيرها من المنظمات، وأتمنى أن يتحول هذا المسار ليصبح فى مصلحة القضية الفلسطينية.