في خطوة يمكن وصفها ب"الاستباقية" أصدر اتحاد الناشرين المصريين "وثيقة" للتأكيد علي حرية النشر والتعبير، وثيقة الناشرين صدرت قبل عقد أولي جلسات مجلس الشعب في دورته الجديدة، وتحاول كما يقول محمد رشاد رئيس الاتحاد "تنبيه واضعي الدستور للمواد الخاصة بحرية الفكر والتعبير". رشاد نفي أن يكون للوثيقة أي علاقة بفكرة صعود التيار الاسلامي او سيطرة الاسلاميين علي أغلب مقاعد البرلمان "لكن يظل دورنا هو التنبيه والتأكيد علي هذه البنود والحض علي تفعيلها، وألا تكون فقط مجرد بنود في دستور غير معتد به، ونحن أيضا كاتحاد لدينا ميثاق شرف ندعو فيه الناشرين إلي عدم التمييز أو الوقوف ضد حرية الفكر والتعبير". وثيقة الناشرين تتضمن خمسة بنود أهمها التأكيد علي أن حرية النشر حق للناشرين المصريين كافة يجب احترامها وزيادة رقعتها، والالتزام بحرية النشر والتعبير في ظل قيم التسامح واحترام الاديان والعقائد والقيم ورفض جميع أشكال التمييز والعنصرية كما جاء في ميثاق الشرف الذي يوقعه كافة المنضمين لاتحاد الناشرين المصريين، البند الثالث يؤكد الرفض التام لاستحداث اي قيود او لجان رقابية او جهات سيادية للرقابة علي النشر او الاطلاع علي ما ينشر قبل نشره. والرفض التام لأي عقوبات مستحدثة أو الحبس الاحتياطي لأي ناشر من أعضاء الاتحاد نتيجة لنشره او اتجاهه أيا كان. الاتحاد أعلن أيضاً تأييده الكامل للبيان الصادر عن الأزهر الشريف والمثقفين بخصوص الحريات وتجريم الاكراه في الدين والتمييز والاضطهاد ورفض الاقصاء والتكفير، ويري الاتحاد أن بيان الأزهر الشريف والمثقفين - وقد توافقت عليه جميع التيارات السياسية والفكرية - هو القاعدة التي ينبغي البناء عليها فيما يخص الحريات العامة وحرية النشر والإبداع خاصة ولابد من وضعها بعين الاعتبار أثناء الإعداد لكتابة الدستور ووقت كتابته والتأكيد علي ما جاء في حكم المحكمة الدستورية العليا من: أنه لا يجوز أن تكون حرية التعبير في القضايا العامة مقيدة بعدم التجاوز بل يتعين التسامح فيها. في الوثيقة نفسها طالب الاتحاد بتمثيله في لجنة اعداد الدستور باعتباره احد مؤسسات المجتمع المدني المعنية والمهتمة بالمشاركة في صياغة الدستور الجديد. الغريب أن تصدر وثيقة كتلك دون سؤال الناشرين، فكما يؤكد الجميلي أحمد مدير دار "وعد" وعضو اتحاد الناشرين، لم يتم سؤال الاعضاء حول محتوي الوثيقة، كما أن الاعضاء يعرفون أخبار الاتحاد عن طريق الصحافة. الجميلي قال إن كل ما يصدر عن الاتحاد حالياً يعبر عن مجلس الادارة "أو الاخوان بمعني أدق" في إشارة إلي أن أغلب أعضاء مجلس الادارة من الإخوان! الجميلي قال إن الثورة قامت من أجل الحريات وأعطت أكبر درس في كيفية انتزاع الحرية "فالحرية لا توهب..الحرية تنتزع، لكن أن يصدر الاتحاد وثيقة لا توجد عليها أي ضمانات فأنا اعتبره مجرد كلام مرسل". يضيف الجميلي: بصراحة لا أريد من الاتحاد ان يصدر وثيقة. أريده أن يدعم الحريات علي أرض الواقع، فما الفائدة من الكلام إذا كانت المؤسسات الدينية لاتزال تمارس دورها في الرقابة فمؤخرا اعترضت الكنيسة علي كتاب "جرم صغير" لأدهم العبودي لأن بطلة القصة مدرسة مسيحية واعتبرت الكنيسة أن احداث القصة بها "تشويه"، وفي نفس الوقت اعترض الازهر علي كتاب "آذان الانعام" للدكتور عماد بابابكر لأنه يناقش نظرية داروين ويؤكد أنها ليست نظرية كافرة.