"التحولات التي تشهدها مصر وغيرها من البلدان العربية في إطار الربيع العربي ستكون طويلة وصعبة". يشبه جوزيف ستيجلتز، الحائز علي جائزة نوبل، تلك التحولات بما عايشته الصين خلال الانتقال من نموذج الاقتصاد الاشتراكي إلي الرأسمالية، والذي اتسم بالتدرج علي مدي 30 عامًا وحقق في النهاية نسب نمو عالية ومستقرة. جاء هذا في مستهل المحاضرة التي ألقاها بمكتبة الإسكندرية، مؤخراً، تحت عنوان "مصر في عالم متغير". وشدد ستيجلتز علي أن حل المشاكل الاقتصادية في مصر في مرحلة ما بعد الثورة لا يمكن تأجيله إلي حين استقرار النظام السياسي وإصلاحه؛ إذ إنه إذا جار الجانب السياسي علي الاقتصادي فإن هذا سيفاقم من أزمة البطالة ويجعل الأمور أسوء مما كانت. وفيما يتعلق بالنموذج الذي يجب أن تتبناه مصر كسبيل لتنظيم اقتصادها، أكد ستيجلتز أنه لا توجد نماذج جاهزة أو إجابات سهلة، منوّها إلي أنه إذا ثبت لدي العالم أن النموذج الاشتراكي الذي تتحكم فيه الدولة في الاقتصاد قد فشل، فقد أثبتت الأزمة المالية العالمية الأخيرة أن الاقتصاد النيوليبرالي قد فشل هو الآخر في إدارة الأمور. ونوّه إلي أن المساعدات الخارجية سواء في شكل أموال أو أفكار يمكن أن تسهم بصورة كبيرة في دعم الاقتصاد المصري، إلا أنه نادي بعدم قبول كل ما يوجه لهم من مقترحات، بل يجب طرح الأمور للنقاش المجتمعي العام للحيلولة دون فرض الخارج أجندته الخاصة. وقال إن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي بدآ يشهدان تغيرات فكرية عميقة، أهمها التركيز علي ضرورة استهداف العدالة الاجتماعية ومراعاتها في صياغة السياسات الاقتصادية بما يضمن الاستقرار، وكذلك اتجاههما نحو تقبل فكرة فرض بعض القيود علي حركة رأس المال عبر الحدود.