سلماوى وأبو غازى وناصر الدين الأسد وعبد المطلب فى افتتاح المؤتمر علي غير المتوقع، حسم المكتب الدائم لاتحاد الكتاب والأدباء العرب، موضوع اتحاد كتاب العراق، وقرر إعادة عضويته إلي الاتحاد بعد ثماني سنوات من تعليقها. جاء ذلك في اجتماع المكتب الدائم للاتحاد، الذي شهدته القاهرة، الأسبوع الماضي، وكان من المتوقع تأجيل البند الخاص بالعراق للاجتماع القادم بالجزائر في نوفمبر من هذا العام، وذلك حتي يتسني لوفد من اتحاد الكتاب العرب زيارة العراق، ولكن جاءت المراسلات بين الطرفين كافية لعودة اتحاد العراق مرة أخري ودعوته لحضور الاجتماع القادم بالجزائر. كما اتخذ الاتحاد قرارا مهماً، يهدف إلي توسيع دائرته، لذا أكد حرصه علي تفعيل عضوية الاتحاد العام للأدباء الأرتريين، والتعجيل بإجراء انتخاباته، حيث يقوم أعضاؤه بدور هام في تأكيد عروبة أرتريا، وحمايتها من التدخل الأجنبي الذي يستهدف شقها عن محيطها العربي، لذلك قرر المكتب الدائم دعوة أدباء أريتريا بصفتهم الشخصية للمشاركة في الندوات المصاحبة للاجتماعات، وكذلك دعوة أدباء الدول العربية التي ليس بها تنظيمات للأدباء والكتاب، والكتاب الذين يكتبون باللغة العربية رغم انتسابهم لدول غير عربية. وواكب هذا الاجتماع، الذي تم برئاسة الكاتب محمد سلماوي أمين عام الاتحاد، صدور تقرير عن حال الحريات في العالم العربي، في الستة أشهر الماضية، تتضمن رصد 11 سلبية: قمع المتظاهرين السلميين المطالبين بحقوقهم المشروعة والعادلة في أكثر من بلد عربي، بالاستخدام المفرط للغازات المسيلة للدموع، والرصاص المطاطي، مما أدي إلي استشهاد وإصابة الآلاف من المدنيين العزل، القبض علي بعض الناشرين واعتقالهم، والتحفظ علي بعض الكتب المنشورة، منع بعض الندوات الثقافية، بما يعد اعتداء علي حرية إقامة الندوات، الرقابة المشددة علي قوائم الكتب المقدمة في بعض معارض الكتاب بالبلدان العربية، ومنع بعض العناوين من العرض والبيع، حجب أكثر من صحيفة، ووسيلة إعلام، وقنوات فضائية، في العديد من الدول العربية، مراقبة شبكة الإنترنت، وملاحقة حبس بعض المدونين، بل إيقاف المدونات كلية في بعض البلدان، حظر ومصادرة عدد من الكتب، والمؤلفات لكتابنا العرب، وممارسة الرقابة علي وسائل التعبير المختلفة علي الرغم من رفع الرقابة المسبقة علي بعض الصحف، إلا أن بعضها تعرض للإيقاف بقرارات من السلطة التنفيذية، مصادرة حرية التظاهر والاجتماع، وجميع الأشكال السلمية للتعبير عن الرأي في كثير من الدول العربية، بل وقمعها بالقوة المسلحة كما هو حادث الآن في عدد من أقطارنا العربية للأسف، منع بعض الكتاب والصحفيين من الكتابة في الصحف والدوريات. وأيضاً التشديد علي أنه لا تزال الرقابة الدينية علي الفكر والإبداع تمثل عائقًا لحرية التعبير، بما تصدره بعض الجهات الدينية من توصيات بمصادرة بعض الكتب، وبعض الفتاوي الظالمة لكثير من الأحداث، منع بعض الكتّاب من ممارسة حقهم الطبيعي في السفر تحت دعاوي مختلفة. كما رصد التقريرمجموعة من الخطوات الإيجابية في عدد من الأقطار العربية مثل: صدور بعض الأحكام القضائية المتعلقة بوقف تنفيذ قرارات منع وتوزيع الصحف في بعض البلدان العربية، ورفع الرقابة القبلية علي الصحف والاحتكام إلي قانون الصحافة والمطبوعات، وأحكام القانون العام، وصدور بعض الأحكام المساندة لمن يتعرضون لرقابة السلطة الدينية، وإلغاء قرارات رفض نشر بعض الكتب وتوزيعها. وقد أنهي المكتب الدائم أعماله بلقاء مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي، حيث طلبوا منه تفعيل إقامة القمة الثقافية العربية التي تعد الآن مطلبًا ملحًا أكثر من أي وقت مضي، كما أعلنوا دعمهم لتحرك الجامعة في الأممالمتحدة للاعتراف بدولة فلسطين وقبول عضويتها الكاملة بالمنظمة الدولية، وطالبوا بأن تكون القدس عاصمة دائمة للثقافة العربية جنبًا إلي جنب العاصمة الأخري التي يتم اختيارها سنويًّا، وذلك تأكيدًا للهوية العربية للمدينة المقدسة التي تتعرض حاليًا لعملية تهويد واسعة النطاق. كما تزامن مع اجتماع الأمانة عقد مؤتمر اتحاد كتاب مصر بعنوان ( الثقافة المصرية .. وتحديات التغيير) وافتتحه د. عماد أبوغازي وزير الثقافة نيابة عن د. عصام شرف رئيس مجلس الوزراء، ومحمد سلماوي، د.جمال التلاوي أمين عام المؤتمر، الذي شهد تكريم د. ناصر الدين ألأسد بمناسبة فوزه بجائزة نجيب محفوظ، التي يمنحها اتحاد الكتاب وقيمتها عشرة آلاف دولار، والشاعر الفلسطيني عزالدين المناصرة الحائز علي جائزة القدس.