بعد عام ونصف العام، بدأت من أكتوبر 9002 حتي الأسبوع الماضي، فترة من الزمن، جمع فيها الدكتور محمد صابر عرب بين رئاسته لمجلس ادارة دار الكتب والوثائق القومية ، وادارة الهيئة العامة للكتاب بعد رحيل الدكتور ناصر الانصاري، ومنذ أيام عاد »عرب« إلي بيته رئيسا لمجلس ادارة الدار، بعد صدور قرار وزير الثقافة عماد الدين أبوغازي، بتعيين الدكتور أحمد مجاهد رئيساً لهيئة الكتاب. وفي حوار خاص »لأخبار الأدب« سألناه عن الفرق بين المؤسستين، رغم أنهما تحملان رسالة واحدة فقال: صحيح ان دار الكتاب والوثائق القومية، وهيئة الكتاب، تحملان رسالة واحدة، لكن وظيفتهما مختلفة نسبيا، فهيئة الكتاب مؤسسة للنشر الحكومية، بما بيها تقوم به من مشاريع مثل مشروع مكتبة الاسرة، والعاملون فيها يزيدون عن الألفين، معظمهم في حاجة إلي دعم الدولة من حيث الأوضاع المالية، ووجود تخصصات بعيدة عن العمل، في حاجة إلي اعادة تدريب، كما انها بحاجة لاعادة هيكلة ادارية تحقق الهدف المرجو من هذه المؤسسة باعتبارها دار النشر الأولي في مصر ويفترض ان تحقق عائدا اقتصاديا مناسبا ، لذلك فهي بحاجة إلي إعادة نظر ولانني كنت أتحمل مسئولية المؤسستين، ولم يكن الوقت كافيا لاعادة وضع هيكل إداري يستهدف تطوير هذه المؤسسة. وعما تم إنجازه في تلك الفترة القصيرة يقول د. عرب: قمنا ببعض المهام الأساسية، ومنها تنظيم معرض الكتاب العام الماضي. وكان من المفترض ان يقام معرض هذا العام (1102) نهاية يناير الماضي وكان بمثابة، مفاجأة من حيث عدد الناشرين وتنوعهم، وتغيير مكان اقامة المعرض، أجزم أننا في تنظيمه قد اقتربنا من مستوي معرض فرانكفورت لكن للأسف الشديد لم نتمكن من إقامته، لكن علي أية حالة قد فقدنا المعرض، لكننا قد كسبنا أنفسنا، وكسبنا ثورتنا التي دفعت بالمجتمع إلي الأمام نصف قرن علي الأقل. ويواصل د. عرب: إلي جانب ذلك وضعت قواعد للنشر من خلال لجنة محترمة لاساتذة متخصصين في كل مجالات المعرفة، وأعتقد ان الكتب التي تخرج من المطابع الآن هي ثمار هذه اللجنة. كيف أدرت الهيئة طوال عام ونصف؟ - لم أكن بعيدا عن الهيئة، سواء لأننا نشغل مبني واحدا، أو لأن طبيعة ودور المؤسسة لم يكن بعيدا عن اهتماماتي، فضلا عن معرفتي الشخصية بالعديد من العاملين فيها، وأعتقد أنه كان هناك جانب انساني جدا كنت أتعامل به مع جموع العاملين، وبحكم طبيعتي فأنا أهتم كثيرا بهذا الجانب وأعتقد دائما أن مشكلة كل عامل بمثابة مشكلتي الشخصية أو قد شعر العاملون بهذا التواصل، ولذلك لم أجد مشكلة في التعامل معهم، بل إنني خرجت منها وأعتقد أن كل عامل فيها مهما كان وضعه هو بمثابة صديق شخصي لي، وهذا ما دفعني إلي وضع سياسات معينة في كيفية ادارة المطابع، فقد استحدثت بعض المهام وخصوصا في مجال المطابع وأدرنا عملية النشر من خلال نظام عمل ابتداء من تلقي الهيئة لمخطوط الكتاب، وإنتهاء بطباعته من خلال ادارة لم تكن مفعلة (ادارة النشر) وقد باشر هذه المهمة بكل اخلاص الزميل حلمي النمنم وهو رجل لديه ثقافة واسعة في مجال المعرفة بالكتب. وعن الاختلاف في النشر بين المؤسستين يقول د. عرب: الاختلاف كبير، فدار الكتب هي الأرشيف الوطني والمكتبة الوطنية، والنشر فيها قياسا بهيئة الكتاب متواضع بحكم أن دار الكتب معنية بنشر التراث ومجالات محددة في التاريخ والثقافة العامة، حيث انها تنشر سنويا حوالي مائة عنوان ، أما هيئة الكتاب فتنشر ما يقرب من 005 عنوان، سواء في النشر العام أو مشروع مكتبة الاسرة. وعما يخص ميزانية كل منها قال: ميزانية - هيئة الكتاب أكثر كثيرا، فالهيئة لديها موارد أكثر من دار الكتاب، سواء من المبيعات او من الطباعة الخارجية، أو من المعرض جميعها تشكل موارد أكثر بكثير من قطاع دار الكتب الذي هو في الاصل خدمات بشكل اساسي، وصحيح أن هيئة الكتاب قطاع خدمات، لكن من الممكن جدا ان يكون أحد الموارد الاقتصادية المهمة شريطة أن تعود هذه الموارد بالانفاق علي الهيئة. مشكلة التسويق وعن أكبر مشكلة قابلته ولم يجد لها حلا؟ يقول د. عرب: بالفعل قابلتني مشكلة كبيرة جدا، وبدأنا العمل علي حلها وكانت مشكلة التسويق، حيث وضعت برنامجا لتطوير منافذ البيع لهيئة الكتاب سواء علي الجانب الانشائي أو في العاملين، وقد ألحقنا بالعمل مجموعة من الشباب الجدد، وتم تدريبهم ، وأعتقد أنه سوف يعول عليهم تطوير منافذ البيع، وقد انتهينا من تطوير الفرع الرئيسي علي كورنيش النيل، وكنا بصدد تطوير منفذين آخرين وسط القاهرة، وكان لدينا برنامج آمل من الزميل الجديد د. أحمد مجاهد أن يعني بهذه المسألة من خلال ربط المكتبات كلها بشبكة الكترونية، واستمرار الدورات التدريبية للعاملين في هذه المكتبات لأن التسويق قضية أساسية جدا بالنسبة لهيئة الكتاب، فضلا عن قيامنا بدراسة للتسويق الالكتروني، وكانت لدينا أفكار حول هذا الموضوع نأمل أيضا ان ينجز هذا خلال هذا العام. هل اشرافك علي ادارة هيئة الكتاب أثر بالسلب علي ادارتك لدار الكتب والوثائق القومية ؟ أعتقد ان هذا صحيح، كانت هناك مشاريع نأمل أن نواصل إنهاءها، وأنا بطبيعتي أهتم بمتابعة التفاصيل، كنت أتابع بشكل يومي، لكن افتقدت التفاصيل واعتمدت علي زملاء أفاضل رؤساء الادارات المركزية، ومدراء العموم، وكنت أقسم وقتي ما بين دار الكتب وهيئة الكتاب، لكن العمل كان يحتاج 42 ساعة في اليوم، وهي مسألة مرهقة جدا. وأشار د. عرب: كم مرة تمنيت ان أعفي من هذه المسئولية والاكتفاء بعملي في دار الكتاب والوثائق، وتمنيت ذلك منذ الانتهاء من تنظيم معرض الكتاب في فبراير 0102، كل يوم كنت أود العودة إلي دار الكتب، حيث كانت المهمة ثقيلة. مع وجود وزير جديد للثقافة، هل هناك استراتيجية جديدة للعمل سوف تشهدها الدار خلال الفترة القادمة ؟- بالتأكيد نحن نعمل علي برنامج سواء في دار الوثائق أو في دار الكتب سواء في تكنولو جيا المعلومات او في التنمية البشرية او التطوير الانشائي، والمسألة واضحة جدا بالنسبة لي ، ووزير الثقافة الجديد شخصية مريحة جدا في التعامل، وهو يعرف أقدار الناس العاملين معه، ولديه خبرة كبيرة جدا في أنشطة وزارة الثقافة بشكل عام، ويعرف بالتفاصيل مهام دار الكتب، ودار الوثائق ، بل يكاد يعرف معظم الموظفين في هذه المؤسسة، وأعتقد أن ذلك يقلل كثيرا من الوقت خصوصا في برامج العمل، وأعتقد أن د. عماد بهدوئه ومعرفته وأمانته سوف ينجح في وظيفته، وسوف تنجح المؤسسات شريطة ان تهدأ المطالب الفئوية والخاصة وأن ينصرف الناس إلي تطوير مؤسساتهم ، وعليهم أن يطالبوا بحقوقهم اذا كانت لهم حقوق وهم يعملون. دور ثقافي وأكد عرب أن وزارة الثقافة أول وزارة في مصر تحتاج عقب الثورة إلي إعادة هيكلة، واعادة تغيير في برامجها في مخاطبة المجتمع والارتفاع بالمستوي الثقافي والفكري للمجتمع، كل هذه مسئوليات مطلوبة من وزارة الثقافة في الوقت الحالي، ولذلك نحن أحوج ما نكون إلي الهدوء والاستقرار لكي يعمل المسئولون عن هذه المؤسسات، وفي نفس الوقت علي المجتمع ان يقدم ملحوظاته شريطة أن تكون هذه الملحوظات جادة وبناءة.