عبد الناصر حسن الانتعاشة القصصية التي رصدتها أخبار الأدب في أعدادها الأخيرة أمر واقعي. هذا ما أثبتته الأرقام التي حصلنا عليها من دار الكتب للأعمال الصادرة في 2009 فالعام السابق شهد صدور (212) مجموعة قصصية في مقابل (68) رواية.. ورغم أنّ هذه الأرقام لا تعبّر كما قال الدكتور عبد الناصر حسن رئيس دار الكتب عن واقع سوق النشر المصرية تماماً لأسباب تتعلق بعدم حرص عدد من المؤلفين أو الناشرين علي إيداع النسخ المقررة لدار الكتب -وعددها عشرة من كل عمل- وهو ما يعني أنّ هناك أعمالاً قد تصدر دون أن تتضمنها هذه القوائم بالضرورة، أو لا تصدر من الأساس.. إلا أن هذه الأرقام تعطي مؤشراً علي اتجاهات النشر في مصر. المشكلة أنّ القوائم الخاصة بدار الكتب لا تفصل بين القصة والرواية والدراسات النقدية المكتوبة عنهما، وقد اضطررنا للبحث كثيراً عن التصنيف الخاص بأعمال لا تقول القوائم صراحة إن كانت مجموعات قصصية أم روايات حتي نصل إلي الأرقام السابقة بعد حذف الدراسات النقدية. كما أنّ من بين الإصدارات أعمالاً روائية وقصصية يُعاد طبعُها، وكمثال خطط الغيطاني، و"روح مُحبّات" لفؤاد قنديل، "الفرس المسحورة" ليعقوب الشاروني، ولكن حتّي ذلك لا يمكنُ التأكّد منه تماماً، أولاً لأنّ القوائم لا تشير إليه صراحة، وثانياً بسبب عدم توافر معلومات عن كثيرٍ من الإصدارات ومؤلفيها المجهولين.. والمفاجأة كانت في قائمة الشعر التي تضمنت (302) عنوان، وهو ما يعني أنّ الكلام الكثير الذي يتردد في الآونة الأخيرة عن موت الشعر ليس صحيحاً، فلا يمكن الاستهانة بهذا الرقم.. قائمة الشعر تضمنت الشعر بنوعيه، الفصيح والعامي، وأسماء معروفة مثل محمد إبراهيم أبو سنة "الخطأ والأثر" وفاروق شوشة " النيل يسأل عن وليفته" والمتوكل طه "نصوص إلياء ويبوس" وأحمد الشهاوي "باب واحد ومنازل" مفرح كريم "من أستار البحر" وطاهر البرنبالي "طرطشات الذات والنبات" ورجب الصاوي "يمام قلقان" وأسماء ربما تنشر للمرة الأولي، وأيضاً إعادة طبع بعض الأعمال، مثل الأعمال الكاملة لفؤاد قاعود، وأيضاً طبع عدد من دواوين شعراء قدامي: ابن عروس "ديوان أزجال ابن عروس"، وقد شهد العام السابق كذلك صدور أعمال نقدية عن الشعر، مثل كتاب"في محبة الشعر" لجابر عصفور، و"شعراء السبعينيات وفوضاهم الخلاقة" لمحمد عبد المطلب. ولا يزال المسرح علي حالته البائسة.. فقائمته لم تتضمن سوي 33 مسرحية منها إعادة طبع، مثل مسرحية "الأميرة والصعلوك" لألفريد فرج.