عن مواجهة الإرهاب والتطرف، نظمت دار الكتب والوثائق القومية، برئاسة د. شريف شاهين ندوة بعنوان (صناعة الكتاب والنشر في مواجهة فكرالإرهاب والتطرف (السراب) نموذجا.. وهو احد إصدارات مركز الامارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية تأليف الدكتور جمال سند السويدي، أدار الندوة الكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد، في مستهلها ناشد المثقفين التحلي بالشجاعة في تقديم النصح للحكام ومواجهة التيارات المتطرفة، مشيرا إلي أهمية كتاب (السراب) في انه أول كتاب صادر عن جهة حكومية عمومية تشير بجرأة وبوضوح إلي ضرورة فصل الدين عن السياسة، ويقدم مجموعة من الحقائق الاساسية، بأنه لايمكن مواجهة هذه الجماعات بالقوة الأمنية، ولكن بالفكر الحضاري، وأن هذه الجماعات الارهابية ليست واجهة للاسلام، ولايمكن أن تعبر عنه ولاتقدم حلا له، وأن هذا الفكر (الارهابي) لايمكن اصلاحه، وقدم الكتاب الحل باجتثاث هذا الفكر، وأن البديل له هو المشروع النهضوي الشامل الذي يعيد حقوق الانسان، ويسعي إلي تقديم فكر الحكم الرشيد، دولة مدنية يحكمها القانون، وبيَّن مكرم محمد أحمد أن هذا الكتاب عميق في سرد قضاياه، درس صاحبه بموضوعية شديدة تجربة الاخوان في مصر، والعالم العربي، وكيف أنهم فشلوا بسبب المنهج وروح الاستبداد. وعن الكتاب قال د. محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف إن كتاب السراب، عمل مؤسسي من حيث الحجم، وما يحتويه من معلومات في حاجة إلي التحليل، وأن صاحبه د. جمال السويدي وقف أمام عدة أمور منها: جماعات الاسلام السياسي وكيف شوهت الوجه النقي لحضارة الاسلام، عدم الخلط بين الدين والسياسة، وتوظيف الدين لخدمة السياسة، ضوابط الحكم بتحقيق العدل ومنع الفساد والرشوة والمحسوبية، لانصنع ديناً بعينه علي مزاجنا، ونادي الحكم العادل الذي يساعد علي قضاء حوائج الناس وأشار إلي تعاون الوزارة مع مركز الامارات في اصدار كتاب عن تفكيك الفكر المتطرف وسيصدر عن مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية. ولفت د. شريف شاهين إلي أن الغذاء السليم للفكر يمكن أن يقي العقل من التطرف. ويري أن نقطة البداية لمواجهة هذا الفكر تكون بمواجهة الوعي الجمعي، مشيرا إلي أن نظرة صاحب الكتاب بناها علي أساس التخطيط الاستراتيجي البعيد المدي، وكيف أن د. جمال السويدي لديه رؤية شاملة للمشهد الثقافي العربي رأي فيها غياب الاهتمام بالثقافة كأولوية عربية، رغم بعض المآخذ، إلا أنه يري وجود أمل. وأكد د. جمال السويدي، صاحب كتاب السراب، أن الوطن العربي في حاجة إلي التخطيط الاستراتيجي بعيد المدي، آملا أن تكون مبادرة "تحالف عاصفة الفكر" التي أطلقها مؤخرا مركز الامارات للدراسات الاستراتيجية والبحوث، بداية جادة علي هذا الطريق، خاصة أنها تستهدف تفعيل دور مراكز البحوث العربية، والتنسيق فيما بينها، حيث تجري دراسات مشتركة يعمل من خلالها علي تحليل الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية وتقديم البدائل والخيارات إلي القائمين علي اتخاذ القرار في الدول العربية. وفي مداخلته أكد الدكتور سعد الدين الهلالي أستاذ الفقه المقارن أن العلم هو السبيل الوحيد لمواجهة التطرف، وأنه يتوجب علينا أن ننتبه لأنه لايجوز أن نطيح بالاخوان لنأتي بالسلفيين بدلا منهم، بل يجب التخلص من كل شكل من أشكال الوصاية الفكرية ومن كل جماعة تعلن الوصاية علي الدين. شارك في الندوة الدكتور خليفة سيف، نائب السفير الاماراتي بالقاهرة، ومجموعة من الأكاديميين و(الباحثين، واقترح الحاضرون أن تتم طباعة نسخة شعبية من الكتاب، كما ناشد الفنان هاني رمزي وزارة التربية والتعليم بتدريس ما يثار في كتاب (السراب) للتوعية بخطر التطرف وتدعيم ثقافة السلام.