موجة من الحزن تجتاح الوسط الثقافي المصري والعربي، برحيل الكاتب عبده جبير، عن عمر ناهز ال75 عاما، حيث أعلنت ابنته لين الخبر عبر صفحتها الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك منذ قليل. يحتل عبده جبير مكانة خاصة في الأدب المصري ويرجع ذلك الأمر إلى انتماءه إلى جيل السبعينيات الذي عرف فيما بعد بالجيل المجدد للرواية المصرية بعد نجيب محفوظ وفتحي غانم. ولد عبده جبير في عام 1948 بمدينة إسنا بمحافظة الأقصر، وانتقل فيما بعد بصحبة والده الذي كان يعمل مدرسة بالأزهر الشريف بمدينة قنا لتربط بين عبده جبير الشاب وبين الشاعر الكبير الراحل عبدالرحمن الأبنودي صداقة فريدة من نوعها، حيث اتخذ الكاتب الشاب من الشاعر الكبير قدوة في خطواته التي كان على رأسها قرار الأبنودي والشاعر أمل دنقل الانتقال للعيش في القاهرة. وبالفعل انتقل عبده جبير إلى القاهرة ليلتحق بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، ثم بدأ بالتعرف على العديد من أهم الكتاب والأدباء والشعراء في تلك الفترة منهم محمود الورداني، نجيب شهاب الدين، فؤاد قاعود، أحمد فؤاد نجم. تتلمذ عبده جبير على يد الكاتب والمفكر الفلسطيني بلال الحسن وعمل في العديد من الصحف في لبنان، وفي مصر كان أهم أعضاء فريق دار الهلال، كما عمل مديرا لتحرير مجلة القاهرة في أوج ازدهارها في عهد غالي شكري، ثم عمل مديرا لتحرير جريدة القبس الكويتية ل10 سنوات متتالية في دولة الكويت وعمل أيضا مستشارا لتحرير مجلة الفنون. كما تبنى إعادة العديد من المشروعات الثقافية إلى الحياة في إطار حماية الذاكرة الوطنية ومنها محلة التبكيت والتنكيت ل عبدالله النديم. له العديد والعديد من المقالات، كما نشر له ما يقرب من ال20 كتابا ما بين القصة والرواية: فارس على حصان من خشب 1978، تحريك القلب 1981، سبيل الشخص 1982، الوداع تاج من العشب 1997، مواعيد الذهاب إلى آخر الزمان 2004، رجل العواطف يمشى على الحافة 2009، بالإضافة إلى سلسلة الكتب التي تصدر له عن دار آفاق للنشر يرصد من خلالها الرحلة الثقافية التي قضاها في عالم الأدب، فيوثق التغيرات التي شهدها ويكتب عن رفاق الرحلة منهم الأبنودي وأحمد فؤاد نجم والشيخ إمام. ويعتبر النقاد رواية مواعيد الذهاب إلى آخر الزمان سيرة ذاتية للكاتب عبده جبير تعمد وهو يكتبها أن يبعدها عن هذا النطاق ولكن بالقراءة المتأنية للرواية والبحث في سيرته الذاتية يعثر القراء على العديد من أوجه التشابه بينهم، وكأن الكاتب يوثق من خلال هذه الرواية للعديد من الصفحات الهامة في حياته من خلال أبطال الرواية. كما أشار الكاتب والباحث الألماني شتيفان جوت عبر كتابه شهود على نهاية عصر إلى أن رواية تحريك القلب لعبده جبير تحمل كثيرا من سمات الكتابة التجريبية حتى أنها تبدو في نظر بعض نقاد الأدب العربي صعبة الفهم. وفي هذه الكلمات دليل على تفرد مشوار عبده جبير الروائي والفكري.