تباطؤ التضخم السنوي في مصر: انخفاض أكبر من المتوقع في مايو 2024    وزير التجارة ونظيره التركي يبحثان سبل تطوير العلاقات الاقتصادية بين البلدين    سفير أمريكا لدى اليابان يحث طوكيو على المساعدة على تجديد مخزون الصواريخ الأمريكي    الخارجية الأمريكية تكشف تفاصيل لقاء بلينكن ونتنياهو اليوم    منتخب مصر يؤمن الصدارة بعد التعادل مع غينيا بيساو بهدف لمثله    اختلت عجلة القيادة.. مصرع وإصابة 3 أشخاص نتيجة انقلاب موتوسيكل في أوسيم    الرئيس التنفيذي لآبل يعلن إطلاق Apple Intelligence    العرض الخاص اليوم.. خالد النبوي يروج لفيلم "أهل الكهف"    روغوف: القوات الروسية تعزز مواقعها في بلدة أوروجاينويه بدونِتسك الشعبية    الدعم العينى.. أم الدعم النقدى؟    "سينما اليورو".. عندما نفَذ بانينكا أعجوبته في شباك الألمان في نسخة 76    ملامح تطوير الثانوية العامة    منطقة سوهاج الأزهرية تنظم ندوة للتوعية بترشيد استهلاك المياه    ميدفيديف يطالب شولتس وماكرون بالاستقالة بعد نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي    لميس الحديدي تكشف عن سبب إخفائها خبر إصابتها بالسرطان    محمد ممدوح يروج لدوره في فيلم ولاد رزق 3    إغلاق مكتب وزير الصحة في الكنيست بعد فتحه ظرفا بريديا به "مادة مشبوهة"    الحج عرفة.. الإفتاء توضح مقدار الوقوف ومتى يبدأ وأقل وقت لإدراكه    تعرف على الأضحية وأحكامها الشرعية في الإسلام    نصائح للمواطنين في عيد الأضحى.. ليلة الواقفة ناكل رقاق وأول يوم العيد اللحمة    طريقة عمل الكيكة العادية الهشة، ألذ تحلية لأسرتك    ياسمين صبري تنشر جلسة تصوير جديدة من أثينا والجمهور يعلق (صور)    تطورات جديدة حول اختفاء طائرة نائب رئيس مالاوي ومسؤولين آخرين    عزة مصطفى عن واقعة مدرس الجيولوجيا: شكله شاطر    أمين الفتوى: الخروف أو سبع العجل يجزئ عن البيت كله في الأضحية    "وطني الوحيد".. جريدة المصري اليوم تكرم الكاتب مجدي الجلاد رئيس تحريرها الأسبق    تكريم أحمد رزق بمهرجان همسة للآداب والفنون    أول رد من جامعة الإسكندرية على فيديو رفض إعطاء مريضة سرطان جرعة كيماوي    مصر تتربع على عرش جدول ميداليات البطولة الأفريقية للسلاح للكبار    «الصحة» تنظم برنامج تدريبي للإعلاميين حول تغطية الشؤون الصحية والعلمية    10 صور ترصد استطلاع محافظ الجيزة أراء المواطنين بالتخطيط المروري لمحور المريوطية فيصل    رشا كمال عن حكم صلاة المرأة العيد بالمساجد والساحات: يجوز والأولى بالمنزل    موعد محاكمة ميكانيكي متهم بقتل ابن لاعب سابق شهير بالزمالك    «المصريين الأحرار» يُشارك احتفالات الكنيسة بعيد الأنبا أبرآم بحضور البابا تواضروس    ختام الموسم الثاني من مبادرة «طبلية مصر» بالمتحف القومي للحضارة المصرية    المرصد المصري للصحافة والإعلام يُطلق حملة تدوين في "يوم الصحفي المصري"    سفر آخر أفواج حُجاج النقابة العامة للمهندسين    قافلة جامعة قناة السويس الطبية تفحص 115 مريضًا ب "أبو زنيمة"    "بايونيرز للتنمية" تحقق أرباح 1.17 مليار جنيه خلال الربع الأول من العام    وزارة الأوقاف: أحكام وصيغ التكبير في عيد الأضحى    مستشفيات جامعة أسوان يعلن خطة الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى    توفير فرص عمل ووحدات سكنية ل12 أسرة من الأولى بالرعاية في الشرقية    تشكيل الحكومة الجديد.. 4 نواب في الوزارة الجديدة    «مودة» ينظم معسكر إعداد الكوادر من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات    مفاجأة مثيرة في تحقيقات سفاح التجمع: مصدر ثقة وينظم حفلات مدرسية    الأوقاف: افتتاح 27 مسجدًا الجمعة القادمة| صور    مطلب برلماني بإعداد قانون خاص ينظم آليات استخدام الذكاء الاصطناعي    ضياء رشوان: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسحقنا    خادم الحرمين الشريفين يأمر باستضافة 1000 حاج من ذوي ضحايا غزة    صندوق مكافحة الإدمان يستعرض نتائج أكبر برنامج لحماية طلاب المدارس من المخدرات    رئيس منظمة مكافحة المنشطات: رمضان صبحي مهدد بالإيقاف لأربع سنوات حال إثبات مخالفته للقواعد    الدرندلي: أي مباراة للمنتخب الفترة المقبلة ستكون مهمة.. وتحفيز حسام حسن قبل مواجهة غينيا بيساو    منتخب الارجنتين يفوز على الإكوادور بهدف وحيد بمباراة ودية تحضيراً لبطولة كوبا امريكا    جالانت يتجاهل جانتس بعد استقالته من الحكومة.. ما رأي نتنياهو؟    حالة الطقس المتوقعة غدًا الثلاثاء 11 يونيو 2024| إنفوجراف    محمد عبدالجليل يقيّم أداء منتخب مصر ويتوقع تعادله مع غينيا بيساو    النسبة التقديرية للإقبال في انتخابات الاتحاد الأوروبي تقترب من 51%    عمر جابر يكشف كواليس حديثه مع لاعبي الزمالك قبل نهائي الكونفدرالية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ظاهرة عالمية فنية اسمها ..عادل إمام
نشر في اليوم السابع يوم 19 - 05 - 2024

هل نحن نحتفل بعيد ميلاد عادل إمام فقط..؟ وهل هناك مبالغة في هذا الاحتفال كما يرى البعض متعللا بنسيان الاحتفاء بمشاهير آخرين في مجالات العلم والعمل..؟
نحن هنا لا نحتفل فقط بعيد ميلاد عادل إمام ال84 ولا نبالغ أو نفتعل ضجة لتكريمه والاحتفاء به شخصيا، وإنما نحتفل بسردية أو حدوتة أو حكاية مصرية ممتدة ومسيرة فنية لفنان أصبح ظاهرة في تاريخ الفن غير قابلة للتكرار ولن تتكرر كثيرا على مستوى الفن المصري والعربي بل والعالمي ...ظاهرة فنية نادرة اسمها عادل إمام.
أمثال عادل إمام فى الغرب وبشكل خاص فى هوليوود الأميركية عاصمة السينما فى العالم لهم مكانة خاصة وتقدير يليق بهم وتكريم يستحقونه.. انظروا إلى آل باتشينو أو روبرت دى نيرو وجاك ليمون وكلينت ايستود وغيرهم من أبناء هذا الجيل وكيف يتعامل معهم صناع السينما فى هوليود..
الميزة المدهشة والفارقة في ظاهرة عادل إمام مقارنة مع عمالقة التمثيل في العالم هي التدفق والاستمرارية والعمل والعطاء الفني دون توقف طوال 60 عاما أو أكثر قليلا ومنذ أن بدأ مشواره الطويل مع الفن انطلاقا من المسرح في عام 60 وهو طالب في كلية الزراعة جامعة القاهرة حتى آخر أعماله في مسلسل " فالنتينو" عام 2020
لم يتوقف عادل إمام عاما واحدا عن العمل والابداع منذ عام 60 وهو ما لم يستطع عمله فنان آخر مصري أو عالمي وهو على القمة وعرش البطولة. على سبيل المثال لو تابعنا مسيرة فنان عالمي كبير في حجم آل باتشينو وهو مواليد عام 40 وهو العام ذاته الذي ولد فيه عادل إمام العراب نجد أن الفارق الزمني بين الجزء الثاني لفيلم العراب أو الآب الروحي-عام 74- الذي يعتبر ثاني أعظم الأفلام في تاريخ السينما الأميركية والجزء الثالث -عام 90- حوالي 16 عاما وحوالي 14 عاما بين فيلمه " ذي هيت"عام 95 وفيلمه الأخير " الرجل الايرلندي" عام 2019
نفس الحال للفنان العالمي روبرت دي نيرو -80 عاما-فظهزره السينمائي الحقيقي الأول كان في الجزء الثاني للعراب عام 74وبعدها شارك في فيلم سائق التاكسي عام 76 وبعدها بحوالي 14 عاما شارك في فيلم "جود فيلاس" عام 90 ثم في عام 93 وبعدها في عام 2015
مقارنة بسيطة حتى ندرك القيمة الفنية لظاهرة عادل إمام التي لم تكن مجرد فقط أعمالا مسرحية أو سينمائية أو تليفزيونية- قدم حتى آخر أعماله 126 فيلما سينمائيا و16 مسلسلا تليفزيونيا و11 مسرحية ومسلسل إذاعي مع العندليب عبد الحليم حافظ ونجلاء فتحي بعنوان" أرجوك لا تفهمني بسرعة"- وانما كانت ديوانا وسجلا معتبرا لحركة حركة التطور والصعود والهبوط فى الحركة الفنية المصرية منذ الستينات وحتى الآن، وشاهدا من خلال فنه على الحراك الاجتماعى والسياسى والاقتصادى والثقافى فى مصر والوطن العربى، ورصدا من خلال أعماله الفنية المتنوعة لهذه التطورات واعلانه عن موقفه تجاه الظواهر الاجتماعية والسياسية الثقافية التي مرت بمصر... فالزعيم هو أكثر من مجرد شاهد على العصر بل يمكن التعامل معه على أنه " جبرتي السينما والدراما والمسرح في مصر" الذي يؤرخ لمسيرة فنية عريضة وممتدة منذ عام 1960.
فمشواره الفنى زاخر بالأعمال الفنية المتنوعة بين السياسة والرومانسية والتشابك مع القضايا الاجتماعية ولم يخف أو يتراجع فى اشهار سيفه الفنى فى وجه جماعات الظلام والإرهاب وتعرضت حياته وحياة أسرته للخطر، لكنه رأى أن هذه هو دور الفنان تجاه وطنه ومجتمعه فواجه التطرف الدينى وتقديمه أدوار عن الجماعات الإرهابية فى فيلم الإرهابى، وهجومه على ما يسمى الإسلام السياسى ويتهمه بالتحريض على العنف فى فيلم "طيور الظلام" وسافر إلى أسيوط فى ظل عنفوان الجماعة الإسلامية لعرض مسرحيته. وأيضا كان له موقفه الفنى تجاه قضية الفتنة الطائفية والوحدة الوطنية فى فيلم حسن ومرقص مع العالمى الراحل عمر الشريف وانتقده البعض بسبب استشارته البابا شنودة لكى يقوم بدور قسيس ولم يستشر الأزهر فى أعماله ضد الجماعات الإسلامية..!فهو أكثر الفنانين تعرضا للمشاكل والانتقادات والاعتراضات..ووصل الأمر إلى المحاكم مرتين أخرها عام 2012 باتهامه بازدراء الأديان فى أفلامه لكن تم تبرئته من محكمة الاستئناف.
الميزة الثانية والمهمة و الفارقة في مسيرة " الظاهرة عادل امام" أنه عاصر وشارك فى الأعمال الفنية مع عمالقة ورموز الفن المصرى فى المسرح والسينما والدراما، أمثال يوسف وهبي وفؤاد المهندس وعبد المنعم مدبولي وعبد المنعم إبراهيم وحسين رياض وعمر الشريف ورشدى أباظة وفريد شوقى وعبد الحليم حافظ وأحمد مظهر وشادية وصلاح ذو الفقار وحسن يوسف وأمين الهنيدى ومارى منيب.
بدأ مسيرته الفنية من القمة واشترك فى مسرحية " سرى جدا " مع الأستاذ فؤاد المهندس وشويكار وكان ذلك عام 60. اختاره المهندس ليقف أمامه في مسرحية " أنا وهو وهي " من بين 90 ممثلاً تقدموا للمسابقة. وحققت المسرحية نجاحاً هائلاً ولفت عادل إمام الأنظار إليه بشخصية "دسوقي أفندي" وبالافيه الشهير الذي صار مثلا دارجا وتميزت به المسرحية وعرفت به حتى الأن " بلد شهادات صحيح".والمفارقة الجميلة أن فؤاد المهندس كان هو المشرف العام على المسرح الجامعى بجامعة القاهرة فى ذلك الوقت.
واستعان به كبار المخرجين الذين تنبأوا له بمستقبل واعد فى أعمالهم مثل فطين عبد الوهاب فى فيلم "نصف ساعة زواج" وكان عادل هو فاكهه هذا الفيلم بأداء كوميدي غير تقليدى.
أما الميزة الثالثة وهو تحوله إلى رمز ومرادف لوطن مثل أم كلثوم وعبد الحليم حافظ واسماعيل ياسين ونال أرفع الأوسمة الرئاسية والملكية العربية وحصل على أكبر الجوائز السينمائية واستقبله الحكام العرب استقبال الرؤساء والملوك وتقربوا إليه كثيرا استغلالا لشعبيته الجارفة.
الظاهرة عادل إمام تحتاج إلى دراسات نقدية تدرس لطلبة الفنون المسرحية والسينمائية لمجمل أعمال الزعيم منذ بدايته وحتى الآن – أطال الله فى عمره-
تحية إلى صاحب وصانع السعادة والبهجة وملك الضحك...نجم النجوم والأستاذ والزعيم عادل إمام


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.