نصحنى صديقى الدكتور أسامة عبدالوارث أستاذ الآثار فى إحدى سهراتنا بنصيحة حينما كنت على صلة صداقة قوية باللواء مصطفى السيد،أحد محافظى أسوان السابقين قائلاً لا تقترب من الحاكم حتى لا تدافع عن أخطائه، تناقشنا طويلاً فى مقولة الدكتور أسامة حتى أقنعنى بها تماماً. فالحاكم أو المسئول هو أول من يضحى برجاله وأصدقائه وكل من أخلصوا له ووقفوا بجواره وساندوه حتى بعد أن يسترد قوته بل وينكل بكل من احتضنه ويتبرأ منهم ويحقر من شأنهم. والمسئول حينما يجلس على كرسيه يقسو على أصدقائه حتى يظهر للجميع من حوله ان يساوى بين الجميع وهذه وجهة نظره الشخصية. المسئول بعد أن يجلس على كرسيه يقترب من خصومه وأعدائه ويدافع عن حقوقهم ويسند إليهم المسئوليات ويصفى خلافاته مع من يشاء فقط. المسئول لا يهمه إلا منصبه فقط يحافظ عليه بقدر الإمكان فهو يتطلع الى منصب أعلى ولا مانع من أن يبنى مستقبله على جثث أصدقائه ومن أخلصوا له. المسئول يدير معاركه بحنكة شديدة فهو يستخدم أصدقاءه على أفضل وجه، يتركهم ليديروا له المعارك حتى لو ضحوا بحياتهم وعلاقاتهم مع زملائهم وأصدقائهم وكل ما يهمه ان يكون فى أمان وبعد انتهاء معاركه وتصفيتها يتجه إلي من ساندوه ليطبق المثل القائل »آخر خدمة الغز علقة«. المسئول يجند عدداً من البصاصين حتى ينقلوا له كل ما يحدث من خلفه ويمنحهم الثقة ويترك أصدقاءه فريسة لهم. البصاصون يستغلون مهمتهم فى تصفية خلافاتهم ويوهمون المسئول بخطورة أصدقائه عليه حتى يبعدهم عنه وينقلوا إليه أخبار اًكاذبة و وشايات مغلوطة. المسئول لا يهمه أن يصل إلى الخلاف بين الزملاء لكن ما يهمه هو الحفاظ على كرسيه. المسئول له قدرة على الاقناع فبحكم منصبه علي الجميع ان يستمع إليه.. كلامه مصدق وكلام الآخرون كاذب. المسئول نسى الحقيقة الوحيدة فى الحياة وهى أن المقاعد لا تدوم وأنها لو دامت لغيرك ما وصلت إليك.. المسئول يريد أن يتحدث وأن يسمعه الآخرون دون نقاش.