كلفه الباشا بالسفر. في رحلة بعيدة خارج القطر. للتعرف علي الجديد في صناعة السكر. وإحضار سلالة القصب الأحمر لزراعتها في صعيد مصر. أبدي القائد مهارات اقتصادية. إلي جانب انتصاراته العسكرية. وجلب الأثمار والنباتات من البلاد الأجنبية وأصدر صحيفتين زراعية وتجارية. يوافق العام الحالي "2018م" مرور 180 عاماً علي رحلة القصب والسكر. أرسل إبراهيم باشا "ابن محمد علي" عمر أفندي المتخصص في القصب "زراعته وصناعته" في رحلة أوروبية أمريكية سنة 1838. جاء بنوعين من انجلترا. والقصب الأحمر من جاميكا "من جزر أفتيل بالبحر الكاريبي أمريكا الشمالية".. عرفت مصر زراعة القصب في العصر الأموي 662 750م تم احضاره من الهند في ولاية قرة بن شريك "90 96ه" في خلافة الوليد بن عبدالملك 86 96ه "705 715" وحقق إنتاجاً يفوق إنتاج موطنه الأصلي. كانت مصر تستورد السكر من أوروبا خلال حكم محمد علي 1805 1848 بالاضافة إلي إنتاجها المحلي. أرسل إبراهيم باشا أحد مساعديه إلي الصعيد للبحث عن أفضل الأماكن لزراعة القصب بمساحات كبيرة بعد عودة عمر أفندي "لا علاقة له بالمحلات المعروفة". وجمهورية جاميكا جزيرة "مع هاييتي وكوبا عاصمتها كنجستاون" تقول بعض الروايات إن المسلمين وصلوا إليها قبل المستكشفين الأوروبيين قبل القرن الخامس عشر. كانت مستعمرة إسبانية في القرن السادس عشر. وأصبحت إنجليزية في القرن السابع عشر "1660 1957" واستقلت 1962. أهم المحاصيل بها قصب السكر والموز والكاكاو والبن والأرز والذرة.. وتشتهر بصناعة السكر والألومنيوم. جلب الإنجليز العبيد من إفريقيا للعمل في مزارعها وبعد توقيع اتفاقية منع الاتجار في البشر جاءوا بالعمالة من الهند والصين. بدأت زراعة القصب الأحمر من جنوب الصعيد "مساحة 10 آلاف فدان" معظمها في مديرية جرجا التي أنشئت 1815 وامتدت من النوبة إلي أسيوط. واستمرت زراعته في سبعينيات القرن العشرين ودخلت أصناف جديدة وفي وزارة الزراعة بنك يضم عشرات السلالات من القصب. ينتشر القصب حالياً في صعيد مصر من المنيا حتي أسوان مروراً بأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر. كما ظهرت أنواع للاستخدام اليومي منها خد الجميل الذي يجمع اللونين الأحمر والأبيض. وإبراهيم باشا 1789 1848 من أشهر القادة العسكريين في العالم خلال القرن التاسع عشر. حقق الانتصارات في السودان والجزيرة العربية وسوريا واليونان تولي حكم مصر في حياة أبيه من يوليه إلي نوفمبر 1848 وتوفي 10/11/1848 عينه أبوه حاكما للصعيد. وكان يري أن الزراعة هي مفتاح التقدم لمصر. وأصدر صحيفة اسمها التجارة والزراعة. في سنة 2012 صدر كتاب عن الهيئة المصرية العامة للكتاب. سلسلة تاريخ المصريين عنوانه "تاريخ الزراعة في عصر محمد علي الكبير وهو رسالته للدكتوراة". يدخل السكر في أكثر من 20 صناعة آخرها البلاستيك. وقد أشار علي باشا مبارك في كتابه الخطط التوفيقية إلي تفتيش القصب والمصنع الذي أقيم بالضبعية. وكانت "أرض الدائرة السنية" تروي بالوابورات. ولعل ذلك هو السبب في تسمية أرمنت الوابورات بهذا الاسم. تم اطلاق لقب الأفندي علي المتعلمين منذ العصر العثماني وكان اسم خريج الجامعة يقترن بهذا اللقب في شهادة التخرج. وهي كلمة يونانية "افنتس" استخدمت بدلاً من كلمة الجلبي التركية التي تحمل نفس المعني. أطلقت علي الأمراء والعلماء "مفتي أفندي وقاضي أفندي إلخ" وعلي الضباط حتي رتبة بكباش "مقدم". وأصبح لقباً للموظفين. ألغيت الألقاب في تركيا 1942. والبك أو البيه أو الباي معناها السيد المحترم. أو ذو الشارة أطلقت علي الحكام ووكلائهم ومنهم باي توسن محلها المدنيون والعسكريون. وقد أطلق الفرس علي معلم أبنائهم أتابك أي الأب المعلم أو المربي. ومن معانيه بالتركية رئيس العشيرة. والباشا أعلي الألقاب يمنحه السلطان العثماني لكبار الشخصيات السياسية والعسكرية وحكام الأقاليم. وفي مصر منحه بعده السلطان حسين كامل 1914 1917 ومعناه بالتركية الكبير. ألغيت الألقاب في مصر بعد ثورة 23 يوليو 1952 في اجتماع مجلس الوزراء مساء أول أغسطس 1952 برئاسة علي ماهر باشا وكان معظم أعضاء المجلس من أصحاب هذه الألقاب. وردت كلمة السكر في السنة النبوية مرة واحدة في حديث الحوض: "ماؤه أحلي من السكر". وفي كتاب الطب النبوي لأبي قيم الجوزيه عن فوائد.. قصب السكر: يفيد الجهاز النفسي ويعالج السعال ويدر البول ويحسن المثانة. ويزيل التوتر وينشط الجسم. وزراعة قصب السكر في العام مفتاح للخير والرزق والحظ والفأل الحسن. والله أعلم.