حازم عمر: رفضت الانضمام لأي حزب قبل 25 يناير    أحمد لبيب رئيسًا لقطاع التسويق ب«عز العرب»    أخبار × 24 ساعة.. الزراعة: مصر من أكبر مصدرى الفول السودانى للاتحاد الأوروبى    محمد الباز: هناك خلل في متابعة ما يتعلق بالتغيير الحكومي بالذهنية العامة وليس الإعلام فقط    بوتين يثني على "الدور المتنامي" لمجموعة دول البريكس في الشؤون الدولية    وزيرا الخارجية والصحة الكويتيان يتفقدان حالة المصابين جراء حادث الحريق ويطمئنان على المصاب المصري    الأمن يضبط جزار لقيامه بالتعدي على شخص في الجيزة    طائرات الاحتلال تستهدف شقة سكنية غرب النصيرات وسط قطاع غزة    تعرف على أسعار سيارات لينك آند كو فئة SUV 2024    وزير الأمن القومي الإسرائيلي: لا يمكن الرد على مئات الصواريخ من جنوب لبنان بعمليات محدودة    يورو 2024.. طائرة بدون طيار تراقب تدريبات منتخب المجر قبل مواجهة ألمانيا    حسام غالي يرقص مع محمد هاني لاعب الأهلى وعروسته خلال حفل زفافهما    ميدو يكشف تفاصيل رحيل الشناوي عن الأهلي قبل الموسم الجديد    الاتصالات: الحوسبة السحابية واحدة من التكنولوجيات الجديدة التي تؤهل للمستقبل    قبل ساعات من ذروتها.. الأرصاد تستعرض تفاصيل موجة ارتفاع درجات الحرارة تستمر حتى العيد    المزاد على لوحة سيارة " أ م ى- 1" المميزة يتخطى 3 ملايين جنيه    أمانة حفر الباطن تُنفّذ حملة مُتكاملة لتجهيز الحدائق والمتنزهات لاستقبال الزوّار    السيطرة على حريق نشب في مجموعة أشجار بقنا    مسئول سعودى : خطة متكاملة لسلامة الغذاء والدواء للحجاج    بعد الصفعة.. عمرو دياب يطرح أغنية الطعامة    صاحبة فيديو جرعة العلاج الكيماوي تكشف تفاصيل الواقعة    أستاذة علم اجتماع سياسى: تراث الحج مصرى خالص والرحلة كانت لها طقوس    ريال مدريد يحدد موعد تقديم كيليان مبابي في سانتياجو بيرنابيو    بدائل الثانوية.. مدرسة مياه الشرب بمسطرد - موعد التقديم والأوراق والشروط    حكم ذبح الأضحية ليلا في أيام التشريق.. «الإفتاء» توضح    جهود مكثفة لكشف ملابسات العثور على جثتين فى المعادى    النمسا.. 29 سبتمبر موعدا لإجراء انتخابات البرلمان    «التايمز 2024»: جامعة طنطا ال4 محليًا.. وبالمرتبة 66 عالميًا في «الطاقة النظيفة بأسعار معقولة»    «رحلة عزيزة».. انطلاق احتفالية «حماة الوطن» بذكرى دخول العائلة المقدسة أرض مصر    الأردن تدين اقتحام المستوطنين الأقصى وتطالب الاحتلال باحترام حرمته (تفاصيل)    سارة عبدالرحمن تشارك في فيلم المصيف إخراج سليم العدوي (خاص)    نجوم الفن يقدمون واجب العزاء لأسرة رئيس غرفة صناعة السينما    «العناني»: مصر تتميز بمقومات أثرية وتاريخية تجعلها قبلة للسياح الأجانب    أحمد جمال سعيد يستعد لتصوير مسلسل «وتر حساس» (تفاصيل)    بديلا ل ناتشو.. نجم توتنهام على رادار ريال مدريد    هل يجوز للأرملة الخروج من بيتها أثناء عدتها؟ أمين الفتوى يُجيب    وكيل «صحة الشرقية» يتابع التشغيل التجريبي لوحدة تفتيت الحصوات بمستشفى كفر صقر    5 فئات ممنوعة من تناول لحمة الرأس في عيد الأضحى.. تسبّب مخاطر صحية خطيرة    أكاديمية الشرطة تناقش الأفكار الهدامة الدخيلة على المجتمع    الأطفال يطوفون حول الكعبة في محاكاة لمناسك الحج بالبيت المحمدي - صور    ما حكم الاشتراك في أضحية الضأن أو الماعز.. وهل ثوابها يصل لجميع الأهل؟.. الأزهر للفتوى يوضح    البيان الختامي للاجتماع التشاوري بشأن تنسيق مبادرات وجهود السلام في السودان    إعارته تنتهي 30 يونيو.. فليك يحسم مصير جواو فيليكس في برشلونة    أكلة العيد..«فتة ولحمة ورز»    بقيادة رونالدو.. 5 نجوم يخوضون كأس أمم أوروبا لآخر مرة في يورو 2024    محافظ الغربية يستقبل الأنبا أغناطيوس أسقف المحلة للتهنئة بعيد الأضحى    سفير مصر بالكويت: حالة المصاب المصرى جراء حريق عقار مستقرة    استجابة ل«هويدا الجبالي».. إدراج صحة الطفل والإعاقات في نقابة الأطباء    اتحاد الكرة يرد على رئيس إنبى: المستندات تُعرض أثناء التحقيق على اللجان وليس فى الواتساب    محافظ المنيا يشدد على تكثيف المرور ومتابعة الوحدات الصحية    المفوضية الأوروبية تهدد بفرض رسوم على السيارات الكهربائية الصينية    مواعيد تشغيل القطار الكهربائي الخفيف ART خلال إجازة عيد الأضحى 2024    القوات المسلحة تنظم مراسم تسليم الأطراف التعويضية لعدد من ضحايا الألغام ومخلفات الحروب السابقة    مساعد وزير الصحة لشئون الطب الوقائي يعقد اجتماعا موسعا بقيادات مطروح    «الأوقاف» تحدد ضوابط صلاة عيد الأضحى وتشكل غرفة عمليات ولجنة بكل مديرية    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح المسوّق بالكامل لشركة «أرامكو» بقيمة 11 مليار دولار في سوق الأسهم السعودية    محافظ الغربية يتابع مشروعات الرصف والتطوير الجارية ببسيون    نجم الأهلي السابق: مجموعة منتخب مصر في تصفيات كأس العالم سهلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر (3)
نشر في الأخبار يوم 21 - 11 - 2010

يعتمد إنتاج السكر كسلعة غذائية في مصر علي محصولين رئيسيين وهما قصب السكر وبنجر السكر وكلاهما من المحاصيل المستنزفة للمياه، وكثيرا ما أثير نقاش كبير بشأن إحلال قصب السكر بمحصول البنجر في محافظات الصعيد توفيرا للمياه وإتاحة الفرصة لزراعة حاصلات أخري في نفس المكان نتيجة لأن البنجر محصول حولي يمكث في الأرض نحو خمسة أشهر بينما قصب السكر محصول معمر يمكث في التربة لسنوات عديدة نتيجة لتكرار إكثاره في نفس المساحة من التربة كل عامين. ويقوم فكر وزارة الزراعة في إحلال زراعة بنجر السكر بدلا من قصب السكر في محافظات الصعيد علي أن الفدان من بنجر السكر ينتج نحو 1.5 إلي 2 طن سكر ويستهلك كمية مياه تبلغ 2508 أمتار مكعبة للفدان أي أن طن السكر الناتج من البنجر يستهلك نحو 1672 مترا مكعب من المياه، بينما ينتج الفدان من قصب السكر نحو 4 إلي 5 أطنان سكر تستهلك كمية من المياه تبلغ 9655مترا مكعبا من المياه أي أن طن السكر الناتج من القصب يستهلك نحو 2413.75 متر مكعب من المياه وبالتالي فإن زراعة بنجر السكر بدلا من قصب السكر سوف يوفر نحو 742 مترا مكعبا من المياه لكل طن منتج من السكر. وإضافة إلي هذا التوفير في كمية ماء الري الذي سيتحقق نتيجة لزراعة بنجر السكر بدلا من قصب السكر فهناك أيضا التوفير في مدة الزراعة حيث لا يستغرق مكوث البنجر في الأرض أكثر من خمسة أشهر وعدة أيام يمكن أن تستغل التربة بعدها في إنتاج العديد من المحاصيل الصيفية التي يمكن أن تتلو زراعة البنجر. وهناك العديد من العقبات التي تعترض إحلال القصب بالبنجر في الصعيد والتي من أهمها أن محصول بنجر السكر محصول شتوي يتطلب قدرا كبيرا من البرودة وشتاء طويلا باردا إضافة إلي تحمله للملوحة المرتفعة في التربة وقلويتها وهو شائع زراعته في سوريا ودول أوروبا ذات المناخ البارد ولذلك نجحت زراعته في أراضي الدلتا ذات المناخ الشتوي البارد الممطر أو في الأراضي الملحية والقلوية لمحافظة كفر الشيخ بينما محافظات الصعيد خاصة محافظتي قنا وأسوان لا يتوافر فيهما هذا المناخ البارد ولا الممطر وبالتالي من المتوقع حدوث انخفاض في كمية المحصول وكذا في نسبة الحلاوة (السكر) في البنجر والتي تتزايد مع برودة الجو (باستثناء فترة النضج)، كما أن نبات بنجر السكر يتميز بالأوراق العريضة وبالتالي فإن زراعته في المناخ الدافئ لمحافظات الصعيد سوف يتبعه زيادة فقد الماء من الأوراق العريضة لهذا النبات عن طريق النتح ثم البخر وربما يتجاوز هذا الفقد الكميات التي ينتظر توفيرها من إحلال البنجر بالقصب. هناك أيضا أن كمية السكر الناتجة من محصول قصب السكر تبلغ في المتوسط نحو 4 أطنان للفدان بينما تبلغ فقط 1.5 طن للفدان في بنجر السكر(في المناخ البارد الجيد) وبالتالي فمن المتوقع زيادة المساحات التي يجب أن تزرع بالبنجر بمعدل ثلاثة أضعاف المساحة التي تزرع قصبا لكي تنتج نفس كمية السكر التي ينتجها فدان قصب السكر وهذا سوف يشكل ضغطا علي المساحة المحصولية الشتوية التي تزرع بالعدس والكتان والحلبة والترمس والفول والحمص والبصل والبرسيم والقمح، كما أن زراعة بنجر السكر بدلا من قصب السكر سوف تتطلب تغييرا تاما في ماكينات مصانع السكر القائمة حاليا في الصعيد (نجع حمادي والحوامدية) والمصممة علي استخلاص السكر من القصب وبالتالي سوف يتطلب الأمر إحلال هذه الماكينات بماكينات أخري تصلح لاستخلاص السكر من البنجر وهذا الإحلال للماكينات سوف يتطلب ميزانية مالية ضخمة يجب دراسة جدواها الاقتصادية أولا كما سيتطلب إعادة تدريب وتأهيل العمالة في مصنع السكر علي تقنيات استخلاص السكر من البنجر بدلا من القصب وهذا التدريب التأهيلي سوف يتطلب أيضا ميزانية إضافية. يضاف إلي ذلك الخبرات المتراكمة لأهالي الصعيد في توارث زراعات القصب والتي ليس من السهل الإطاحة بها بالإضافة إلي الفكر الصعيدي صعب المراس والرافض لهذا التغيير كما أن هناك العديد من الصناعات التي تجعل القيمة المضافة لزراعات القصب جيدة مثل صناعات إنتاج العسل الأسود والمولاس والسكر البني (كيزان السكر) والكحول والخل والمقشات والطينة البنية المتخلفة عن صناعة السكر والتي تستخدم كسماد عضوي رائع للتربة ثبت نجاحه الكبير. وعموما تبلغ المساحة المزروعة بمحصول قصب السكر في مصر 327 ألف فدان تتركز بشكل رئيسي في محافظات الصعيد، وتبلغ المساحات المزروعة بمحصول بنجر السكر 248 ألف فدان بمتوسط إنتاجية 21.9 طن للفدان تتركز في محافظات شمال ووسط الدلتا وتبلغ الإنتاجية الكلية للسكر في مصر المستخرجة من كل من القصب والبنجر 1.757 مليون طن سكر تمثل نسبة اكتفاء ذاتي من السكر تبلغ 68٪ من إجمالي احتياجات مصر من السكر الذي يبلغ 2.8 مليون طن سنويا بعجز سنوي من إنتاج السكر أقل قليلا من مليون طن سنويا. هذا العجز من السكر يمكن أن يتحقق من زراعة ما يقرب من 90 ألف فدان من قصب السكر أو حوالي 220 ألف فدان من محصول بنجر السكر، وهي مساحات ليست بالكبيرة ويمكن تدبيرها بسهولة وبعضها جاهز بالفعل للزراعة مثل الجزء الأول من زمام ترعة السلام بغرب القناة مناطق جنوب بورسعيد وشرق الحسينية وبحر البقر والتي تصل مساحتها إلي 220 ألف فدان وهي كفيلة بتحقيق هذا الاكتفاء الذاتي من السكر من محصول البنجر خاصة وأن هذه الأراضي تحتوي علي كميات محسوسة من الأملاح والقلوية وبالتالي فإن زراعتها بمحصول البنجر يعد كمحصول استصلاح يعطي عائدا اقتصاديا مجزيا.
كاتب المقال : استاذ بكلية الزراعة جامعة القاهرة

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.