- اتصل بي منذ عدة أيام أحد السادة المستثمرين من دولة الامارات العربية الشقيقة يشكو فيه من تعرضه لتجاوزات ومضايقات من شريكه في المؤسسة التعليمية الدولية التي يشاركه فيها وانه يرغب في نقل شكواه لاحد مسئولي وزارة الاستثمار التي تخضع تلك المؤسسة لإشرافها... وقام بإرسال مذكرة بمضمون تلك الشكوي. - لم اكن اتخيل هذا التجاوب السريع من السيدة وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي والتي كانت في هذا التوقيت متواجدة بالولايات المتحدةالامريكية لحضور اجتماعات مع صندوق النقد الدولي وبرغم ذلك فوجئت بسرعة الرد وانه فور عودتها للوطن سوف تبحث الموضوع.... ولم يمر يومان الا وقد اتصلت مديرة مكتب السيدة الوزيرة لتحديد الموعد الملائم للجانب الإماراتي للحضور الي البلاد ومقابلة الوزيرة المحترمة.... وبالفعل تحدد اللقاء الا انه تواكب مع اجتماع السيد الرئيس بأبنائه الشباب وبحضور جميع السادة الوزراء... وبالرغم من ذلك فقد حرصت الوزيرة علي مداومة الاتصال بمكتبها لتحريك الموعد والتأكيد انه سوف يتم مهما كان الوقت متأخرا... وهو ما حدث بالفعل ... بل وطلبت استكمال اللقاء في صبيحة اليوم التالي و الذي كان اول أيام شهر رمضان المبارك.... وتعجب الجانب الإماراتي من هذا الإصرار وذلك الاهتمام بشكل جعلهم يبدون امتنانهم وثقتهم بان هناك تغييراً جذرياً ونوعياً في أسلوب معاملة المستثمرين الأجانب والعرب ... خاصة عندما تم تشكيل لجنة علي اعلي مستوي لمدارسه الشكوي المقدمة والإصرار علي تذليل كل ما جاء فيها من تجاوزات. - الشاهد في كل ذلك ليس في مجرد اهتمام الوزيرة بالموضوع لأنني علي يقين ان ذلك يحدث مع جميع من يلجأ اليها... ولكن الذي استرعي انتباهي واهتمامي بالفعل هو هذا الكم من الشباب الواعي والمثقف الذي تتبناه وزارة الاستثمار والذي شارك في جميع اللقاءات التي تمت مع الجانب الإماراتي.... ثم هذا الشباب الذي رأيناه في مركز خدمات المستثمرين الذي افتتحه السيد الرئيس منذ شهرين تقريباً وهو يضم ممثلين عن كافة أجهزة الدولة حيث تم عرض المشكلة وابعادها وحجم الاستثمارات بها وتشكيل لجان تفتيش للوقوف علي تلك التجاوزات وإيجاد الحلول المثالية لها... لم تأخذ تلك الإجراءات أكثر من ساعة واحدة تم فيها الدراسة والتوثيق والأفكار بأسلوب حيادي وموضوعي نال رضاء كل أطراف الموضوع. عندما سمعت السيد الرئيس ينادي بضرورة تمكين الشباب وبعدها بعدة ساعات رأيت تلك الكوكبة المتميزة من هؤلاء الشباب يملؤون ارجاء مركز خدمات المستثمرين ويتحركون بسرعة وثقة من المؤكد انهم حصلوا عليها من الدعم والتشجيع المستمر لهم من وزيرتهم المتواجدة بينهم طوال اليوم لكي تحل مشاكل المستثمرين ثم تتعاقد علي مشروعات استثمارية أخري نتيجة تلك السياسة المتميزة لهذه الوزارة. حقيقة.... ان مصر بخير طالما تضم هؤلاء الشباب المؤمن بوطنه... الساعي لخدمته من خلال تشجيع الاستثمارات في وطنه ثم وزيرتهم القدوة الناجحة بكل المقاييس ومعايير النجاح برغم صعوبة المرحلة وكثرة التحديات. وتحيا مصر...