كلما قابلت احد المسئولين وعرضت عليه مشكله تتعلق بمسئولياته تسري في عروقي دماء التفائل من امكانية الاصلاح وبالتالي يلوح في الافق بريق الامل , لكن عندما اتابع الموضوع بعد اللقاء يصيبني الاحباط التام وتعود قتامة اللافائده واللاأمل لتحوم حولي وتلف حبالها الغليظه القاسيه حول مستقبل بلدنا المشرق , واذكر انني منذ سنوات قابلت احد الساده الوزراء من اجل حل مشكلة شركه مساهمه خاضعه لقانون الاستثمار وبعد اطلاع سيادته علي كل الاوراق والمستندات ومدي المعاناه التي تعانيها الشركه .. منذ عام 1998 وحتي عام 2007 ' زمن المقابله' ويومها تحمس الرجل ولمعت في عينيه الرغبه الاكيده لحل المشكله ورفع سماعة التليفون ليدير حوارا عنيفا مع السيد رئيس هيئة التعمير 'وهي هيئه تابعه لمعالي الوزير' , ثم طلب مني سيادته نسخه من الاوراق والمستندات وقد تم توفيرها له , ووعد بحل المشكله خلال خمسة عشر يوما 'في وجود مستشار استئناف مازال بالخدمه ووكيل احد كليات الطب وعضو مجلس شعب', وانني الان بعد مضي ثلاث سنوات وخمسة اشهر ولم تحل المشكله علي بساطتها , فانني اتهم اذناي ومازلت اراجعها كل يوم لكي تعترف بان معالي الوزير وعد "بخمسة عشر يوما" ام "بخمسة عشر سنه" ام "بخمسة عشر قرنا" من الزمان لحل المشكله. وانا علي يقين ان السيد الوزير قد اهتم واوكل الامر الي احد المساعدين الذي يحاول جاهدا من يومها وحتي الان يتطبيق تعليمات معالي الوزير!!!!!!!! الحت علي خاطري هذه الواقعه بعد ان قابلت منذ ثلاثة اسابيع وبالتحديد في نهاية شهر يناير الماضي السيده نائب رئيس الهيئه العامه للاستثمار في احد المؤتمرات عن الاستثماروافاقه في مصر وقد كنت مديرا لجلسات المؤتمر وانتهزت فرصة وجود السيده نائب رئيس الهيئه العامه للاستثمار وأوصلت اليها مشكله احد المستثمرين الذي كان قد حضر الي قبلها باسبوع يطلب استشاره في مشكله متعلقه بالهيئه العامه للاستثمار , وعندما رويت لها وقائع المشكله رأيت بكل وضوح نظرة الدهشه والاستنكار , ورأيت في عينيها نفس النظره التي رأيتها من قبل في عيني السيد الوزير - المذكور انفا - منذ ثلاث سنوات , ووعدت بحل الموضوع فورا وطلبت مني ان أوجه المستثمر لها بمكتبها بالهيئه ليحصل علي حقه , واتصلت بالمستثمر وهنأته بحل مشكلته وطلبت منه ان يتوجه في اليوم التالي الي مكتب السيده نائب رئيس الهيئه , والموضوع بكل بساطه ان المستثمر منذ سنوات قرر ان يقيم مصنعا علي ارض مصرنا الحبيبه ويشارك في دفع عجلة الاستثمار في بلده , فتوجه الي جهاز احد المدن العمرانيه الجديده ليحصل علي قطعة ارض صناعيه يقيم عليه مصنعه , فقيل له لابد ان يكون عندك شركه , فتوجه الي الهيئه العامه للاستثمار ليؤسس شركه فقالوا له لابد ان يكون عندك ارض صناعيه , 'منطق الدجاجه قبل البيضه ام العكس' فتوجه الي جهاز المدينه العمرانيه الجديده واخبرهم بطلب الهيئه العامه للاستثمار. فقالو له اسس شركه 'اي حاجه' واحصل بها علي الارض ثم بعدها اسس الشركه علي الارض التي ستحصل عليها بالهيئه العامه للاستثمار , فلم يجد المستثمر الا ان ينصاع للنصيحه , فاسس شركة توصيه بسيطه طبقا للقانون التجاري وحصل بموجبها علي الارض , وظل في دوامة الترفيق والموعد الابتدائي للاستلام والاستلام الحكمي والاستلام الفعلي سنوات ست , وعندما استلم الارض ذهب للهيئه ليؤسس شركه علي الارض الصناعيه , فحوله موظف الاستثمار الي مكتب داخل الهيئه تم اختراعه حديثا يسمي مكتب هيئة التنميه الصناعيه , ليحصل منه علي موافقه او تصريح , اعطوه ورقه واحده فقط مغلفه بالبلاستيك مقابل دفع مبلغ الف جنيه ' ولا تعليق' كتبوا فيها اسم المحافظه فقط كمركز للشركه , فلما ناقشهم المستثمر بانه لابد من كتابة العنوان بالتفصيل , قالوا ان محضر استلام الارض باسم شركه اخري , فقال لهم انه بنفس اسم الشركه التي تؤسس الان , قالوا له انه باسم شركة توصيه وانت الان تؤسس شركه مساهمه , فاخبرهم بخبر "الدجاجه والبيضه" , فقالوا له اسس بهذا العنوان ثم اذهب بعد التأسيس لجهاز المدينه وغير التخصيص بأسم الشركه الجديده !!!!!!!!, فذهب الي جهاز المدينه ليسأل عن حقيقه ما سمعه , فقالو له ممكن بشرط ان تتنازل الشركه القديمه للشركه الجديده وتدفع رسوم تنازل ' وهي ليست قليله – ولا تعليق!!!! ' , فذكرهم بما كان منهم من قبل فانكروا ما اقترحوه من قبل , فقال لهم لولم اسس تلك الشركه ما حصلت علي الارض , قالوا له هذا ما عندنا , فعاد الي الاستثمار فقالوا له : الامر بسيط جدا بعد تأسيس الشركه 'التي ليس لها عنوان ' حاول مع مكتب هيئة التنميه وستدفع رسم مقابل اضافة الاسم الفين جنيه ' ولا تعليق ايضا'!!!!, 'لان التعليق حسب رأي المستثمر يعني ان ما يحدث من بداية القصه حتي نهايتها عصابه من ثلاث اضلاع تتلاعب بالمستثمر وتحاول ان تأخذ امواله بايصالات حكوميه , ولا داعي لذكر الاضلاع لانهم رسميون و محترمين جدا ومن يدعي بانهم عصابه عليه ان يأتي لنا بدليل واضح ' هذه هي حكايه "الدجاجه والبيضه" حسب التعديل الجديد لها من الهيئه العامه للاستثمار. بشرت الرجل بحل مشكلته ووجهته الي السيده نائب رئيس الهيئه العامه للاستثمار فذهب مباشرة في اليوم التالي فتم حجزه في استقبال الهيئه ولم يسمح له بالوصول الي سكرتارية السيده نائب رئيس الهيئه وبعد ساعتين ونصف اتصل بي وقال انني لااستطيع الوصول الي السيده نائب رئيس الهيئه . فقلت له ابعث لها بالكارت الشخصي الخاص بها والذي كانت اعطته لي بالامس بعد ان كتبت عليه بضع كلمات لاذكرها بالمستثمر المسكين !!!!!, واخيرا سمحوا له بتجاوز الخطوط الممنوعه فقادوه الي احد مساعدي السيده نائب رئيس الهيئه , والذي استمع الي المستثمر بنصف اذن وتفضل بارساله الي مدير اصغر منه وتكرر الامر مع اخر ثم اخر وبعد ساعتين وجد المستثمر نفسه امام نفس الموظف ليقول له نفس الكلمات والتي في معناه تحكي قصة "الدجاجه والبيضه" , اي ان المستثمر قضي اربع ساعات ونصف ليجد نفسه عند خط البدايه لم يتحرك عنه قيد انمله. فلما قص علي القصه قلت له انني متأكد من ان السيده نائب رئيس الهيئه المصون لم تعلم بالامر وانها كانت منشغله 'كعادة المسئولين الكبار في مصر بالاجتماعات , فقد عهدت الساده مسئولينا يخرجون من اجتماع ليدخلوا في اخر حتي ينتهي اليوم علي مدار الاسبوع , وانني اتسائل سؤال بريء جدا , متي يعملون؟ ام ان كبار المسئولين اصبح عملهم والتوصيف الوظيفي لهم هو عقد الاجتماعات فقط؟ ' فارسلت اليها بريد الكتروني احكي لها ماحدث مع المستثمر وارسلت نسخه منه الي السيد رئيس الهيئه العامه للاستثمار, وطمئنت المستثمر بان ارسلت ما حدث عبر البريد الالكتروني اليهما وانهما سيقرؤن البريد ويتخذوا الاجراءات اللازمه لحل هذه المشكله لانها ليست خاصه بك وانما خاصه بجموع المستثمرين المساكين!!! , وطبعا انا حتي هذه اللحظه لم اسمع سوي الصمت الرهيب !!!!. ولما لم يصلني خلال اسبوع اي رد قمت بارسال البريد الالكتروني مره اخري الي السيد رئيس الهيئه والسيده نائب رئيس الهيئه , وايضا لم اخذ سوي الصمت الرهيب!!!!!. وبعد عشرة ايام زارني المستثمر ليسأل عما حدث في موضوع "الدجاجه ام البيضه" , فاخبرته انني لم اتلقي اي رد من اي احد , فاغتاظ الرجل وهب واقفا وقال ان المنطق الذي يحكم الهيئه العامه للاستثمار منطق الحمير , واعتقد ' والكلام ما زال لعلي لسان المستثمر' انه يجدر بهم ان يسموها هيئة الاستحمار "الاستثمار سابقا" حتي يكون اسمها معبرا بصدق عن فكرها , وترك امامي كل المستندات الرسميه التي تثبت الاستحمار وخرج , وانا اقدر الحاله النفسيه السيئه للمستثمر والظروف الصعبه التي جعلناه بها والتي دفعته الي هذا الوصف , لذلك فانا اعذره واسامحه حيث ان الوصف قد طالني من ناحيه. وانا لا املك الا ان ارسل باقتراح المسثمر المغتاظ مرفقا به المستندات التي تركها الي السيد رئيس الهيئه العامه للاستثمار وصوره منها للسيده نائب رئيس الهيئه - ان كانا فعلا يهمهما الامر- ليتخذوا ما يروه مناسبا نحو حل المشكله . اما انا فقد استدعيت مساعدي وطلبت منه ان يزيل اللافته المكتوب عليها "مستشار استثمار" ويستبدلها باخري يكتب عليها "مستشار استحمار" , واخذت علي نفسي عهدا ان نترك الاستثمار لاهله , والا نستحمر بعد اليوم . [email protected]