كيف يختار بوب برادلي المدير الفني لمنتخب مصر تشكيل الفراعنة أمام البرازيل في ظل الفترة القصيرة التي قضاها وهو يشاهد اللاعبين للحكم على مستواهم؟ يقدم FilGoal.com من خلال تعاونه مع bistat.com إحصائيات تخص لاعبي منتخب مصر من خلال مشاركاتهم مع أنديتهم في الدوري الممتاز. ويستعرض FilGoal.com الإحصائيات من خلال تحليل فني يهتم باختيار تشكيل منتخب مصر أمام البرازيل في موقعة الدوحة يوم الاثنين. ويدعم برادلي فكرة التدريب من خلال التحليلات والأرقام بعد إبرازه شخصية احترافية للغاية بحضوره المباريات وتنسيقه مع الأجهزة الفنية وتخصيص مؤتمرات صحفية للإعلان عن الأخبار الهامة. صحيح أن هذه الأشياء لا تضمن النجاح بالضرورة، لكنها على الأقل تنفي عنه التقصير الذي لاحق ماركو تارديللي، وتضمن لنا أن المعلومات لدى المدرب الأمريكي ستكون كاملة قبل الانطلاق في طريق 2014. تشكيل الفراعنة يبدو أن حراسة المرمى لها حسابات خاصة لدى زكي عبد الفتاح ومعه برادلي، وبالتالي لن يتم الخوض فيها لأن اختيار الشناوي أو الحضري لا يخضع فقط لمعايير فنية كما هو واضح. في الدفاع، تدعم الإحصائيات التي أجريت على جميع مباريات الدوري المصري المنصرمة مشاركة أحمد حجازي أساسيا على حساب محمود فتح الله أو وائل جمعة. فحجازي مع مواصفاته البدنية الجيدة وكونه لاعب واعد يعد أكثر مدافع في قائمة منتخب مصر استرجاعا للكرات من الخصم بمعدل 131 كرة خطفها من منافسه خلال مشاركته في 450 دقيقة لعب بالدوري. ويأتي وائل جمعة في المركز الثاني برصيد 95 كرة في 540 دقيقة، بينما تعكس الإحصائيات ميل فتح الله لأداء دور التغطية أكثر إذ استرجع الكرة من خصمه 37 مرة فقط في 450 دقيقة لعب. وإن شارك حجازي في التشكيل الأساسي للفراعنة فإنه سيكون الأنسب لمهام الرقابة الفردية على رأس حربة البرازيل – غالبا سيكون هلك لاعب بورتو – في حين يهتم جمعة أو فتح الله بالتغطية أكثر. في مركز الظهير الأيمن الخيار بين أحمد فتحي وأحمد المحمدي يمكن تركه للنهاية لأنه مرتبط نوعا ما برأس حربة منتخب مصر وهويته. كذلك هناك نسبة 10% أن يلعب فتحي كظهير أيسر، خاصة أن مشاهدة FilGoal.com للتدريبات أوضحت أن برادلي يفضل الاعتماد على الظهيرين الذين لا يتقدمان كثيرا للهجوم. أما لو سارت الأمور بصورة طبيعية، سيكون محمد ناصف الظهير الأيسر الموكل بإيقاف داني ألفيش في اللقاء في ظل عدم استدعاء سيد معوض وإصابة محمد عبد الشافي. وناصف من اللاعبين الذين لا يشكلون خطورة على مرمى الخصوم، فهو ليس ورقة هجومية قوية بالنظر إلى أنه خلال مشاركته في 180 دقيقة مع إنبي لم يسدد كرة واحدة تهدد منافسيه. أيضا لا يتميز ناصف دفاعيا فيما يخص الضغط على خصمه وخطف الكرة منه بشكل مبكر، ما يظهر في حقيقة أنه استخلص الكرة 17 مرة من منافسه مقابل 76 استخلاصا فعله أحمد فتحي. أما ميزة ناصف الأساسية فهي أنه يجيد إرسال كرات عرضية من وسط الملعب تقريبا، وهي ميزة قلما تجدها هذه الأيام. فالعرضيات المرسلة من مسافة بعيدة عن منطقة جزاء الخصم تسمى "بالونة".. وتكون سهلة لدفاع المنافس، لكنها تصبح خطرة حين يرسلها ذو موهبة خاصة مثل ديفيد بيكام مثلا، وناصف موهوب في هذا الشق. هذه الأرقام تدفع برادلي إلى وضع وليد سليمان في وسط الملعب على الجناح الأيسر لمساندة محمد ناصف، أو حتى أحمد فتحي. ويعد سليمان أكثر صانع لعب يجيد إرسال عرضيات بين أقرانه في قائمة المنتخب إذ لعب 29 كرة عرضية خلال 351 دقيقة لعب مع الأهلي في الدوري. وتؤكد الإحصائيات مشاركة حسني عبد ربه في وسط الملعب بالنظر إلى أنه صاحب أكبر عدد محاولات على مرمى الخصوم بمعدل 27 تصويبة بين الخشبات الثلاث لمنافسيه، وبدقة تبلغ 66%. وتبلغ دقة عرضيات حسني عبد ربه 40% حين يميل للطرفين في مشاركته الهجومية من وسط الملعب، ما يمنحه ميزة أخرى. لكن عبد ربه حصل على أربعة إنذارات خلال مباريات الإسماعيلي، وذلك بسبب مهامه الهجومية التي تجعل عودته لأداء الدور الدفاعي متأخرة في بعض الأوقات. لذلك يتوجب على برادلي الدفع بارتكاز ثان يتكفل بالمهام الدفاعية، وهنا توجد مقارنة غريبة نوعا ما بين حسام غالي وإبراهيم صلاح. فغالي استرجع الكرة من خصومه أكثر من إبراهيم صلاح عكس المتوقع، وربما حدث ذلك كون قائد الأهلي يلعب دورا متقدما في الخطة الجديدة التي انتهجها مانويل جوزيه، وبالتالي دور الضغط على الخصم أكبر عنده من نجم الزمالك الذي يلعب متأخرا نوعا ما تاركا الضغط لأحمد الميرغني. لكن صلاح يتفوق على غالي في أن تمريراته لا تحوي نسبة الخطورة التي قد تؤدي إلى ذهاب الكرة للبرازيل. فإبراهيم صلاح خسر الكرة في الدوري 24 مرة مقابل 65 مرة لحسام غالي، وذلك كون الأول يعتمد على التمريرات القصيرة والمضمونة أكثر. وعلى برادلي اختيار إما فكرا هجوميا وتقدميا يميل لضغط الخصم أسرع، أو التحفظ نوعا ما عن طريق صلاح ومنح حرية أكبر لحسني عبد ربه. وفيما يخص صناع اللعب، فلو شارك سليمان كجناح أيسر، فإن المقارنة بين أحمد حسن وعبد الله السعيد تصب في صالح الصقر للعب خلف رأس الحربة. فأحمد حسن كان أقل لاعب فقد الكرة من بين صناع ألعاب منتخب مصر، بمعدل 57 مرة بينما فقدها السعيد 101 مرة تحت ضغط الخصم. أما الخيار الثاني فهو اعتماد برادلي على محمد زيدان في الهجوم بجوار رأس الحربة الثاني، ووقتها ستكون الأمور فنية ورؤية خاصة من المدير الفني الأمريكي. وبلا شكل الأمور الفنية كلها تصب في صالح شيكابالا للعب أساسيا، خاصة أنه من أكثر لاعبي الدوري المصري تصويبا على مرمى الخصم. لكن شيكا بحاجة للانتباه أكثر في صناعته للفرص والحرص بشكل أفضل في خسارة الكرة تحت الضغط بالنظر إلى أنه فقدها 118 مرة خلال 450 دقيقة شارك فيها مع الزمالك في الدوري. أما خط المقدمة فعماد متعب يمثل لاعبا مميزا كرابط بين الوسط والهجوم إذ أنه فقد الكرة خلال 478 دقيقة لعب 28 مرة، وكانت تمريراته لزملائه سليمة بنسبة 80%. وبالعودة إلى الظهير الأيمن، فإن أحمد المحمدي لاعب ذو قدرات هجومية معروفة ويكفل للفريق الوصول إلى منطقة جزاء الخصم بفضل سرعته الكبيرة. ولو لعب فإنه سيتيح لشيكابالا فرصة الدخول أكثر لعمق الملعب بالكرة كما يحب اللاعب الأعسر دوما، أما لو فضل برادلي اختيار فتحي فإن الوضع يختلف. فتحي أكثر لاعب ظهير في قائمة المنتخب استرجاعا للكرة من الخصم، إذ استرجعها 76 مرة بشكل ناجح وبضغط مميز. لكن مساهمات فتحي بالكرات العرضية تصل فقط إلى 31%، وبالتالي لو شارك أساسيا كظهير أيمن وليمنح شيكابالا المساحة المطلوبة للحركة إلى العمق سيتطلب الأمر مساعدة من عماد متعب. فيجدر بمتعب بدأ تحركاته من الجناح ليساعد في تقليل عدد اللاعبين المدافعين من البرازيل، مساهما في فتح مساحة يتقدم فيها فتحي وبالتالي يصبح شيكا قادرا على ترك الجبهة والتحرك في العمق للتصويب.