رأس صلعاء لوجه نحيف تبرز منه عظام الوجنتين، تزينه عينان خضراوتين تمتلكا نظرات ثاقبة، مع القليل من الابتسامات أمام كاميرات التلفزيون، هى الملامح الأبرز لبوب برادلي المدير الفني الجديد للمنتخب المصري. ملامح يعلمها عشرات الملايين من المصريين الذين رأوا صورا للمدرب الأمريكي أو تابعوه عبر شاشات التلفاز فور توليه تدريب الفراعنة. ملامح لرجل يبلغ من العمر 53 عاما، ساهم في تطوير أداء منتخب بلاده التي لم تعرف كرة القدم إلا منذ سنين قليلة ماضية. ولكن هناك بعض الملامح تظهر على برادلي خلف الكاميرات وبالتحديد وهو يؤدي عمله. ففي الوقت الذي كان فيه الجميع يتابع تدريب الفراعنة الأول مع برادلي، كان FilGoal.com يراقبه في محاولة لقرأة ملامح شخصية الرجل الأول في المنتخب. ملامح شخصية 1-دقيق أثبت بوب برادلي خلال ظهوره الأول مع الفراعنة أن الدقة هى أساس منهجه الذي سيعتمد عليه خلال المرحلة المقبلة. فالقادم من بلاد العم سام يحرص على تنفيذ التدريبات حتى – الإطالات واللياقة – دون أخطاء أو تخاذل، بل أنه يتدرب بنفسه مع اللاعبين بشكل كامل لضمان تنفيذ تعليماته بدقة. 2-متعاون التعاون، ملمح أخر من شخصية هذا الرجل الذي تعول عليه الجماهير المصرية الوصول لنهائيات كأس العالم 2014 في البرازيل.
برادلي يتدرب مع لاعبيه فبرادلي يحرص دائما على مساعدة كل من أمامه على تأدية عمله، فرغم انتهاء المؤتمر الصحفي وافق على توجيه سؤال له كون السائل صحفي يريد تأدية عمله. 3-ذاتي ثلاثة عمال "غرفة خلع الملابس" كما يطلق عليهم يعملون مع المنتخب الوطني بالتعيين من الاتحاد المصري لكرة القدم. ورغم ذلك، يتولى برادلي بنفسه ترتيب معدات التدريب داخل الملعب – أقماع وكرات – بل وإعطاء كل لاعب قميص التدريب الخاص به، معتمدت على ذاته بشكل كامل. 4-هادئ رغم عدم تفويته لأي هفوة تحدث من أي لاعب، يتسم برادلي بهدوء شديد في التعامل مع اللاعبين خاصة حينما يعطي أحدهم توجيه معين أو يصحح له خطأ ارتكبه. لن تسمع صوته داخل الملعب، في ظل حالة التركيز الشديدة التي تسيطر عليه ورأسه التي يمكن وصفها بالرادار الذي يمسح كل لاعب يتدرب لتحديد أخطائه ومدى صحة تنفيذه للتدريبات. ملامح خططية 1-لا لليبرو أوضح التدريبات أن برادلي سيعتمد على 4-4-2 بشكل قاطع، فحتى خلال التقسيمة التي ينتهى بها التدريب اعتمد برادلي على فريقين خط دفاع كل منهما يعتمد على قلبي دفاع. 2-الأجناب هى الحل
حلول برادلي الهجومية التي أظهرتها التدريبات اعتمدت بشكل كبير على ظهراء الجنب، بل أنه لا مبالغة في قول "مع برادلي الفريق كله سيخدم ظهراء الجنب". فالمدرب الأمريكي حرص أكثر من مرة على إعطاء الأوامر لمحوري الارتكاز للضم خلف الظهراء المنطلقون من أجل تأمين المساحة الدفاعية خلفهم. كما أنه طالب مهاجميه بالتحرك أكثر إلى جانبي الملعب لمزيد من الدعم للظهراء وتكوين جبهات قوية تتكون أحيانا من ثلاثة لاعبين. 3-انسجام "غير مرئي" يريد بردالي إشاعة حالة من الإنسجام بين لاعبيه تمكنهم من حفظ تحركاتهم واستنتاجها بجانب التعامل الناجح مع أي رد فعل مفاجئ يصدر خلال المباريات. فتدريب التسليم والتسلم له شكل مختلف، فاللاعب المفترض له أن يتسلم الكرة يقف بظهره لزميله ومن ثم يستدير فجأة ليتسلم تمريرة زميله مهما كان اتجاهها أو قوتها. هذا التدريب بالتحديد، جعل كل من يتابعه يؤكد أن برادلي يهدف لصنع حالة فهم وانسجام بين اللاعبين لا تعتمد على الرؤية بقدر حفظ التحركات. 4-على جوة! التحرك إلى خارج الملعب لا مكان له في قاموس برادلي التدريبي، فكل اللاعبين مطالبين بالضم على داخل نصف ملعب المنافس. فبرادلي يفضل أن يتوغل ظهير الجنب في العمق للتسديد أو التمرير على أن ينطلق للخارج من أجل تمرير كرة عرضية. ويُذكر أن التقسيمة شهدت أربعة أهداف من صناعة أحمد فتحي "هدفين" والمحمدي ومحمد ناصف، ليس من بينهم إلا عرضية واحدة. "طريقة تدريب برادلي تجعل من التدريب متعة كبيرة، والكل يشعر بأسلوبه الجديد و اختلاف فكره"، هذا ليس رأي FilGoal.com الشخصي وإنما هو اختصار لما أكده أغلب عناصر الفراعنة من لاعبين وجهاز معاون.