«أبو الغيط»: جريمة الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا لا يمكن تحمله على أوضاع العمال في فلسطين    انطلاق دورة مهارات استلام بنود الأعمال طبقا للكود المصري بمركز سقارة.. غدا    انتشار بطيخ مسرطن بمختلف الأسواق.. الوزراء يرد    إزالة فورية للتعديات ورفع للإشغالات والمخلفات بمدن إدفو وأسوان والرديسية وأبوسمبل    توريد 27717 طن قمح لشون وصوامع البحيرة    مرتبطة بإسرائيل.. إيران تسمح بإطلاق سراح طاقم سفينة محتجزة لدى الحرس الثوري    لقطات لاستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي عناصر حزب الله في جنوب لبنان    "الفرصة الأخيرة".. إسرائيل وحماس يبحثان عن صفقة جديدة قبل هجوم رفح    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    السفير البريطاني في العراق يدين هجوم حقل كورمور الغازي    بعد الفوز على مازيمبي.. اعرف موعد مباراة الأهلي المقبلة    محمد صلاح على أعتاب رقم قياسي جديد مع ليفربول أمام وست هام «بالبريميرليج»    طارق يحيى: المقارنة مع الأهلي ظالمة للزمالك    وزير التعليم يصل الغربية لتفقد المدارس ومتابعة استعدادات الامتحانات    بعد ليلة ترابية شديدة.. شبورة وغيوم متقطعة تغطى سماء أسوان    وزارة الداخلية تواصل حملاتها المكثفة لضبط الأسواق    10 صور من حفل عمرو دياب على مسرح الدانة في البحرين| شاهد    سينما المكفوفين.. أول تعاون بين مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير ووزارة التضامن    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    استاذ الصحة: مصر خالية من أي حالة شلل أطفال منذ 2004    بعد بقاء تشافي.. نجم برشلونة يطلب الرحيل    المقاولون العرب" تنتهي من طريق وكوبري ساكا لإنقاذ السكان بأوغندا"    الإمارات تستقبل 25 من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان    زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب شرق تركيا    اليوم.. استئناف محاكمة المتهمين بقضية تنظيم القاعدة بكفر الشيخ    محافظ الغربية يستقبل وزير التعليم لتفقد عدد من المدارس    تفاصيل جريمة الأعضاء في شبرا الخيمة.. والد الطفل يكشف تفاصيل الواقعة الصادم    «اللتعبئة والإحصاء»: 192 ألفا و675 "توك توك" مرخص في مصر بنهاية عام 2023    السبت 27 أبريل 2024.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت اليوم    أول تعليق من الإعلامية مها الصغير بشأن طلاقها من الفنان أحمد السقا    برج الثور.. نصيحة الفلك لمواليد 27 أبريل 2024    كيف أدَّى حديث عالم أزهري إلى انهيار الإعلامية ميار الببلاوي؟.. القصة كاملة    محافظة القاهرة تشدد على الالتزام بالمواعيد الصيفية للمحال التجارية والمطاعم    هيئة كبار العلماء: الالتزام بتصريح الحج شرعي وواجب    متى يحق للزوجة الامتناع عن زوجها؟.. أمين الفتوى يوضح    قبل 3 جولات من النهاية.. ماهي فرص "نانت مصطفى محمد" في البقاء بالدوري الفرنسي؟    وزارة الصحة: 3 تطعيمات مهمة للوقاية من الأمراض الصدرية    إطلاق قافلة طبية بالمجان لقرية الخطارة بالشرقية ضمن مبادرة حياة كريمة    علي جمعة: الشكر يوجب على المسلم حسن السلوك مع الله    سياسيون عن ورقة الدكتور محمد غنيم.. قلاش: خلاصة فكره وحرية الرأي والتعبير هي درة العقد.. النقاش: تحتاج حياة سياسية حقيقية.. وحزب العدل: نتمنى من الحكومة الجديدة تنفيذها في أقرب وقت    كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية    المتهم خان العهد وغدر، تفاصيل مجزرة جلسة الصلح في القوصية بأسيوط والتي راح ضحيتها 4 من أسرة واحدة    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    استقرار أسعار الذهب في بداية التعاملات يوم السبت 27 أبريل 2024    بعد ارتفاعها.. أسعار الدواجن اليوم 27 أبريل| كرتونة البيض في مأزق    "كنت ببعتله تحياتي".. كولر يكشف سر الورقة التي أعطاها ل رامي ربيعة أثناء مباراة مازيمبي    حكم الشرع في الإسراع أثناء أداء الصلاة.. دار الإفتاء تجيب    نتيجة انتخابات نادي القضاة بالمنيا.. عبد الجابر رئيسًا    لدورة جديدة.. فوز الدكتور أحمد فاضل نقيبًا لأطباء الأسنان بكفر الشيخ    الأهلي ضد الترجي.. نهائي عربي بالرقم 18 في تاريخ دوري أبطال أفريقيا    يسرا اللوزي تكشف سبب بكائها في آخر حلقة بمسلسل صلة رحم.. فيديو    عمل نفتخر به.. حسن الرداد يكشف تفاصيل مسلسل «محارب»    الدكتور أحمد نبيل نقيبا لأطباء الأسنان ببني سويف    تنفع غدا أو عشا .. طريقة عمل كفتة البطاطس    %90 من الإنترنت بالعالم.. مفاجأة عن «الدارك ويب» المتهم في قضية طفل شبرا الخيمة (فيديو)    رسميا| الأهلي يمنح الترجي وصن داونز بطاقة التأهل ل كأس العالم للأندية 2025    السيسي محتفلا ب"عودة سيناء ناقصة لينا" : تحمي أمننا القومي برفض تهجير الفلسطينيين!!    تهاني شم النسيم 2024: إبداع في التعبير عن المحبة والفرح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نقابة الصحفيين تستضيف مائدة الحوار المستديرة للمركز العربى للدراسات حول حقيقة ما جرى فى فلسطين
نشر في الشعب يوم 14 - 07 - 2007

د. صلاح عبد المتعال: حماس نموذج للإسلاميين المعتدلين والأمريكان والصهاينة يريدون القضاء على مشروعها الوسطي.
مشير المصرى المتحدث باسم حماس:
- صبرنا عام ونصف تحت الحصار والتعذيب رغم أننا الحكومة, وكان لا بد من وقفة لتصحيح الأوضاع.
- مارسنا المقاومة بجميع أشكالها ونحن في سدة الحكم, وشعارنا "يد تبني ويد تقاوم".
- حماس لم تحطم النصب التذكاري للجنود المصريين في غزة, ولم تمس بيت أبو مازن, ولم تلق بالفلسطينيين من أعلى البنايات.
- سها عرفات طلبت من خالد مشعل أن تقوم حماس بحماية منزل عرفات من أعمال النهب التي مارسها الانقلابيون فيه أثناء المعركة.. وقد كان.
د. عصام العريان: هناك عملية تصد لإفشال أية تجربة ديمقراطية مثلما حدث مع حماس,
وأطالب بإعادة بناء وهيكلة الأجهزة الأمنية على أسس وطنية لتكون مهمتها هي حماية الشعب وحفظ أمنه الداخلي وليس حماية الحاكم.
د. محمد السعيد إدريس: أطالب حماس بكشف كل الوثائق التي بحوزتها لفضح التيار العميل داخل فتح, والحوار بين الشرفاء هو الحل للخروج من الأزمة.
رئيس اللجنة القانونية بالمجلس التشريعي الفلسطيني: كنا ملاحَقين, فأصبحنا بعد الفوز في الانتخابات ملاحِقين واستمدت المقاومة شرعية سياسية بعد أن أصبحنا في الحكم.
د. منير جمعة: الحق هو الحق, ولا يجوز أن يقف أحد على الحياد بعد الأحداث الأخيرة وإلا كان منافقًا مضيعًا للحق.

كتب: محمد أبو المجد
ما يحدث فى فلسطين, وما يتعرض له مستقبل الجهاد الفلسطينى والشعب الفلسطينى فى الداخل والشتات, حملنا فى المركز العربى للدراسات على تنظيم هذا اللقاء بين المختصين والمهمومين بشئون الأمة وبين أصحاب المواقع الفاعلة فى الساحة الفلسطينية, لعلنا نقدم بعض الفرض الذى تغل إيدينا قسرا عن أدائه كاملا, وقد قامت نقابة الصحفيين المصريين حصن الحرية المنيع باستضافة اللقاء إسهاما منها فى الهم العام الذى نحمله جميعا وقد حضر اللقاء لفيف من رجالات الفكر والقلم والسياسة فى مصر وفلسطين, وفي مقدمتهم مجدي حسين الأمين العام للحزب والدكتور مجدي قرقر الأمين العام المساعد والذي أدار الندوة, وعبد الحميد بركات مدير المركز العربي للدراسات, والدكتور صلاح عبد المتعال عضو اللجنة التنفيذية ومقرر المكتب السياسى للحزب, ومحمد المأمون سيد أحمد عضو اللجنة العليا, ومن الشخصيات العامة الدكتور عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان المسلمين, والدكتور محمد فرج الغول رئيس اللجنة القانونية بالمجلس التشريعي الفلسطيني, والمحلل السياسي والمؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين, وأحمد شرف من من الشيوعيين المصريين, والمستشار حسن عمر الخبير في القانون الدولي, ود. محمد السعيد إدريس مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والسياسية بالأهرام, ود. يحيى قزاز عضو الحركة الوطنية من أجل التغيير, ود. منير جمعة الأستاذ بآداب المنوفية وعضو هيئة علماء الجمعية الشرعية الرئيسية, وبعض الشخصيات الإعلامية مثل عاصم بكري, ومحمد الشافعي بدار الهلال, بالإضافة إلى عدد كبير من الصحفيين في مختلف الجرائد والمواقع الإليكترونية. وقد بدأ اللقاء بكلمة ممثل حماس الأستاذ مشير المصرى قال:
أن الحركة تحملت ما لا يتحمله بشر من استفزازات ومؤامرات مكشوفة على مدار عام ونصف العام حرصَا على الدم الفلسطيني, ولكن التيار الإنقلابي العميل داخل حركة "فتح" هو الذي تجاوز كل الخطوط الحمراء, ولم تتحرك حماس إلا بعد أن أصبح استئصال هذا التيار مطلبًا شعبيًا وجماهيريًا ملحًا بعد ما أصبح الشعب الفلسطيني يعاني أشد المعاناة من ممارسات عصابات القتل التي يتزعمها "دحلان" المحتضنة صهيونيًا وأمريكيًا وعربيًا والتي يرعاها بشكل رسمي الرئيس الفلسطيني محمود عباس, موضحًا أن التيار الدحلاني العميل في فتح كان يراهن بثقة على أن حكومة حماس لن تصمد لمدة 100 يوم على الأكثر بعد فوزها بالانتخابات الفلسطينية ووصولها للحكم, فبدأت حملته على الفور بتأليب الجمهور ومعاقبته بشكل غير مباشر لاختياره حماس عن طريق فرض الحصار الداخلي والذي شاركت فيه أطراف غربية وعربية على الحكومة الوليدة والشعب الفلسطيني بأسره, ولكنه الشعب رفض التخلي عن حماس المتجذرة فيه ووقف إلى جانبها رغم بعض الإضرابات "السياسية" التي نظمها المنتسبون إلى فتح من الموظفين في مؤسسات الحكومة الفلسطينية وفشل هذا المخطط وبدأ الانتقال إلى محاولة الانقلاب على الحكومة المنتخبة بالقوة تحت تأثير الإمدادات الهائلة العسكرية والمالية واللوجستية من معظم الأطراف الدولية والعربية وبدأ حملة التجييش والتحشيد ضد حركة حماس وحكومتها الشرعية لمحاولة إسقاطها بالقوة.
لسنا طلاب سُلطة
وفي رده على بعض الاتهامات الموجهة لحماس بالسعي نحو السلطة والانفراد بالحكم, أكد المتحدث باسم حماس أن الحركة لم تتخذ قرارها بالمشاركة في الانتخابات إلا لتصحيح المسار السياسي للقضية الفلسطينية بعد أن تهاوت نحو مسار الاستسلام والتبعية, فكان قرار المشاركة لتعزيز مقومات الصمود للشعب الفلسطيني ولمحاربة الفساد الذي استشرى في جميع أجهزة السلطة الفلسطينية حتى باتت القضية الفلسطينية في خطر داهم تطلب منا سرعة التحرك تحت ضغط المطالب الشعبية المتزايدة لإنقاذ الوضع, وبالفعل خاضت حماس الانتخابات وفازت بنسبة كبيرة لم يتوقعها المراقبون ولا أبناء حماس أنفسهم, ولكن الشعب كان له الكلمة العليا.
وأضاف المصري: بعد ما شكلنا الحكومة وشهدت ما شهدت من بدء حملة الحصار والتجويع للشعب الفلسطيني ومعلقبته على اختياره, لم ننفرد بالحكم, واتجهنا لتشكيل حكومة وحد وطنية رغم قدرة حماس على تشكيل حكومة منفرده, ولكننا آثرنا أن ننساق إلى المطالب الشعبية لأن مبدأنا هو المشاركة وليس المغالبة, وبالرغم من رفض جميع الفصائل الفلسطينية المشاركة في الحكومة فقد أبقى رئيس الوزراء "هنية" الباب مفتوحًا للمشاركة في سابقة هي الأولى في تاريخ الحكومات في العالم.
وكشف عن أن معظم الفصائل الفلسطينية الصغيرة تنضوى تحت جناح حركة "فتح" حتى وإن بدت مستقلة, ولهذا جاء قرارها برفض المشاركة في حكومة الوحدة بعد قرار فتح بالرفض الصريح الذي جاء على لسان "دحلان" حينما قال أن فتح لن تقبل الانضواء تحت حكومة تقودها "حماس" وإننا سوف نرقص حماس "خمسة بلدي" على حد تعبيره!!
أوكار الإجرام
وأوضح مشير المصري أن فريق العملاء والقتلة داخل فتح قد تجاوز كل الخطوط الحمراء, وبدأ يمارس سياسات القتل المنظم والترويع بحق جميع فئات الشعب الفلسطيني وتحولت مقرات الأمن الوقائي ومقرات الرئاسة إلى سلخانات للاختطاف القتل بدم بارد الذي أصبح يتم على الهوية واللحية والالتزام بالصلاة وطال أيضًا عددًا من الصحفيين الذين لقوا مصرعهم ووجدث جثثهم بمقرات الأمن الوقائي وعليها آثار التعذيب الوحشي, ووصل الأمر بهؤلاء المجرمين إلى الطلب من الشباب أن يسجدوا لهم ويسبوا الله ورسوله قبل قتلهم!!, وكان هؤلاء يفاخرون بعلاقتهم الوثيقة بالرئيس عباس الذي كان يلتقط الصور التذكارية معهم في مشاهد استفزت الشعب الفلسطيني بأكمله وبدأ المواطنون يجأرون بهذا الوضع وتوالت الدعوات على حماس بالإسراع لتطهير الشعب من هؤلاء الشرذمة الذين انقلبوا على الشرعية وتوحشوا على الشعب, فكانت تلك الخطوة الاضطرارية التي قامت بها حماس في غزة لاستئصال هذا التيار العميل الذي كان وجوده بمثابة خنجر في "خاصرة" المقاومة لا تستطيع معه مواجهة الاحتلال بشكل كامل.
حقيقة القوة التنفيذية
وأشار المصري إلى أن الحكومة الفلسطينية لم تشكل القوة التنفيذية إلا لحفظ الأمن والاستقرار في الشارع الفلسطيني بعد ما أصبحت القوات الأمنية غير معنية بأمن الشعب الفلسطيني بقدر ما كانت معنية بحماية عباس ودحلان وعصابة القتلة, مؤكدًا أن القوة التنفيذية جمعت في صفوفها كل أطياف الفصائل الفلسطينية, وعلى سبيل المثال فالقوة التنفيذية تضم أكثر من 1000 عنصر من حركة "فتح", واستعانت الحكومة بهذه القوة للقضاء على حالة الفوضى والتمرد وبسط الأمن ونفوذ الحكومة في أنحاء الأراضي الفلسطينية, بعد أن كان إفشال هذه الحكومة أمنيًا وسياسيًا وشيكًا على أيدى العملاء.
وشن المصري هجومًا شديدًا على الرئيس الفلسطيني محمود عباس واعتبر أنه قد فقد صوابه بشكل كامل بعد خروج الوضع من يده بانهيار تياره في غزة خلال 48 ساعة أمام مجاهدي القسام, فأخذ يقيل كل من يعارضه بشكل أو بآخر حتى ولو كان من المؤسسين الأوائل لحركة فتح مثل "هاني الحسن" أحد مؤسسي فتح والذي أقاله عباس مؤخرًا, علاوة على فرماناته المتتالية الانتقامية بحق المقاومة والتي كان آخرها المرسوم الرئاسي العجيب القاضي بحل جميع الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة ونزع سلاحها ووصفها بالميليشيات, ومطالبته باستقدام قوات دولية إلى قطاع غزة للقضاء على حماس, وحذر المصري من أن عباس بأفعاله تلك يهدد السلم والأمن الفلسطيني وأنه بهذه التصرفات الهوجاء فء طريقه لأن يفقد ما تبقى له من شرعية في نفوس بعض أبناء الشعب الفلسطيني.
وانتقد المصري بعض الصحف قد نسيت المؤامرة الكبرى التي كانت تحاك للشعب الفلسطيني وركزت على بعض الجزئيات التي أخطأت فيها حماس - والتي كان معظمها أخطاء فردية أثناء عملية السيطرة على غزة اعترفت بها الحركة بشجاعة – وصورتها وكأنها هي الطامة الكبرى على القضية الفلسطينية!


رد على الأباطيل
واستعرض المصري بعض الوقائع التي حدثت أثناء سيطرة حماس على قطاع غزة والتي تلقفها البعض لإثبات أن حماس قامت بأفعال مشينة في غزة من وجهة نظرهم, فأكد أن النصب التذكاري للجنود المصريين والذي تم تدميره في غزة أثناء المعركة الأخيرة لم تكن لحماس علاقة بتدميره من قريب أو من بعيد, والذين قاموا بهذا العمل معروفين لكل الشعب الفلسطيني, ونفى امصري وقوع أي أعمال سلب لأي كنيسة للمسيحيين, ولكن هناك عملية سلب وقعت بإحدى مدارس المسيحيين هناك, وحماس هي التي حمتها, أما ما تردد عن قيام حماس بإنزال العلم الفلسطيني ورفع أعلامها فقد نفاه المصري جملة وتفصيلاً مؤكدًا أن حماس لم تنزل أي علم فلسطيني ولكنها رفعت أعلامها بجواره, ورغم هذا فقد اعتبرته الحركة خطئًا وأمرت بإنزال جميع أعلامها على الفور, أما من يدعون أن حماس ألقت بالمواطنين من أعلى البنايات فهو اتهام باطل وقد أكد أبو الشهيد حسام أبو قينص والذي تم إلقاؤه من أحد الأبراج السكنية أن مسلحي الأجهزة الأمنية التابعون لفتح هم الذين ألقوه من أعلى البرج لاشتباههم فيه أنه من حماس بسبب لحيته.
ونفى مشير المصري أن تكون حماس قد مست بيت "أبو مازن" بسوء كما ادعى هذا الأخير, مؤكدًا أن القسام عقدت مؤتمرًا صحفيًا أطلعت فيه الإعلاميين على منزل أبو مازن الذي لم يمس بأدنى سوء, أما بيت الرئيس الراحل "أبو عمار" فقد سلب بعضه بالفعل ولكن لم تكن حماس على علاقة به, وقد تكفلت بحمايته بعد اتصال السيدة "سها عرفات" بالأخ خالد مشعل وطلبت منه أن تقوم حماس بحماية بيت زوجها من الفئة التي تعيث فيه فسادًا وقد كان.
واعتبر المتحدث باسم حماس أن ما حدث في غزة كان معركة بين فريق وطني مجاهد وفريق استسلامي عميل خائن يريد بيع القضية الفلسطينية على موائد المفاوضات وكان يبغي رأس المقاومة الفلسطينية, لذا فإن ما فعلته حماس فس غزة واجب شرعي ووطني ومطلبًا جماهيريًا عامًا, مؤكدًا أن قطاع غزة يعيش هذه الأيام استقرارًا أمنيًا غير مسبوق بشهادة جميع الخبراء بعد أن تم تطهيره من تيار القتل والإرهاب في فتح.
حكمنا ونحن نقاوم
وأكد المصري أن حماس مارست المقاومة وهي في سدة الحكم ولم تخفت حدتها بعد أن أعطى الحكم شرعية سياسية وأمنية لعمليات المقاومة كانت تفتقدها حينما كان العملاء يسيطرون على السلطة, وكانت القسام في مقدمة المتصدين لأي اجتياح صهيوني على غزة أو الضفة وأكثر فصيل قام بإطلاق صواريخ على الكيان الصهيوني, وحماس هي التي اختطفت الجندي الصهيوني "شاليط".. كل هذا وهي في الحكومة, فحركة حماس كان ولا زال شعارها "يد تبني ويد تقاوم".
وفي رده على تساؤل حول عدم قيام الصهاينة بقطع إمدادات الماء والكهرباء والوقود عن غزة بعد سيطرة حماس عليها, أكد المصري أن الكيان الصهيوني يعرف جيدًا أن هذا الأمر من شأنه أن يحول قطاع غزة إلى قنبلة موقوتة قد تنفجر في وجه الصهاينة في أي وقت, وهو ما يحرصون على تفاديه بعدما خرجوا بأعجوبة من مستنقع غزة.
وشدد المصري في ختام كلمته على أهمية الحوار بين الفصائل الفلسطينية كسبيل وحيد للخروج من تبعات هذه الأزمة, موضحًا أن حماس اختارت نهج الحوار مع الآخر في ضوء الاحتكام لشرعية الشعب والمقاومة, ولكن الطرف الآخر الذي كان يستقوى بالخارج ويراهن على الدعم الأمريكي الصهيوني هو الذي لم ولن يحقق نصرًا على الشعب الفلسطيني, فثقتنا كبيرة في الله أولاً, ثم بإمكاناتنا العسكرية ومجاهدينا وشعبنا ثانيًا.
مجدي حسين: أكد فى كلمته أن مشروع حماس يقوم على أساسًا المقاومة وانطلاقًا من هذا المشروع وصلت حماس للحكم, ولا يعقل أن تتخلى حماس عن المقاومة التي وصلت إلى الحكم خصيصًا كي تحافظ على شرعيتها.
نصر آخر
واعتبر حسين أن ما حدث في غزة هو نصر آخر للمقاومة على المشروع الاستعماري الأمريكي الصهيوني لا يقل أهمية عن الانتصار الذي حققه حزب الله على الكيان الصهيوني في جنوب لبنان وتحريرها عام 2000, فقطاع غزة قد تحرر من العملاء والجواسيس بشكل كامل, مما سيمكن المقاومة من التفرغ للعدو الصهيوني بعد أن "فقأت" عيونه التي كان يصيد قادة وأبناء المقاومة بها, ولهذا فلا يجب على أحد أن يقول أن ما حدث غزة هو كارثة, بل هو نصر مبين, موضحًا أن ما فعلته حماس بحسم الأمر كله في 48 ساعة فقط على شدة صبرها على التيار العميل الذي كان يظن هذا الصبر ضعفًا.
وأكد حسين أن الشعب الفلسطيني بكامله كان أمام مؤامرة عباسية دحلانية تريد تصفية القضية الفلسطينية وإسقاط الحكومة التي اختارها الشعب لتخلصه من عهود الفساد والاستبداد التي كان يعيش تحتها, فاضطرت حماس لفعل ما فعلت بعد ما صبرت عامًا ونصف ذاق خلالها أبناءها كافة ألوان التعذيب والقتل والتنكيل رغم أنهم "الحكومة", وخاصة بعد ما عجز التيار الشريف داخل حركة "فتح" عن تطهير صفوف الحركة المناضلة من هؤلاء القتلة الإنقلابيين وطلبوا هم بأنفسهم من حماس أن تحسم الأمر وتنقذ حركة فتح!!
واستنكر مجدى حسين بعض الدعوات الحالية لحماس أن تسلم السلطة في غزة إلى عباس وأجهزته الأمنية مرة أخرى قائلاً: كيف تقوم حماس بعد أن طهرت غزة من الصهاينة وعملائهم أن تسلمها مرة أخرى لهؤلاء العملاء ليرجعوا القضية إلى نقطة الصفر بعد أن أصبحت غزة معقلاً عسكريًا وطنيًا ومصنعًا للأسلحة لكافة الفصائل المجاهدة والتي تذيق العدو الصهيوني الأمرين ليل نهار؟
التحرير اقترب
وأكد أمين عام حزب العمل أنه وكما فقدنا فلسطين أيام النكبة بالتدريج, فإننا الآن بدأنا نستعيدها بالتدريج, وتحرير قطاع غزة من قطعان المستوطنين والعملاء خطوة أولى على الطريق, وخاطب حسين وسائل الإعلام العربية والمصرية قائلاً: أرجوكم لا تقتلوا فينا الأمل, وكفوا عنا تحليلاتكم السياسية المثبطة للهمم, فقد بدأتم بالتهليل بأن حماس خطر على الأمن القومي المصري وأنها ستقيم إمارة إسلامية في غزة بمساعدة إيران لتكون شوكة في ظهر مصر, ولكن بمجرد إعلان مبارك- المفاجئ والغامض- أن حماس لا تشكل خطرًا على مصر وأن إيران بعيدة عن الأمر, تحول موقفكم وانقلبت تحليلاتكم رأسًا على عقب في يوم واحد!!, مضيفًا الوضع أصبح واضحًا لكل ذي بصيرة بأن النصر الكامل على الصهاينة قد بدأ يتحقق, ومهمتنا في مصر هو تعزيز النصر الأخير في غزة لحماس خاصة بعد ما ثبت تورط فريق الانقلابيين في عمليات مضرة بالأمن القومي المصري.
أما الدكتور عصام العريان القيادي الإخواني فقد بدأ كلمته بالتأكيد على أننا نواجه مشروعًا استعماريًا صهيوني أمريكي يهدد المنطقة بأكملها والمقاومة هي حجر العثرة أمام تنفيذ تلك المخططات الشيطانية, مضيفًا أن هناك عملية تصد لإفشال أية تجربة ديمقراطية وهو ما حدث مع "حماس", حينما لجأت فتح بإيعاز صهيوني أمريكي غربي إلى إثارة القلاقل تحت حماس لإسقاطها بشتى السبل.
إعادة هيكلة أجهزة الأمن
وطالب العريان بإعادة بناء وهيكلة الأجهزة الأمنية العربية عمومًا والفلسطينية بوجه خاص على أسس وطنية لتكون مهمتها هي حماية الشعب وحفظ أمنه الداخلي وليس حماية الحاكم وضمان استمراره على كرسيه كما هو الوضع الآن في فلسطين وكل الدول العربية.
واعتبر العريان نجاح حماس في وأد الفتنة وإقرار الأمن في قطع غزة خطوة مهمة على طريق تحقيق النصر على الصهاينة, وهي خطوة أربكت جميع الحسابات في المنطقة وأجبرت الكل على التعامل مع حماس وفق واقع جديد, وهو ما يفسر بشكل جزئي التحول المفاجئ في الدور المصري تجاه حماس, خصوصًا بعد تصرفات عباس وقراراته الأخيرة التي قلبت عليه كل فئات الشعب الفلسطيني وأحدثت انشقاقات عديدة داخل صفوف فتح.
وطالب العريان حركة حماس أن تعمل على بناء جبهة عربية وطنية لإعداد برنامج مقاومة وطني حقيقي تتفق عليه كافة الفصائل الفلسطينية تكون شرعيته مستمدة من المقاومة ووثيقة الأسرى, وحذر من الطابور الخامس الإعلامي الذي يروج لوجهات النظر الصهيونية والأمريكية في الأزمة الأخيرة, مطالبًا الإعلاميين الشرفاء بشرح حقيقة ما يحدث للناس وتكثيف الجهود للتصدى للمشروع الاستعماري الصهيو أمريكي.
ثم تحدث الأستاذ/ عبد القادر ياسين المؤرخ الفلسطيني فأكد أن ما حدث في غزة يعتبر أقل البدائل المطروحة سوءًا, وهو أبعد ما يكون عن الانقلاب أو الاستيلاء على السلطة أو إنشاء دويلة إسلامية كما يزعم البعض, فحماس وصلت إلى الحكم عن طريق صناديق الاقتراع بعد مطالب شعبية متزايدة لإنقاذ القضية الفلسطينية.
حماس فعلت الصواب
وأوضح ياسين أن ما فعلته حماس هو إزاحة لتيار كان يعيق الاتقاء بين حماس وشرفاء فتح الذين يمثلون أغلبية "صامتة" داخل الحركة, وبين حماس وكافة الفصائل المقاومة الأخرى, مشيرًا إلى أن الانشقاقات بدأت في حركة فتح بعد توقيع "أبو عمار" لاتفاق "أوسلو" الاستسلامي الانهزامي والذي أفرز تيارًا من العملاء لخدمة الأهداف الصهيونية الأمريكية, ولكن حماس هي التي دفعت ثمن هذا الاتفاق غاليًا من دماء أبنائها في سجون الاحتلال والسلطة الفلسطينية.
وعدد ياسين بعض الأسباب التي دعت حماس إلى خوض الانتخابات الفلسطينية من وجهة نظره وهي كالآتي:
1- فقدان حماس لعدد ليس بقليل من قادتها ومؤسسيها في الغارات الصهيونية التي كان للعملاء الذين كانوا في سدة الحكم أدوارًا رئيسية فيها كما اتضح فيما بعد.
2- وصول تهديدات من رؤساء دول عربية وغربية لقادة حماس بأن هناك ضربة قريبة ستفنيهم جميعًا بعد ما أصبح هذا الأمر مطلبًا أريكيًا صهيونيًا عربيًا.
3- انسحاب الصهاينة من غزة تحت ضرباتن المقاومة الفلسطينية التي كانت تتزعمها حماس, مما عد انتصارًا لها شجعها على دخول الانتخابات بعد زيادة رصيدها بشكل كبير في الشارع الفلسطيني.
4- إعلان "شارون" عن سقوط تفاق أوسلو بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية, مما شجع حماس على دخول الانتخابات بعد أن اعتبرت أنها لم تعد تجرى تحت سقف أوسلو, وهو الأمر الذي كانت الحركة ترفض بسببه الدخول في الانتخابات الفلسطينية.
وكشف ياسين أن فتح تركت الانتخابات تمر بشكل ديمقراطي لأنها كانت متأكدة وفق تقارير مخابراتية غربية وعربية أن حماس لا يمكنها تحقيق أي فوز في هذه الانتخابات ولكن الواقع خيب ظن الجميع.
وبخصوص اتفاق مكة فقد أكد عبد القادر ياسين أنه لم يعالج الجرح ولكنه أغلق عليه بما فيه من أوساخ, فانفحر بعد ذلك بوقت قصير بالرغم من أن حماس قدمت أقصى ما يمكنها من تنازلات في هذا الاتفاق مما عده تيار دحلان ضعفًا منها فتمادى في غيه وممارساته!
واعتبر ياسين أنه من العار أن يعلن الرئيس الفلسطيني الطوارئ لمواجهة فصيل فلسطيني مجاهد شعبي, فحالة الطوارئ لا تعلن إلا لمواجهة عدو خارجي يتربص بالبلاد.
وفي ختام كلمته حذر ياسين القادة العرب من أن أي انقلاب على مشروع حماس, لأن البديل سيكون هو انتشار (وباء القاعدة) بعد سقوط مشروع الإسلاميين المعتدلين, وقدوم تيار المتطرفين الذي سيجر على المنطقة بأكملها كوارث لا يعلم مداها إلا الله.
وقد تحدث في المؤتمر الدكتور محمد فرج الغول رئيس اللجنة القانونية بالمجلس التشريعي الفلسطيني, حيث أكد أنه لو لم تدخل حماس الانتخابات الأخيرة لما حققت المقاومة شرعية سياسية كما حققتها الآن بوصول حماس إلى السلطة, وقال: كنا ملاحَقين, فأصبحنا بعد الفوز في الانتخابات ملاحِقين, وأفشلنا الخطة الأمريكية القاضية بحصار حماس والقضاء عليها قبل أن تتفاجأ بحماس في سدة الحكم بمشروعها الإسلامي المقاوم للتوجهات الأمريكية الصهيونية.
وفي كلمته انتقد المستشار حسن عمر - الخبير في القانون الدولي - حركة حماس لعدم استغلالها للوضع الفلسطيني والتطورات الأخيرة بشكل صحيح قانونيًا, واعتبر أن الكيان الصهيوني يستدرجها للاعتراف به بشكل غير مباشر رغم أن حق إسرائيل في الوجود قد انتهى قانونًا منذ عام 1960م.
"دايتون" مستمر
واعتبر عمر أن مخطط "دايتون" قد بدأ بسيطرة حماس على غزة ولم ينتهي كا يظن البعض, وتوقع أن تكون الخطوة القادمة أن يمهد الكيان الصهيوني الأرضية لحماس للسيطرة على الضفة الغربية عن طريق افتعال معركة "فتحاوية فتحاوية" تسيطر بعدها حماس فعليًا على الضفة وغزة, ثم يبدأ الكيان الصهيوني بشن حرب لا هوادة فيها على حماس والتي ستعتبرها إسرائيل حربًا بالوكالة مع إيران التي تدعم حماس بالمال والسلاح.
وأكد عمر أن الشرعية الحقيقة لأي فصيل فلسطيني مستمدة من المقاومة, معتبرًا أن معدل المقاومة عند حماس قد قل بشكل ملحوظ منذ استلامها السلطة وانشغالها بهموم الحكم حسب رأيه, وطالب حماس بالعمل على عودة حقوق الشعب الفلسطيني بالأساليب القانونية جنبًا إلى جنب مع المقاومة المسلحة, فيجب على حماس العمل على عودة نصف مليون لاجئ فلسطيني في الدول المجاورة وهو المطلب الذي لم تتبناه فتح, بالإضافة إلى المطالبة بعودة قطاع "عكا" إلى فلسطين وهو القطاع المحتل والذي يرفض الصهاينة التفاوض عليه, وأكد أن على حماس ألا تطلق لفظ أسير على الجندى الصهيوني المحتجز لديها, ولكن تطلق عليه "رهينة" نظرًا لأن القانون الدولي يعتبر الأسرى من ضمن الجيوش النظامية للدول, والكيان الصهيوني ليس دولة!
واختتم عمر كلامه بمطالبة حماس بتشكيل "حكومة منفى" لتكون هي الحكومة الشرعية المقاومة مقابل حكومة الاحتلال غير الشرعية مثلما حدث في معظم الدول المحتلة, أما أن تكون حكومة غير قادرة على التصرف في أرض محتلة كما هو الوضع الآن, فهو ما لا يليق بحركة حماس إطلاقًا.
وفى كلمته, أكد أحمد شرف الأستاذ بجامعة حلوان والقيادي بحركة "كفاية"، أنّ المشكلة الكبرى الأن تكمن في الاستعمار, ولم يعد صالحًا التقسيم التقليدي للتيارات فى المنطقة حسب التوجهات السياسية ما بين إسلامي، شيوعي، ناصري، ليبرالي، فقد انتهى هذا التقسيم لصالح تقسيم جديد يقوم على تيارين فقط، أحدهما مؤيد للاستعمار والأخر مقاوم له، مشيراً إلى أن محمود عباس ينتمى للتيار الاول المؤيد للاستعمار.
وشدد شرف على أهمية تصعيد المقاومة والتجائها إلى الشعب كمخرج وحيد من الأزمة الحالية، وتوحد جميع مؤيدي المقاومة صفاً واحداً أيا كانت توجهاتهم، مقابل أنصار الاستعمار. ودعا شرف "حماس" إلى عدم الاستغراق فى تبرير ما قامت به، وأهمية التركيز على المقاومة بمفهومها الشامل وليس العسكري فقط، مع قيادة الشارع لذلك المشروع وعدم الانفصال عنه.
أما الدكتور صلاح عبد المتعال عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمل, فقد أكد في كلمته أن ما حدث في غزة كان علاجًا ضروريًا لمرض مزمن استلزم بتر عضو فاسد حتى لا يعم الفساد باقي الجسم الفلسطيني, وأثنى عبد المتعال على حركة حماس معتبرًا أنها النموذج الأمثل للإسلاميين المعتدلين ولذلك فالأمريكان والصهاينة يريدون القضاء على مشروع حماس الوسطي.
مدينون للمقاومة
وكان من بين الحضور الدكتور عبد الجليل مصطفى الأستاذ بطب القاهرة وعضو مجلس نادي أعضاء هيئة التدريس بالجامعة, والقيادي بحركة "كفاية", والذي ألقى كلمة أكد فيها أن المنطقة بكاملها ومنها فلسطين بالطبع تتصارع بين مشروعين يجب أن يسود أحدهما في نهاية الأمر: الأول هو مشروع التفاوض والاستسلام ووضع كل أوراق القضية على موائد الصهاينة والأمريكان وهذا المشروع هو الذي أفرز جيل أوسلو وأجيال المطبلين للديمقراطية الأمريكية والسلام الصهيوني, أما المشروع الآخر هو مشروع المقاومة والذي يركز على طرد المحتل وتحرير الأرض, وهو الخيار الذي تقف وراؤه الشعوب العربية ويعارضه الحكام الذين يضيقون على المقاومة في أي مكان خوفًا من غضب المحتل الذي عينهم ويقدر على الإطاحة بهم.
وأوضح عبد الجليل أن المقاومة هي التي أجهضت الحلم الأمريكي باحتلال معظم دول المنطقة وهو المخطط الذي أعلن وبدأ بغزو العراق واعتقد الجميع وقتها أن السيناريو السئ قد بدأ وستسقط إيران سوريا والسعودية ومصر تباعًا في القبضة الأمريكية, غير أن المقاومة العراقية أجبرت الأمريكان على تغيير خططهم لتكون محصورة في مجرد كيفية الخروج من المستنقع العراقي بكرامة قبل التفكير في غزو أي دول أخرى وكذلك الحال في فلسطين التي شغلت فيها المقاومة الفلسطينية الكيان الصهيوني عن التحرش عسكريًا ببعض دول الجوار وأفسدت بعض تحركاته في هذا الشأن مثلما حدث في لبنان.
وطالب عبد الجليل المسئولين العرب برد الجميل للمقاومة – وخاصة الفلسطينية – بالوقوف وراءها وإمدادها بالسلاح والمال لتتمكن من إنهاك قوة الصهاينة والأمريكان تمهيدًا لتحقيق النصر عليهم بإذن الله.
ثم تحدث الدكتور يحيى القزاز فأكد أن الصراع القائم في فلسطين الآن هو بين أيدلوجيتين, إحداهما تسعى إلى تحرير الأرض والعرض والإرادة من الاحتلال والاستعمار والأخرى تسعى إلى هذا الاحتلال ذاته لترتمي في أحضانه, موضحًا أن المشكلة بين حماس والغرب وبعض الدول العربية تكمن في مرجعيتها الإسلامية وفكرها الشامل للإسلام والذي يقلق الكثيرين.
واعتبر القزاز أن حماس قامت بالحل الوحيد الصحيح والحاسم لأنه لا مكان لأنصاف الحلول في القضية الفلسطينية التي عانت منذ أكثر من نصف قرن مما يسمى بالحلول الوسيطة.
حماس تورطت!!
وقد ظهرت وجهة النظر الحكومية بشكل واضح في كلمة د. محمد السعيد إدريس الذي اعتبر أن القضية في غزة الآن أصبحت فيما هو قادم وليس فيما مضى, فحماس قد ورطت نفسها حسب رأيه في معركة غير متكافئة جرها الصهاينة إليها وأصبحت حماس بين "طرفي كماشة" وهما الكيان الصهيوني والنظام المصري وذلك بعد سيطرتها على غزة.
وكشف ادريس عن أن وزيرة الخارجية الأمريكية "كوندليزا رايس" قد اتصلت بمحمود عباس قبل قراره بحل حكومة "إسماعيل هنية" بساعتين تقريبًا, وهو ما يوضح أن محمود عباس لا يتخذ قراراته بمحض إرادته ولكنها استجابات للإملاءات الصهيونية الأمريكية.
وطالب إدريس حماس بصناعة موقف يعزز قضية الوحدة الفلسطينية عن طريق الحوار بينها وبين كافة الفصائل وعلى رأسها حركة فتح.
غير أن ادريس اعتبر أنه لو لم تفعل حماس ما فعلته في غزة لحدث انقلاب بديل – أشد شراسة وأكثر دموية - من طرف دحلان وتياره, وطالب حماس بسرعة نشر الوثائق المشينة بحق قادة التيار العميل في فتح حتى تفضحهم أمام الرأي العام العربي والعالمي ولتكون الصورة أكثر وضوحًا خاصة في ظل استمرار العملاء في تصريحاتهم وأفعالهم العدائية ضد حماس.
الوقوف مع الحق فضيلة
أما الدكتور منير جمعة الأستاذ بآداب المنوفية وعضو هيئة علماء الجمعية الشرعية فقد شن هجومًا لاذعًا على الذين يدعون أن حماس أخطأت في تصرفها الأخير وأنه كان يجب عليها أن تتحلى بالمسئولية والصبر وأنها وضعت نفسها بين فكي كماشة, قائلاً: إن الحق واضح والباطل أيضًا واضح, وما حدث في فلسطين في الفترة الماضية كان يشير بوضوح إلى أن التيار العميل داخل فتح أصبح غير معني بالتهدئة ولا بالحوار ولكنه كان يريد الفوضى التي ستخدم أهدافه, وبالتالي فلا يصح أبدًا أن نقف على الحياد بين هذا وذاك, مستشهدًا بقول الشاعر: الزمان اختلف .. خاسر من يقف .. لم يعد ينقذ الآن من العار أن تلزم المنتصف.
وتهكم جمعة على من يدعون أن الشرعية مع حركة فتح وأن حماس – المنتخبة – هي التي انقلبت على الشرعية مشيرًا إلى أنه يوضح قول الشاعر:
هذا زمن الحق الضائع .. لا يعرف مقتول من قاتله ومتى قتله .. ورءوس الناس على جثث الحيوانات .. ورءوس الحيوانات على جثث الناس .. فتحسس رأسك.
واعتبر جمعة أن ما حدث في غزة يأتي في سياق قول الله عز وجل "ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض..", مطالبًا من يسمون أنفسهم بالمحللين السياسيين أن يلزموا الحق وألا يشطوا بآرائهم من أجل إرضاء رئيس أو حاكم, فالحق هو الحق والله تعالى دائمًا مع الحق.
وقد حضر الندوة الأستاذ محمد الشافعي – الصحفي بدار الهلال – حيث أكد في كلمته أن التخوف من كل ما هو إسلامي أكثر مم هو استعماري هو الذي دفع الرؤساء العرب إلى مقاومة حماس ومحاولة وأد تجربتها في الحكم حتى لا تكون ملهمة لحركات إسلامية أخرى في المنطقة, موضحًا أن الإعلام المصري انقلب موقفه من حماس 3 مرات مع انقلاب الدور المصري بشكل مفاجئ وهو الأمر الذي أسهم في اهتزاز صورته – المهتزة أصلاً- أمام الرأي العام المصري والعربي.
وفي كلمته أكد عاصم بكري – الإعلامي المعروف – أن الصراع بين حماس فتح كان صراعًا بين حق كامل وباطل كامل, بالرغم من أن هناك بعض الشرفاء داخل فتح, ولكنهم كانوا يصمتون على أفعال المجرمين داخل الحركة لسبب أو لآخر مما يعد – من وجهة نظره –قبولاً ضمنيًا بالمخطط العدواني الذي يسير فيه هؤلاء, مستنكرًا أن يأتي بعد ذلك من يسمون أنفسهم "سياسيون" ليقولوا أنهم يقفون على احياد لأن الأمر نسبي!!
واستنكر بكري محاولة البعض المقارنة بين حزب الله وحماس, لأن حزب الله كان يجد من يموله بأحدث أنواع الأسلحة والمقاتلين المجهزين من إيران التي كانت تمول الحزب نظرًا للتواءم الأيدلوجي بينهما بينما يختلف الأمر في حماس التي لا تجد حتى تقاربًا أيدلوجيًا مع أي زعيم عربي, بل على العكس تشهد تضييقات عربية عليها وهي تصنع سلاحها محليًا أو تقوم بشرائه من بعض تحار السلاح الصهاينة.
مفهوم جديد
ثم تحدث المهندس محمد المأمون سيد أحمد عضو اللجنة العليا لحزب العمل, حيث أكد في كلمته أن حماس صاغت مفهومًا جديدًا وفريدًا للمقاومة بوصولها إلى الحكم واستمرارها في العمل المقاوم في ذات الوقت, فلم تعد المقاومة محصورة في حركة معارضة, ولكنها أصبحت مقاومة وحكومة, فجمعت بين الشقين العسكري والسياسي, فحماس طورت من أسلحتها القتالية العسكرية, وفي ذات اوقت قادت الدفة السياسية ببراعة في الحكم واستطاعت تسيير الأعمال بنجاح.
واعتبر المأمون انكشاف عباس الواضح أمام جميع الفلسطينيين بعد سيطرة حماس على غزة يعد من اهم الإنجازات لما فعلته حماس, فقد سقطت آخر ورقة توت كان يتستر بها عباس وتياره أمام الشعب الفلسطيني, مشددًا أن انسحاب حماس من السلطة في هذا الوقت الحساس يعد "ردة" على مشروع المقاومة وتراجعًا عن الفكر الجديد الذي صاغته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.