حمّلت فصائل المقاومة الفلسطينية وأجنحتها العسكرية سلطة رام الله مسؤولية ما قام به المغتصبون الصهاينة من اعتداءات ضد المواطنين الفلسطينيين وإحراق لبيوتهم في مدينة الخليل، وطالبوها بتوفير الحماية لهم، وبوقف مسيرة التسوية، والتنسيق الأمني مع الاحتلال فورا، والتوقف عن ملاحقة المقاومين. واعتبرت حركة "حماس" أن ما حصل في مدينة الخليل في اليومين الماضيين نتيجة طبيعية لما يقوم به فريق المقاطعة برام الله وأجهزته الأمنية من ملاحقة للمقاومين ونزع لسلاحهم، والتنسيق مع قوات الاحتلال، والتعهد بعدم الرد على استفزازات المغتصبين. تكامل الأدوار بين أجهزة عباس وجيش الاحتلال وشدد النائب مشير المصري القيادي في "حماس" وأمين سر كتلتها البرلمانية، في تصريح خاص على أن ما يجري يكشف حقيقة التنسيق الأمني وتكامل الأدوار بين هذه السلطة وبين الاحتلال ومغتصبيه، "فبعد أن قامت أجهزة الأمن الدايتونية باعتقال المئات من المقاومين والزج بهم في السجون ومصادرة أسلحتهم، وإعطاء التصريحات التي تؤكد فيها أن مهمتها حماية المستوطنين وأنها غير مخولة حتى بالرد على استفزازاتهم، جاء الدور على هؤلاء المغتصبين ليعيثوا فساداً بعد أن مهدت لهم الطريق لارتكاب هذه الجرائم بحرق البيوت والسيارات والمساجد والاعتداء على المواطنين". وأضاف قائلا: "هذه الجريمة التي تقترف في الخليل يتحمل مسؤوليتها محمود عباس وفريقه، الذين حاربوا المقاومة ونفذوا الأجندة الأمريكية والصهيونية من خلال تنفيذ الشق الأمني من خارطة الطريق، وها نحن نرى نتيجة أفعالهم المزيد من الإجرام والإرهاب الصهيوني". مشاريع واتفاقيات غريبة ! وعلى نحو متصل؛ طالب الشيخ نافذ عزام، القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في تصريحات صحفية السلطة الفلسطينية بوقف مسيرة التفاوض مع الاحتلال فورا، على اعتبار أن ما جرى ويجري في الخليل يعري تلك المسيرة، لا سيما وأن كل المؤسسة الرسمية الصهيونية متورطة في هذه المجريات. واعتبر الشيخ عزام عربدة المستوطنين دليلا على استحالة التعايش مع المحتل واستحالة التطبيع مع هذا الكيان، وترسيخا لوهن مسيرة التسوية معه. من جانبها؛ شنت لجان المقاومة الشعبية هجوما لاذعا على اتفاقات "أوسلو" وما يعرف بخارطة الطريق و"دايتون"، والتي تولي حماية الاحتلال أكثر مما توليه لحماية شعبها، وفي هذا الصدد قالت لجان المقاومة الشعبية في بيان صادر عنها "إن هذا العدوان المتواصل على منازل المواطنين في الخليل سوف يزيد الانتفاضة اشتعالا والمقاومة وقودا نحو الإطاحة بكل المشاريع الغريبة على شعبنا الفلسطيني والتي لا تعطي للدفاع عنه أولوية في أجندتها". مطالبات بوقف ملاحقة المقاومة ولمواجهة هذه المعادلة؛ طالب رأفت ناصيف، القيادي في حركة "حماس" في الضفة الغربية وعضو وفدها إلى حوار القاهرة، رئيس السلطة محمود عباس بمراجعة ما تقوم به أجهزته الأمنية من ممارسات مشينة، وإصدار قرار فوري يطالبها بموجبه "بوقف ملاحقة المقاومين والإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين؛ ليتسنى لهم القيام بواجبهم في الدفاع عن شعبهم، ولتهيئة الأجواء للعودة إلى الوحدة الوطنية للاصطفاف جنبا إلى جنب في مواجهة العدو المشترك وقطعانه". وبدلا من ذلك؛ قال القيادي ناصيف، أن "المطلوب من الأجهزة الأمنية أن تقوم بدورها بتوفير الحماية لأبناء شعبنا وللمقاومين، والتصدي للاعتداءات الإرهابية التي يمارسها الاحتلال كما كان في الخليل ونابلس وطولكرم من عمليات اغتيال واعتقال وعدوان على الآمنين والممتلكات". تجاوز الخطوط الحمراء وفي الاتجاه نفسه؛ دعت الفصائل الفلسطينية للرد بقوة على جريمة الاحتلال في الخليل، مشددة على أنها ينبغي "ألا تمر بدون حساب"، وحثت المقاومة في الضفة الغربية على استئناف عملياتها، والتصدي بحزم لما تقوم قوات الصهيوني في اعتقال وتصفية المقاومين، ولعربدة المغتصبين الاستفزازية. وفي هذا الصدد؛ قال إسماعيل رضوان القيادي في حماس للصحفيين في غزة "إن حماس تتابع بقلق كبير اعتداءات قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال في الخليل، وتحذر العدو الصهيوني من تجاوزه لكل الخطوط الحمراء بالاعتداء على الآمنين والمدنيين من أبناء شعبنا( الفلسطيني) ". وأضاف رضوان "نؤكد أن هذه الجرائم لن تمر دون حساب وعلى العدو الصهيوني وقطعان المستوطنين أن يتحملوا نتائج هذه الاعتداءات"، وطالب السلطة الفلسطينية بوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل وإطلاق سراح "المعتقلين السياسيين" لديها كرد فعل أولي على ممارسات المستوطنين،كما دعا الفصائل الفلسطينية المسلحة إلى الرد على هذه الاعتداءات. التوحد خلف المقاومة للرد بقوة وفي الاتجاه ذاته قال جميل مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ومسؤول مكتبها الإعلامي : "إن ما يجري هو جريمة بشعة تستدعي تحركاً فصائلياً للرد ونجدة أهلنا في الخليل الذي يتعرضون لحرب إبادة على أيدي المستوطنين". وشدد مزهر على ضرورة أن تتداعى فصائل المقاومة فوراً لتشكيل جبهة مقاومة موحدة للرد على هذا العدوان الفظيع، مبيّناً أنه "لا يوجد خيار أمام شعبنا إلا التوحد والتمسك بالمقاومة باعتبارها الخيار الأنجع في مواجهة الاحتلال". وهددت كتائب الأقصى الجناح العسكري لحركة فتح بالرد ، مشيرة في بيان صحفي صادر من الضفة الغربية،"إن جريمة الخليل وعربدة قطعان المستوطنين وجيش الإرهاب لن تمر وأن الرد قادم لا محالة " . كما توعدت لجان المقاومة الشعبية في قطاع غزة بالرد على اعتداءات المغتصبين في الضفة الغربية، وقالت في بيان صحفي لها "إن هذا العدوان المتواصل على منازل المواطنين في الخليل سوف يزيد الانتفاضة اشتعالا والمقاومة وقودا نحو الإطاحة بكل المشاريع الغريبة على شعبنا الفلسطيني".