أسئلة كثيرة وردت إلي "المساء الديني" من القراء تتعلق بالمعاملات الاجتماعية بين الزوجين بالإضافة إلي الاستفسار عن المعاملات وبعض الأمور التي تتطلب رأي الدين. وذلك لكي تمضي حياتهم علي ضوء تعاليم الشريعة. ويجري عرض الأسئلة علي العلماء من أهل الرأي والمشهود لهم بالورع والتقوي وامتلاك ناصية العلم.. وفي حلقة اليوم عرض لأسئلة بعض القراء يجيب عنها الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف بجنوب سيناء. * يسأل إبراهيم حسين.. ما هي علامات قبول الحج؟ ** يجيب الشيخ صبري عبادة .. ان من علامات قبول الحج أن يعود الحاج بوجه غير الذي ذهب به. فقد ذهب بأوزار وذنوب وعاد كما ولدته أمه.. لقوله صلي الله عليه وسلم: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من حجه كيوم ولدته أمه" "رواه البخاري ومسلم" وأن يلتزم الحاج بطاعته وعبادته لله رب العالمين. ويكون قدوة لغيره من المسلمين في سلوكه وأخلاقه وأن يدعو غيره إلي مكارم الأخلاق. فبالحج كمل له الدين وتمت عليه النعمة وأصبح بلا ذنب. فعن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- قال لما جعل الله الإسلام في قلبي أتيت النبي -صلي الله عليه وسلم- فقلت: ابسط يدك. فأبايعك. قال: فبسط يده. فقبضت يدي. قال: مالك يا عمرو. قلت: اشترط. قال: تشترط ماذا؟ قلت: أن يغفر لي. قال: "أما علمت أن الإسلام يهدم ما قبله. وأن الهجرة تهدم ما قبلها. وأن الحج يهدم ما قبله" "رواه مسلم" وقد ورد أن الحج والعمرة يدفعان عن المسلم شر الفقر والحاجة إن هو والي بينهما بأن اتبع أحد النسكين بالآخر. فعن عبدالله بن مسعود أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب و الفضة. وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة" "رواه النسائي والترمذي" فليحافظ الحاج علي ذلك. وهذا من علامة قبول حجه فإن فرط وعاد إلي أيامه ولياليهن التي كان عليها قبل الحج من فعل السيئات والموبقات وسوء الأخلاق وأكل أموال الناس بالباطل فهذا دليل علي عدم القبول و الله أعلي وأعلم. رؤية الله * يسأل عرفات سالم: هل الكفار يرون الله تعالي في أرض المحشر؟ ** يجيب الشيخ صبري عبادة: نعم الناس كلهم في الموقف يرون الله -عز وجل- ماعدا الكفار الذين لا ينعمون بالرؤية. أما الرؤية التي فيها نعمة في الجنة فلا ينعم بها إلا المؤمنون. * يسأل سيد محمد: حدث خلاف بيني وبين شقيقي وأقسمت يميناً مغلظاً بالله أنني لا أكلمه وإن مات لا أمشي في جنازته. وفعلاً توفاه الله ولم أمش في جنازته. فما حكم الشرع في ذلك؟ ** يجب الشيخ عبادة: المسلمون جسد واحد بنص حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم: "مثل المسلمين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمي". وأنه لا يجوز للمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام حسبما أمر الرسول -صلي الله عليه وسلم- وأن الإسلام حدد حقوقاً وواجبات علي بعضنا البعض. ومن رحمة الله علينا أن النبي -صلي الله عليه وسلم- قال: "من حلف علي شيء ووجد خيراً منه فليفعله وليكفر عن يمينه". ومن الحقوق الواجبة علي المسلم للمسلم أنه إذا مات يشيعه. فقد خالف السائل نصوص الشرع. وهو آثم بهذا العمل. وكفارته أن يزور أخوه في قبره وأن يقدم له صدقة علي روحه وأن يبر أولاده ويصل رحمه. توزيع الميراث * تسأل "نورا . أ." : شقيقي لم يرزق من الأولاد إلا بنات وقام بكتابة تركته بيعاً وشراءً حيال حياته بقصد حرماننا من ميراثه. فما حكم الدين في ذلك؟ ** يجيب الشيخ صبري عبادة: الميراث من الأمور العقائدية ومن ثوابت الدين. وهو أن الميراث لم يتدخل ملك ولا رسول في كيفية توزيعه. وأن القرآن الكريم المنزل من قبل الله هو الذي تولي هذه القضية. وأن ما فعله شقيقك بهذه النية يكون آثماً. وعلي ورثته من بعده أن يقوموا بتوزيع التركة حسب شرع الله وإلا شاركوه في الإثم. ولكن هناك أمراً بجانب هذا السؤال.. أن المورث إذا كتب لأحد ورثته شيئا من ماله حال حياته. وكان المقصود منه عدم الإضرار بالورثة إنما هو رفع خسة أو عاهة ألمت بأحد الورثة فيجوز له أن يخص أحد مورثيه بشيء دون أن يكون القصد الإضرار بالورثة. سرقة التيار * يسأل سعيد العزيزي: ما حكم الدين في جار لنا يقوم بسرقة التيار الكهربائي لتشغيل تكييف؟ ** يجيب الشيخ صبري عبادة: المال العام حرمته حرمة مال اليتيم. وأنه يجب علي كل امريء مسلم أن يحافظ علي الأموال العامة حيث انه ورد في صحيح البخاري أن أحد السلف أخذ "شملة" من غنائم الحرب قبل أن تقسم. ومات فقال -صلي الله عليه وسلم-: إني أراه في النار وقد ربطت في عنقه ويجب عليك الإسراع في إبلاغ الجهات المعنية في ذلك وإلا تكون شريكا في الإثم ولا يخطر ببالك أن هذه فتنة. ولكنها حسبة نص عليها حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من رأي منكم منكرا فليغيره وهذا منكر عظيم وحديث رسول الله صلي الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما. قالوا: ننصره مظلوما ولكن كيف ننظره ظالما؟ قال: تأخذوا علي يده -أي تمنعوه عن الظلم- ولكن ما يشاع بين الناس عن عدم إبلاغ الجهات المعنية عن مرتكبي سرقة الأموال العامة هو خطأ ديني وعلي سارق التيار أن يرد كل ما سرقه للأموال العامة حتي تبرأ ذمته ويتوب الله عليه.