أسئلة كثيرة وردت إلي "المساء الديني" من القراء تتعلق بأسس العلاقات بين الزوجين بالإضافة إلي الاستفسار عن المعاملات وبعض الأمور التي تتطلب رأي الدين وذلك لكي تمضي حياتهم علي ضوء تعاليم الشريعة.. تم عرض الأسئلة علي الدكتور صلاح حري وكيل مديرية أوقاف الشرقية.. وكانت هذه إجاباته.. * يسأل سالم محمد: ارتكبت العديد من المعاصي وأتوجه إلي اللَّه كثيراً بالدعاء أن يهديني وأصبحت أعاني من مشكلة في الدعاء. والظن باللَّه. أي عندما أبدأ الدعاء أظن أن الدعاء لن يقبل.. فماذا أفعل؟! ** يجيب د.صلاح حري: أسأل اللَّه تعالي أن يوفقك لمرضاته ويصرف عنك كيد الشيطان وشره. واعلم أيها السائل أن حسن الظن باللَّه سبحانه وتعالي من الطاعات التي أمر اللَّه بها عباده وأمر بها رسوله "صلي اللَّه عليه وسلم".. فعن جابر رضي اللهَّ عنه أنه سمع النبي "صلي اللَّه عليه وسلم" قبل موته بثلاثة أيام يقول: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن باللَّه عز وجل" "رواه مسلم" وأبوداود وابن ماجه. كما أن إساءة الظن باللَّه من المعاصي العظيمة. وهي من صفات المشركين والمنافقين.. قال تعالي: "ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين باللَّه ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب اللَّه عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيراً" "الفتح:6". فالواجب علي المسلم إحسان الظن بربه في كل وقت وعلي كل حال. اعلم يا أخي المسلم أن من الآفات التي يدخلها الشيطان علي المسلم آفة استعجال الدعاء وقد حذر من ذلك رسول الله "صلي اللَّه عليه وسلم" فقال: "لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدعُ بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل.. قيل: يا رسول اللَّه ما الاستعجال؟. قال: يقول.. قد دعوت فلم أيُستجاب لي. فيتحسر علي ذلك. ويدع الدعاء" "رواه مسلم". وأما ما تخاف منه من عدم استجابة الدعاء أو حصول عكس مقصودك فنقول: هذا من وساوس الشيطان ليثبطك عن هذه العبادة العظيمة. فاصرف عنك هذه الوساوس واستعن باللَّه. واستعيذ به من كيد الشيطان الرجيم. ثم عليك أن تبادر بالتوبة إلي اللَّه جل وعلا من المعاصي. فسخ الخطبة * يسأل محمد.أ: خطبت إحدي الفتيات وفي إحدي المرات اتصلت عليها فأبلغتني أنها عند إحدي الطبيبات للكشف. ولكن تبين لي أنها عند أحد الأطباء. وشعرت بأنها كذبت عليّ. فهل أفسخ خطبتي بها لكذبها؟! ** يجيب الدكتور صلاح حري: إذا لم يكن اتهامك لمخطوبتك بالكذب علي يقين فلا يجوز لك تكذيبها بمجرد الظن. فالأصل أنها صادقة فيما أخبرتك ولا يجوز أن تظن بها سوء من غير بينة. فإن اللَّه تعالي يقول: "يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن. إن بعض الظن إثم" "الحجرات:2". وإذا كانت لك بينة علي هذا الأمر وأن ذلك قد حدث منها فعلاً فهي آثمة. من جهة علاجها عند طبيب ذكر إن لم تكن بها ضرورة لذلك. وآثمة أيضاً من جهة كذبها عليك فيجب عليها أن تتوب إلي اللَّه تعالي. وألا تعود لمثل ذلك مرة أخري. وأما فسخ الخطبة لا ننصح بالمصير إليه لمجرد هذه الذلة التي حدثت منها. فإن كانت في الأصل ذات دين وخلق وتابت إلي اللَّه تعالي مما فعلت فينبغي أن تبقي علي خطبتها. وأن تتزوج منها وتحسن بعد ذلك صحبتها. وتجتهد في تربيتها علي الدين والإيمان وطاعة الرحمن. وأن تكون قدوة صالحة لها في ذلك.. وعليك بالاجتهاد في دفع هذه الوساوس التي ذكرت من كونها قد يحدث منها ذلك مرة أخري.. ولا يجوز للمسلمة أصلاً أن تتداوي عند طبيب رجل إلا إذا لم تجد امرأة تحسن التطبيب. التهديد بالطلاق * يسأل حامد.س: حدث شجار بيني وبين زوجتي بسبب طلبها الذهاب إلي بيت أهلها وأنا في حالة انفعال. ومن باب تهديدها وتخويفها وعناداً مني قلت لها: "إذا ذهبت إلي بيت أهلك في أي وقت تبقي طالق بالثلاثة".. فما الحل مع أنها لم تذهب إلي بيت أهلها منذ حدث هذا الشجار؟! وهل لو ذهبت إلي بيت أهلها تصبح طالقا.. ولا يجوز لي ردها مرة أخري. لأني قلت لها "تبقي طالق بالثلاثة"؟! ** يجيب الدكتور صلاح حري: ذهب جمهور أهل العلم علي أن الطلاق المعلق يقع بحصول المعلق عليه. وبعدد ما حلف به الزوج من الطلاق. وبناء علي ذلك فالمخرج الوحيد من وقوع الطلاق هو عدم خروج زوجتك لبيت أهلها. فإن خرجت وقع الطلاق ثلاثاً عند الجمهور بمن فيهم المذاهب الأربعة. وهو القول الراجح. وبذلك تحرم عليك حتي تنكح زوجاً غيرك نكاحاً صحيحاً. نكاح رغبة لانكاح تحليل ثم يطلقها بعد الدخول.. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: تلزمك كفارة يمين إذا كنت لا تقصد طلاقاً. وإنما قصدت التهديد أو التخويف كما ذكرت.. وفي حال قصد الطلاق تلزمك طلقة واحدة ولك في هذه الحالة مراجعتها قبل تمام عدتها إن لم يكن هذا الطلاق مكملاً للثلاث. كما ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلي أنه يمكنك التراجع عن هذا التعليق ولا يلزمك شيء إذا قصدت الطلاق ولم تقصد اليمين خلافاً لمذهب الجمهور. حُسن الخاتمة * يسأل محمد عبدالسميع: هل الموت علي معصية دليل علي غضب اللَّه؟! ** يجيب الدكتور صلاح حري: إذا كان الأمر كذلك فإن أهل العلم ذكروا أن لسوء الخاتمة علامات تدل عليه وأن لحسن الخاتمة علامات تدل عليه أيضاً.. ومن علامات سوء الخاتمة وعدم رضي اللَّه عن العبد موته متلبساً بمعصية. لم يتب منها لأن الأعمال بخواتيمها والخواتيم ميراث السوابق.