على الرغم من ادعاء الحكومات المتعاقبة بأنها تضع "محدود الدخل"، ذلك المواطن البسيط الذي يكاد يملك قوت يومه وأبنائه، في عقلها وقلبها وتسعى جاهدة لراحته "والطبطبة" عليه وإزالة أي هم يعكر عليه صفو حياته، إلا أن ذلك مجرد أوهام. فهذا المواطن الذي يكتوي يوميًا إما بفاتورة كهرباء لا يعلم سر ارتفاع قيمتها وهو لايملك تكييف أو أجهزة ذات استهلاك عال، أو بفاتورة غاز أو مياه، ولا يجد في كثير من الوقت الثمن الكافي لعلاج وتعليم أبنائه، كان هناك حلم يراوده أن يتوفر له مسكن يغنيه عن الإيجار أو أن يجد له المأوى المناسب. في لحظة ما شعر الكثيرون بأن حلمهم أوشك على التحقق بعد أن تم الإعلان عن فوزهم في "قرعة" إسكان محدودي الدخل، والتي تم حجزها بمبلغ 5 آلاف جنيه، جمعهم ربما بتحويشة العمر، أو ببيع مصاغ أو شبكة الزوجة، أو الاقتراض، وتم مطالبتهم بإكمال المبلغ إلى 9 آلاف جنيه، كل ذلك وهؤلاء يحلمون بأنهم على بعد خطوات من الحلم المنشود. قالت بدرية طه، أحد الفائزات بالشقق في إسكان مدينة بدر: "ما حدث معنا هو نصب باسم محدودي الدخل، الحكومة سلمتنا للبنوك تفعل بنا ما تشاء، فعند الإعلان عن الشقة، تعددت التأكيدات بأن المقدم لن يزيد عن 25 ألف جنيه، والله وحده يعلم كيف كنا سنجمعهم، إلا أننا فوجئنا بأن البنك حدد المقدم 36 ألف جنيه". وأضافت: "كيف لأب لثلاث أطفال أن يدفع 875 جنيه قسطًا شهريًا، من أين يأتي بمصاريف الأكل والشرب والمدارس والعلاج، ثم كان من الممكن القبول بالوضع لو استلمنا الشقة بالفعل جاهزة على السكن، كان يجب الاستلام في الحال حتى لانتحمل دفع الإيجار الحالي مع القسط". وتابعت: "هناك مشاكل كارثية في تشطيب الشقق، النقاشة ليست جيدة، والسيراميك غير مثبت جيدًا في الأرض، هذا كله غير السباكة، كما أنه تم وعدنا بأن كل عمارة سيكون أمامها لاندسكيب، ولكنهم تفاجئوا أن الأرض طفيلية، كيف سنأمن على أنفسنا وأولادنا، كان عليهم دراسة طبيعة التربة قبل البناء، الشقة سعرها الإجمالي غالي يتجاوز ال 200 ألف جنيه، وتحتاج إصلاحات بأموال كثيرة". وقالت إحدى الشاكيات عبر صفحة "بدر مدينة المستقبل" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "أنا عماره 36 الياسمين استلمت أكتوبر الماضي، وكنت أتنوي السكن في شهر رمضان، وعند تنظيفي للشقة، وجدت أن المنور يرشح المياه، والحمام وبلكونة المنشر، ليس لدي وقت للجري وراء الجهاز بلا فائدة، قررت أنا تفوير ونسف الحمام من أول وجديد، والكارثة أن الشركة المنفذة هي المحمودية، وهي شركة قطاع عام تتبع الأوقاف". وتابعت: "المضحك المبكي أني وجدت وأنا أخرج الرمال الموجود، ست كراتين مقفولة مدفونة في الرمال، غير بواقي زجاج مكسر وزبالة". ويبدو أن الحلم قد لا يكتمل فتحدث عدد من الذين استلموا الشقق في وقت سابق عن وجود شروخ وتشققات في بعض العقارات، ،نتيجة تحرك فى التربة لوجود البناء على تربة طفلية. وقام عدد من سكان عمارات 56 - 57 - 69 - 68 - 67 – 70، بإرسال شكوى للرئيس عبدالفتاح السيسي يشتكون من مشهد لا يمت للجمال بصلة من صخور وسلالم وأرصفة متهدمة حول عمائرهم، رغم وعود وزير الإسكان بأن الشقق التي وصل بعضها لسعر 250 ألف جنيه، سوف تطل على "لاند سكيب" أو مساحات خضراء واسعة. شاهد الصور..