تكتب عشنا عقودا عدة فى حالة خمول وطنى مرعب وانطلقت الأصوات الشريرة ترسخ التزام المواقف السلبية إزاء دعاوى الشلل فى جميع الميادين، ومن يتابع دقائق إعلانات الفضائيات المصرية وغيرها يصب بالدوار وأيضا بالحسرة.. فأنت تتابع عاجزا الخبراء فى جميع الميادين ومن أخطرها النصائح الطبية، حيث يمكنك الشفاء من أى مرض كان باتباع نصائح هؤلاء .. أيضا دعاة النوم العميق وبعيدا عن جهد كان لتحقيق كل ما تحتاجه الحياة الكريمة من جهد وعمل ينفع الناس ومنهم صاحب الدعاء.. فنحن نشاهد عاجزين من يؤكد أن الرزق منحة إلهية ولا تحتاج بذل أى جهد، ويتناسى أمثال هؤلاء قوله تعالي: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ..». وكذلك الشفاء بالدعاء وتلاوة آيات معينة، ومن ثم فلا داعى للبحث أو الابتكار بل دعوة إلى الخمول الكامل، وإن كان هؤلاء لا يتوقفون عن الحصول على آخر مبتكرات الغرب فى مجال التكنولوجيا كما فى آخر المستجدات فى العلاج الطبي.. والسؤال الذى يلح على منذ سنوات هو ألا توجد رقابة على فوضى الإعلانات، لاسيما بصدد النصائح الطبية والترويج لشركات أدوية بعينها؟ ومن يحاسب أقطاب الشفاء الشفوى حيث يكتفى البسطاء باتباع توجيهات خبراء جميع المجالات الذين تعج بهم الفضائيات؟. واعتقد بضرورة طرح هذه التساؤلات ومصر تخوض ملحمة النهوض واستعادة مكانها ومكانتها بقيادة وطنية، لا تهدأ ولا تنام، وتثق فى عزم شعبها على نزع ثوب الخمول والتواكل، والاعتماد على سواعد أبنائها وقدراتهم فى جميع المجالات، وهو ما أصاب دعاة التخلف بسعار محاولة حرف الانتباه عن معركة البناء وإطلاق الأكاذيب ومحاولات التشويه ضد القيادة التى تبنى تحت سماء العالم الذى اعترفت مؤسساته بأن ما يحدث فى مصر، بعد ان نفضت ثوب الرضوخ لحالة الجمود، يُعد معجزة بكل المقاييس.. ومن انبل ما تقوم به القيادة المصرية الآن تنفيذ مبادرة حياة كريمة، فقد أصبح العديد من قرارات الدولة مجسدا على أرض الواقع، وليس اعتبار تطوير الريف المصرى أمرا يمكن إغفاله، فالاهتمام الكامل ببث الثقة والطمأنينة فى قلوب المصريين يفجر حماستهم للبناء، لأن المصرى يعيش مطمئنا إلى ان الدولة تفكر له فى سكن كريم وتأمين صحى يبعد عنه شبح الرعب من عدم إمكانية العلاج وفى الوقت نفسه فهو يرى التغيرات المبهجة نصب عينيه، خاصة فى مجالات تحسين حياتنا بطرق وكبارى تليق بدولة بناة الأهرام وكما قال الشاعر: وقف الخلق ينظرون جميعا كيف ابنى قواعد المجد وحدى .. وبناة الأهرام كفونى الكلام عند التحدي!! .. وإذا كنا نعيش ملحمة بناء حقيقية ونشاهد الانجازات على ارض الواقع، ونتابع قائدا يتابع كل ما تم تكليف المسئولين به، وكلنا يعرف معنى المتابعة وأهميتها القصوي، فلابد فى نظرى من محاسبة أصحاب العلاج الشفوى والتدين الشفوى وكذلك القنوات التى تروج للركون إلى الكسل والتخاذل وإفساح المجال لإعلام ينقل للناس صورة واقعية تجعلهم ينطلقون بقوة للانضمام إلى طابور البناء ونبذ السلبية نبذا كاملا حتى تتحقق أمام أعيننا واعين العالم بأسره أن أم الدنيا ستكون قد الدنيا كما قال قائدها.