رئيس الأركان يشهد مشروع مراكز القيادة الاستراتيجى التعبوي بالمنطقة الشمالية    السيسي يثمّن جهود بنك التنمية الجديد: نتطلع لإقامة بيئة دولية داعمة للاقتصاد    الجريدة الرسمية تنشر قرارا رئاسيا بفتح اعتماد إضافي بالموازنة ب320 مليار جنيه    المفوضية الأوروبية تهدد بفرض رسوم على السيارات الكهربائية الصينية    عضو ب«الشيوخ»: الدولة المصرية تبذل جهودا ضخمة لتخفيف معاناة الفلسطينيين    وكيل «صحة الشيوخ»: الرئيس السيسي وجه تحذير للعالم من مغبة ما يحدث في غزة    ضياء السيد: خالد بيبو ناجح مع الأهلي والحديث عن الصفقات الجديدة غير طبيعي    أبرزهم راقصي السامبا.. مواعيد مباريات اليوم الأربعاء    «الصحة»: 24 عيادة طبية تابعة للبعثة المصرية للحج في مكة المكرمة    «تعليم كفر الشيخ»: لا شكاوى في ثاني أيام امتحانات الثانوية العامة 2024    3 وعكات صحية لطلاب في ثاني أيام امتحانات الثانوية العامة بكفر الشيخ    المخرج مازن الغرباوي يجري بروفات نهائية قبل مشاركته بعرض انتحار معلن في مهرجان آرانيا الدولي للمسرح    بعد الصفعة.. عمرو دياب يتصدر ترند إكس بأغنية الطعامة    دعاء رد العين نقلا عن النبي.. يحمي من الحسد والشر    الاستخبارات الداخلية الألمانية ترصد تزايدا في عدد المنتمين لليمين المتطرف    وزير الدفاع الألماني يعتزم الكشف عن مقترح للخدمة العسكرية الإلزامية    رئيس الوزراء يهنئ الرئيس بعيد الأضحى المبارك    المصري الديمقراطي: تنسيقية شباب الأحزاب استطاعت تأهيل عدد كبير من الشباب للعمل السياسي    رئيس إنبي: سنحصل على حقنا في صفقة حمدي فتحي "بالدولار"    "مخدناش أي حاجة".. حازم إمام يعلق على ملف نادي القرن بين الأهلي والزمالك    التعليم تكشف تفاصيل مهمة بشأن مصروفات العام الدراسي المقبل    محافظ جنوب سيناء ورئيس القابضة للمياه يناقشان آليات تحسين منظومة المرافق    رئيس الوزراء يتابع جهود توطين صناعة الرقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات    الداخلية: ضبط 562 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    احتفالًا بعيد الأضحى.. السيسي يقرر العفو عن باقي العقوبة لهؤلاء -تفاصيل القرار    عاشور يشارك في اجتماع وزراء التعليم لدول البريكس بروسيا    تدريب وبناء قدرات.. تفاصيل بروتوكول تعاون بين مركز التدريب الإقليمي للري والمعهد العالي للهندسة بالعبور    في ذكرى ميلاد شرارة الكوميديا.. محطات في حياة محمد عوض الفنية والأسرية    عصام السيد يروي ل"الشاهد" كواليس مسيرة المثقفين ب"القباقيب" ضد الإخوان    سوسن بدر: المصريون نتاج الثقافات والحضارات الوافدة لمصر وصنعنا بها تاريخ    نقيب الصحفيين الفلسطينيين ل"قصواء الخلالي": موقف الرئيس السيسي تاريخي    بيان الأولوية بين شعيرة الأضحية والعقيقة    5 نصائح من «الصحة» لتقوية مناعة الطلاب خلال فترة امتحانات الثانوية العامة    «متحدث الصحة» يكشف تفاصيل نجاح العمليات الجراحية الأخيرة ضمن «قوائم الانتظار»    شبانة: حسام حسن عليه تقديم خطة عمله إلى اتحاد الكرة    كومباني يحدد أول صفقاته في بايرن    «أوقاف شمال سيناء» تقيم نموذج محاكاه لتعليم الأطفال مناسك الحج    وزيرة الهجرة تستقبل سفير الاتحاد الأوروبي لدى مصر لبحث التعاون في ملف التدريب من أجل التوظيف    جواو فيليكس: مستعدون لليورو والهزيمة أمام كرواتيا أعادتنا للمسار الصحيح    حماية العيون من أضرار أشعة الشمس: الضرورة والوقاية    قرار عاجل من التعليم بشأن تحصيل المصروفات الدراسية 2025    السجن المشدد 6 سنوات لمتهم بالاتجار فى المخدرات بكفر الشيخ    حالة الطقس اليوم الأربعاء 12-6-2024 في محافظة قنا    محافظ الغربية يتابع مشروعات الرصف والتطوير الجارية ببسيون    أفضل أدعية يوم عرفة.. تغفر ذنوب عامين    إعلام إسرائيلي: صفارات الإنذار تدوي في مناطق مختلفة من شمال إسرائيل    يونيسف: نحو 3 آلاف طفل في غزة معرضون لخطر الموت    إي اف چي هيرميس تنجح في إتمام خدماتها الاستشارية لصفقة الطرح العام الأولي لشركة «ألف للتعليم القابضة» بقيمة 515 مليون دولار في سوق أبو ظبي للأوراق المالية    توقيع بروتوكول تعاون ثنائي بين هيئة الرعاية الصحية ومجموعة معامل خاصة في مجالات تطوير المعامل الطبية    بطل ولاد رزق 3.. ماذا قال أحمد عز عن الأفلام المتنافسة معه في موسم عيد الأضحى؟    وزير الأوقاف يهنئ الرئيس السيسي بعيد الأضحى المبارك    تفاصيل مشاجرة شقيق كهربا مع رضا البحراوي    وزير الصحة: تقديم كافة سبل الدعم إلى غينيا للتصدي لالتهاب الكبد الفيروسي C    مسئول أمريكي: رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار يحمل استفسارات    اتحاد الكرة يحسم مشاركة محمد صلاح في أولمبياد باريس 2024    زواج شيرين من رجل أعمال خارج الوسط الفني    خلال 3 أشهر.. إجراء عاجل ينتظر المنصات التي تعمل بدون ترخيص    حظك اليوم| الاربعاء 12 يونيو لمواليد برج الميزان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الباز يكتب: القرآن في مصر "24".. أكذوبة علاج المفاصل والأمراض الجلدية والضغط بالقرآن
نشر في البوابة يوم 29 - 06 - 2016

يعتصم المرضى والموجوعون والضعفاء بست آيات من كتاب الله الكريم، يأخذون منها دليلا على أن القرآن روشتة طبية بها دواء يشفى من كل الأمراض المعلومة والمجهولة، يفعلون ذلك لسبب واحد، أن كلمة شفاء وملحقاتها ترد فى هذه الآيات.
نصوص الآيات كما تعرفها حتما هى «ويشف صدور قوم مؤمنين» من سورة التوبة، «وشفاء لما فى الصدور» من سورة يونس، و«ننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين» من سورة الإسراء، «يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس» من سورة النحل، «وإذا مرضن فهو يشفين» من سورة الشعراء، «قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء» من سورة فصلت.
سنقوم بتجربة بسيطة، سنختار آية واحدة من هذه الآيات، ولتكن أكثرها وضوحًا ومباشرة، وهى آية سورة الإسراء «وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين».. ونقرأ تفسيرها عند بعض المفسرين الكبار.
عن هذه الآية يقول ابن كثير فى تفسيره: يقول تعالى مخبرًا عن كتابه الذى أنزله على رسوله محمد، صلى الله عليه وسلم، إنه شفاء ورحمة للمؤمنين، أى يذهب ما فى القلب من أمراض من شك ونفاق وشرك وزيغ وميل، فالقرآن يشفى من ذلك كله، وهو أيضًا رحمة يحصل فيها الإيمان والحكمة وطلب الخير والرغبة فيه، وليس هذا إلا لمن آمن به وصدقه واتبعه.
فى تفسر الجلالين نقرأ، «وننزل من» للبيان، «القرآن ما هو شفاء» من الضلالة، «ورحمة للمؤمنين» به، «ولا يزيد الظالمين» الكافرين، «إلا خسارا» لكفرهم به.
الإمام الطبرى يرى الآية تعنى: ننزل عليك يا محمد من القرآن ما هو شفاء يستشفى به من الجهل من الضلالة، ويبصر به من العمى للمؤمنين ورحمة لهم دون الكافرين به، لأن المؤمنين يعملون بما فيه من فرائض، ويحلون حلاله، ويحرمون حرامه فيدخلهم بذلك الجنة، وينجيهم من عذابه فهو لهم رحمة ونعمة من الله.
ومن المفسرين المعاصرين يقول الشيخ الشعراوى عن هذه الآية: الآية تعطينا نموذجين لتلقى القرآن، إن تلقاه المؤمن كان له شفاء ورحمة، وإن تلقاه الظالم كان عليه خسارا، والقرآن حدد الظالمين ليبين أن ظلمهم هو سبب عدم انتفاعهم بالقرآن، لأن القرآن خير فى ذاته وليس خسار.
■ ■ ■
لم يتحدث أحد من المفسرين عن استخدام القرآن فى العلاج الجسدى، وهذا طبيعى، لكن ولأن مصر لها منطقها، فقد ظهرت استخدامات أخرى للقرآن فى منطقة العلاج.
المنطقة الأولى هى إخراج الجان بالقرآن، وهذه قصة لا يمكن لأحد أن ينكرها، أو يتعامل معها على أنها خرافة، فهى تحدث كل يوم فى مصر، وهناك متخصصون فى هذا العلاج، ويربحون من ورائه الكثير.
القصة التى وضعتها بين أيديكم، وكان بطلها حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، عندما أخرج جنيًا من جسد امرأة، تتكرر بحذافيرها، وقد شهدت وأنا فى الرابعة عشرة من عمرى واقعة مماثلة تمامًا، كان بطلها مدرس فلسفة إخوانى، كان يعمل فى مدرسة المعلمين بالزرقا.
كنت أتحدث معه فى لقاء عابر، فجرنى إلى الكلام عن الجن وعالمه وعن خبرته فى إخراج الجان من جسد الإنسان، لم أصدقه، ولم أستوعب من الأساس أن يكون هناك جنيًا يدخل فى جسد الإنسان ويعيش فيه، أخبرنى أنه سيثبت لى بالدليل القاطع.
بعد يومين وجدته يدعونى لأحضر جلسة إخراج جان من جسد مريضة، كانت تعيش فى قرية مجاورة لقريتى، ذهبت معه، ولم يحدث شىء أكثر مما حدث فى جلسة علاج حسن البنا لمريضته.
وجدت امرأة فى منتصف عقدها الخامس تقريبًا، بمجرد أن قرأ عليها بعض آيات من القرآن، فقدت وعيها، وتقريبًا نامت، بدأ يكلمها، فحدثته بصوت رجل، حكى لماذا دخل جسدها، وماذا يطلب منها؟ استمر المعالج فى قراءته، طلب منه أن يخرج من بين أصابع قدميها، هدد صاحب الصوت أن يخرج من عينيها، فصرخ فيه المعالج: اوعى... بأقولك من بين صوابع رجليها.
فجأة وجدت صوت القرآن يتعالى من المعالج، وصاحب الصوت يصرخ، ثم صمت تمامًا، فاعتقد المعالج أنه خرج، وقبل أن يهنأ أهلى المريضة، وجد صوت الرجل يعود من جديد، فقال لمن حضروا: يبدو أنه لم يخرج بعد، وسنحتاج إلى جلسة أخرى، فقد استغرقت هذه الجلسة منا ما يقرب من أربع ساعات، تعب فيها الجميع، من يعالج، ومن تتلقى العلاج، ومن جلس مثلى يشاهد ويسمع لما يجرى، دون أن يفهم منه شيئًا.
لقد رأيت أمامى ما عجزت عن تفسيره، امرأة تنام فجأة بعد أن تسمع آيات قرآنية محددة، ثم يظهر صوت رجل يتحدث بالنيابة عنها، يصرخ عندما يسمع الآيات، وامرأة مريضة سمعت من أهلها عن معاناتها الكثير.
ولذلك وحتى الآن لا أنكر ما رأيت، لكنى لا أستسلم أبدًا إلى التفسير الغيبى له، قد يحتاج أساتذة علم النفس إلى مزيد من الدراسات للنفس البشرية لمعرفة ماذا يجرى، وحتى يصلوا إلى ذلك فليس معقولًا أن نسلم عقولنا لمن يقولون إن الجن يركب الإنسان، أو إنه يعيش فى جسده، ويتجول فيه كما يشاء.
أذكر أننى حضرت جلسة علاج ولكن هذه المرة بالإنجيل، كنا فى بيت الدكتورة نادية رضوان، أستاذة علم الاجتماع الشهيرة، كانت قد نشرت كتابها الذى أثار ضجة منذ ما يقرب من خمسة عشر عامًا «رحلتى فى عالم الجن».. عانت كثيرًا من صداع لم تعرف له سببًا، ولم يعرف أطباؤها كذلك، زارت مشايخ قرأوا عليها القرآن فلم تتخلص من آلامها.
نشرت قصتها كاملة فى جريدة «صوت الأمة».. عرضت للكتاب وسمعت منها بعض التفاصيل، بعد النشر اتصل بها معالج مسيحى يعالج بالإنجيل، قال لها إن عليها «عفريتا خطيرا»، وإنه يستطيع أن يخلصها منه فى عشر دقائق، وطلب منها أن تدعو من تشاء من أصدقائها كى يشهدوا معركته مع العفريت.
جلسنا لنرى ما سيفعله المعالج المسيحى، لكنه بعد عشرين دقيقة أعلن الاستسلام والهزيمة، قال إنه لا يستطيع أن يخرج هذا الجنى، وجلس يتحدث عن أنواع الجن التى يعرفها، قال إن من بينهم صنف اسمه هلافيت الجن، هؤلاء يقابلون المشردين من البشر، لا يسكنون فى بيوت، ولذلك يسكنون أجساد البشر.
لا يوجد أى دليل على هذا الكلام، الدليل الذى يمكن أن تمسك به، هو أن الجن الذى هو من نار لا يمكن أن يسكن البشر الذى هو من تراب، لكن يبدو أن هناك من حل لهم الأمر، لأنه تحول على أيديهم إلى تجارة، يجنون من ورائها أرباحا تتجاوز الملايين، ولا يتطلب الأمر منهم أكثر من معرفة ببعض الآيات القرآنية، يقرأونها حتى لو لم يجيدوا نطقها، ولأن هذه التجارة دخل عليها جهلاء، فقد تسببوا فى مقتل بعض المرضى، لأنهم تعاملوا معهم بعنف شديد، كانوا يقرأون القرآن فلا يستجيب ما يعتقدون أنه جنى، فيبدأون ضرب المريض، وهو الضرب الذى يبدأ خفيفًا، ثم يتحول إلى ضرب مبرح.
المشكلة أن هؤلاء الذين احترفوا هذه المهنة، وضعوا أيديهم على كتف مشايخ كبار، قالوا إنهم يخرجون الجن بالقرآن، ومن بين هؤلاء الشيخ الشعراوى، وهو الأمر الذى حدث فيه لبس كبير، يمكن أن نوضحه فى الآتى.
القصة تبدأ من كتاب لمحمود فوزى اسمه «الشيخ الشعراوى.. الجن والإنس».. فى هذا الكتاب سأل فوزى: إذا فرضنا أن هناك مسًا من الجن، فما هو الحل من واقع الإسلام؟
والإجابة كانت من الشيخ الشعراوى.. قال: هناك دعاء استنبطناه من القرآن للناس الذين يسحرون «اللهم إنك قد أقدرت بعض خلقك على السحر والشر، ولكن احتفظت لذاتك بإذن الخير، فأعوذ بما احتفظت لذاتك بإذن الخير، وأعوذ بما احتفظت به مما أقدرت عليه بحق قولك (وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله)»... فالذى يلجأ إلى ربه وربهم لا يضرونه بشى، ولكن الذى يمشى معهم ووراءهم يتعب كثيرًا.
هنا الشعراوى يعالج المس بالدعاء، لكن فى كتاب «الشعرواى.. حكايتى مع هؤلاء» الذى كتبه سعيد أبوالعينين، وصدر عن دار أخبار اليوم، نقرأ فصلًا كاملًا عنوانه «حكايتى مع الجن».
يقول الشيخ الشعراوى: الحكاية أن بعض الناس يأتون إلى هنا ويدعون أن عندهم جن، فأقول لهم إن طبيعة الجن تختلف عن طبيعة الإنسان، فالجن مخلوق من نار، والإنسان مخلوق من طين، وبالتالى لا يمكن أن يدخل الجن جسد الإنسان، وأن الجن لا سيطرة له على الإنسان، ولا يعلم الغيب، ولا يتلبس الإنسان، وكل ما يفعله هو أنه ينزع فى الإنسان بالوسوسة، ولكن ربنا أعطانا المناعة فى قوله تعالى «وإما يزغنك من الشيطان نزغ، فاستعذ بالله»، لكن أحدهم يصر على أن عنده جن، فأقول له: طيب خلينا نشوف الجن بتاعك شكله إيه. وقد حدث هذا مع شاب أصر على أن عنده جن، فقلت له: نعمل تجربة، سنضربك بالزخمة، فإذا أحسست بالضرب يبقى مفيش جن، وإذا لم تحس بالضرب يبقى فيه جن، قلت هذا وأنا أغمز للحاضرين، وفعلًا أمسكت الزخمة وهى قطعة من الجلد، وأخذت أضربه، فلما وجعه الضرب صرخ، وقال: خلاص يا عمى الشيخ، الجن خرج، كفاية كده.
هذه مجرد حكاية يحكيها الشيخ الشعراوى كما حدثت معه، لكن ما لم يعرفه أن هذه الحكايات تم ترويجها على أن الشيخ يخرج الجن بالقرآن، وأن له كرامات فى ذلك، وأصبح كثيرون يقلدونه فيما يقال إنه يفعله، صحيح لا نستطيع أن نلومه، لكن هذا ما كان يحدث باسمه.
■ ■ ■
لو توقف الأمر عند هذه المرحلة لهانت القصة كلها، فالذين يحترفون العلاج بالقرآن، خرجوا من مساحة قدرتهم على إخراج الجن بالقرآن إلى علاج كل الأمراض العضوية بآيات محددة من الكتاب العظيم.
وإذا أردت دليلًا على ما أقوله، سأضع أمامك ما يقوله المعالجون العضويون بالقرآن فى كتبهم وأحاديثهم الشفوية، وأرجوك ألا تجرب وصفاتهم لأنها تخاصم العلم والواقع، ولم يقل لنا أحد إنه تم علاجه بهذه الطريقة.
يرى المعالجون العضويون الآتى.
أولًا: علاج الكلى.. عن طريق قراءة آيات الشفاء الست 7 مرات، والفاتحة والصمدية كل منهما 7 مرات على ماء ويشرب لمدة أسبوع.
ثانيا: علاج الضغط.. عن طريق قراءة آيات الشفاء والفاتحة كل منها 7 مرات على ماء يشرب على الريق لمدة أسبوع.
ثالثًا: علاج السكر.. عن طريق قراءة آيات الشفاء 7 مرات، والفاتحة 7 مرات، والصمدية 7 مرات، على ماء ويدهن به الجسم خارج الحمام ويشرب منه لمدة 7 أيام.
رابعًا: علاج القولون.. عن طريق قراءة آيات الشفاء والمعوذتين والصمدية على ماء 7 مرات ويشرب لمدة 7 أيام.
خامسًا: لمنع الاحتلام.. ينصح بقراءة عشر آيات من «سورة السماء» والطارق قبل النوم.
سادسًا: للدمامل والحبوب.. قراءة سورة المراسلات 7 مرات على ماء ويدهن مكان الحبوب.
سابعًا: للصداع.. تكتب سورة الفاتحة وسبحان الله 7 مرات وهذه الآيات «الآن خفف عنكم وعلم أن فيكم ضعفا، فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين وإن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله والله مع الصابرين» والآية «يريد الله أن يخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا» والآية «وله ما سكن فى الليل والنهار وهو السميع العليم»، والآية «ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا».. على ورقة، وعند الإحساس بالصداع توضع الورقة على الرأس فيذهب الصداع فورًا.
ثامنًا: علاج الأمراض الصدرية.. عن طريق قراءة سورة الشرح وآيات الشفاء والفاتحة كل منها 7 مرات، وقراءة هذه الآية «رب اشرح لى صدرى ويسر لى أمرى وأحلل العقدة من لسانى يفقهوا قولى» 7 مرات على ماء ويشرب على الريق لمدة 7 أيام.
تاسعًا: علاج الحمى والسخونة.. تكتب هذه الآيات على المريض أو تكتب ويستحم بها أو تقرأ على ماء ويشرب منه، والآيات هى «قلنا يا نار كونى بردا وسلاما على إبراهيم» و«الآن خفف الله عنكم وعلم أن فيكم ضعفا» و«ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون».
عاشرًا: لعلاج أمراض المثانة.. تقرأ آيات الشفاء والآيات الآتية على ماء عدد 7 مرات، ويشرب منها لمدة 7 أيام، وهى: «ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها ألم تعلم أن الله على كل شىء قدير» و«ألم تعلم أن الله له ملك السماوات والأرض وما لكم من دون الله من ولى ولا نصير».
حادى عشر: لعلاج الروماتيزم.. عن طريق قراءة آيات الشفاء 7 مرات، والآيات الآتية كل منها 7 مرات على ماء، ويستعمل كشراب ودهان لموضع الألم، وهى: «وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله، كتابا مؤجلا، ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها، ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها، وسنجزى الشاكرين» و«ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة، فخلقنا المضغة عظاما، فكسونا العظام لحما، ثم أنشأه خلقا آخر، فتبارك الله أحسن الخالقين» و«أو لم ير الذين كفروا أن السماوات والأرض، كانتا رتقا ففتقناهما، وجعلنا من الماء كل شىء حى، أفلا يؤمنون».
ثانى عشر: لعلاج البرص والجرب.. عن طريق قراءة سورة الفاتحة وآيات الشفاء 7 مرات، وكذلك الآيات الآتية على ماء ويستعمل كدهان لمكان المرض ويمسح به الجسم كله لكن خارج الحمام، وهى: «ورسولا إلى بنى إسرائيل أنى قد جئتكم بآية من ربكم، أنى أخلق لكم من الطين كهيئة الطير، فانفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله، وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيى الموتى بإذن الله، وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون فى بيوتكم، إن فى ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين» و«ثم خلقنا النطفة علقة، فخلقنا العلقة مضغة، فخلقنا المضغة عظاما، فكسونا العظام لحما، ثم أنشاناه خلقا آخر، تبارك الله أحسن الخالقين».
ثالث عشر: علاج الحصوات التى فى الكلى والمثانة.. عن طريق قراءة آيات الشفاء والفاتحة والآيات الآتية على ماء 7 مرات، ويداوم على الشرب منها لسبعة أيام، وهى: «وبست الجبال بسا، فكانت هباء منبثا» و«وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة».
رابع عشر: علاج النزيف.. عن طريق قراءة الفاتحة وآيات الشفاء مع الآيات الآتية 7 مرات على ماء ويشرب منه يوميًا، وتقرأ على المريض، وهى: «وقيل يا أرض ابلعى ماءك ويا سماء أقلعى وغيض الماء وقضى الأمر واستوت على الجودى وقيل بعدا للقوم الظالمين» و«قل أرأيتم إن أصبح مأؤكم غورا، فمن يأتيكم بماء معين».
■ ■ ■
انتهت الآيات والوصفات الطبية، التى لو عرضتها على طبيب مبتدئ، لوقع على قفاه من الضحك.
لا أعارض الآيات التى تتحدث عن الشفاء، لكنه شفاء فى موضعه، فالقرآن لم يكن كتاب طب ولن يكون، ولو كانت هذه الآيات حقيقية فى تأثيرها، لأغلقت كل المستشفيات أبوابها، ولبارت مهنة الطب، فهو علاج سهل، يتم عن طريق «المية المصلية كما يقولون»... تقرأها أو يقرأها غيرك عليك، وينتهى كل شىء.
الزج بالقرآن الكريم فى مساحة الشفاء من الأمراض العضوية امتهان لقداسته وعظمته، أنزله الله للتعبد والتفكر والتأمل، ولم يجعل منه طبيبًا، لكننا أخرجناه من مهمته الأساسية، وجعلنا منه وسيلة يغذيها الوهم الكبير الذى نصنعه بعجزنا وضعفنا.
اجعلوا القرآن فى قلوبكم، ولا تسمعوا لمن ينصبون عليكم باسمه، فهو لن يشفى أعضاءكم المريضة، ولن ينهى مأساتكم مع الضغط والسكر والنزيف.. لقد أخرجناه من مهمته، فبخل علينا بعطاياه، وأعتقد أن هذه نتيجة عادلة جدًا.
لا أعارض الآيات التى تتحدث عن الشفاء، لكنه شفاء فى موضعه، فالقرآن لم يكن كتاب طب ولن يكون، ولو كانت هذه الآيات حقيقية فى تأثيرها، لأغلقت كل المستشفيات أبوابها، ولبارت مهنة الطب، فهو علاج سهل، يتم عن طريق «المية المصلية كما يقولون»... تقرأها أو يقرأها غيرك عليك، وينتهى كل شىء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.