دعا رئيس البرلمان الأوروبى مارتن شولتز إلى عقد قمة جديدة للدول الأعضاء فى الاتحاد من أجل المتوسط على مستوى رؤساء البرلمانات فى مرسيليا يومى 6 و7 أبريل المقبل، انطلاقاً من القناعة التامة بضرورة إحياء مشروع الاتحاد، والذى يرمى لإقامة مشاريع بين الدول المطلة على ضفتيه. وقال شولتز اليوم الخميس، "إن هذه القمة ستكون فرصة لإظهار قدرة رؤساء برلمانات الدول المتوسطية على ملء الفراغ السياسى، ونريد إعطاء دفعة جديدة تسمح بتنفيذ مشاريع الاتحاد من أجل المتوسط فى وقت تشهد فيه منطقة حوض المتوسط تغيرات اقتصادية وسياسية وتواجه تحديات اجتماعية كبيرة". وأكد على دور البرلمانات المتوسطية فى هذه المرحلة من تاريخ دول المتوسط، مشددا على الحاجة إلى برلمانات أكثر فاعلية وأكثر قدرة على التجاوب مع مواطنى الدول الواقعة على الضفة الأخرى للبحر المتوسط. وتعد هذه الدعوة هى الأولى من نوعها، حيث أنها أول اجتماع رفيع المستوى للدول المنضوية تحت لواء الاتحاد من أجل المتوسط والذى تم إطلاقه فى باريس عام 2008، كما أنها أول اجتماع سياسى لهذا الاتحاد بعد قيام الثورات العربية. ومن المتوقع أن يسبق القمة انعقاد منتدى مدنى متوسطى يجمع حوالى 1000 ممثل عن المجتمع المدنى والناشطين والفنانين والمسئولين والمستثمرين المحليين، ويعمل المشاركون فيه على إعداد توصيات تقدم للقمة البرلمانية المرتقبة. يذكر أن الاتحاد من أجل المتوسط يعانى من صعوبات هيكلية وسياسية منذ تأسيسه بمبادرة من الرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزى، فضلاً عن اندلاع ثورات الربيع العربى وحركات التغير فى العديد من دول المنطقة، مما أدى إلى زيادة عثرات عمل هذا الاتحاد الذى كان يهدف إلى القيام بمشاريع استثمارية مشتركة تجمع كافة الدول المتوسطية.
