يعد الضغط العصبى من أهم أمراض العصر وأشدهم خطورة على صحة الإنسان وقد يؤدى التعرض المستمر للضغوط العصبية إلى الشعور بالإجهاد و ظهور الأعراض المرضية التى تختلف من شخص إلى آخر وفقا لقدرة الإنسان الجسدية والعاطفية على التكيف أو التغيير. قد يؤدى التعرض للضغوط العصبية إلى حدوث حالة من التوتر النفسى الذى بدوره يؤدى إلى التوتر المؤقت أو الإجهاد المزمن. تختلف أسباب الشعور بالضغط العصبى وفقا للمصدر المسبب كما توضح دكتورة شيرين إسماعيل عبد المعز حسين عضو لجنة السلامة والصحة المهنية بالمركز القومى للبحوث قائلة من أهم الأحداث الحياتية التى تؤدى إلى الإجهاد النفسى هى الانفصال، الوفاة أو الولادة الحديثة وكذلك التعرض لأزمة مالية أو تغيير العمل أو التعرض للعنف و الكوارث الطبيعية من أكثر المسببات الحياتية المسببة للشعور بالإجهاد. كما تمثل الأحداث اليومية مصدرا مستمرا للإجهاد مثل الزحام، الأعباء الوظيفية والمنزلية ورعاية الأطفال. كما تعد الضغوط البيئية سببا رئيسيا للشعور بالإجهاد النفسى مثل كثرة التعرض للتلوث أو الضوضاء أو الطقس القارص، كما تعد الضغوط المادية من أهم أسباب الشعور بالإجهاد مثل الإصابة بالأمراض والألم المزمن وكذلك الشعور بالجوع الشديد أو العطش وقلة النوم. كما أن التعرض للإجهاد العصبى فى العمل قد ينتج عن عدم الشعور بالأمان أو العلاقات غير السوية داخل العمل مما يؤدى إلى عدم القدرة على التواصل مع المحيطين. كما يختلف رد الفعل فى حالة التعرض للإجهاد من شخص لآخر وفقا للعوامل الوراثية مثل عدم القدرة على التكيف والحاجة للاسترخاء، كما تؤثر الشخصية والبيئة المحيطة والعمر على ردود الأفعال عند التعرض للضغوط العصبية. كما تختلف أعراض الإجهاد من شخص لآخر وتتمثل الأعراض فى صورة أعراض سلوكية مثل الإفراط فى النوم أو الأرق والكوابيس وقد يؤدى فى بعض الأحيان إلى ظهور العادات العصبى مثل قضم الأظافر وحركة القدم العصبية، انخفاض الدافع الجنسى، طحن الأسنان، نفاد الصبر والصراخ لأتفه الأسباب وسرعة البكاء والخوف من ممارسة أى نوع من الأنشطة وفى بعض الأحيان تظهر أعراضا جسدية مثل الصداع النصفى وكذلك مشاكل الجهاز الهضمى وتتمثل فى حرقة فى المعدة والإسهال وصعوبة التنفس وكذلك آلام الفك والرقبة والأكتاف. ولجسم الإنسان رد فعل مباشر عند الشعور بالإجهاد تظهر فى صور متلازمة التكيف العام وهى تنقسم إلى أربع مراحل تبدأ بمرحلة الإنذار وتظهر فى صورة توتر فى العضلات وزيادة نبضات القلب وزيادة التنفس وتمدد حدقة العين وكذلك الأم فى المعدة، يليها مرحلة المقاومة أو التكيف وتظهر فى صورة الشعور بالإرهاق الشديد وانعدام القدرة على التركيز أو الشعور بالخمول ثم مرحلة الإرهاق الشديد وتتميز بعدم القدرة على تحمل الإجهاد وعادة يتبعها ظهور الحالة المرضية والانهيار ويتبعها مرحلة الإنهاك وتبدأ هذه المرحلة بالشعور بالحزن أو الاكتئاب المزمن والإرهاق العقلى والجسمانى وفى هذه المرحلة يميل المريض إلى العزلة، والانسحاب، وأفكار السلبية والتدمير الذاتى. يؤثر التعرض للضغوط العصبية على أجهزة الجسم المختلفة مثل الجهاز العصبى اللاإرادى والغدد الصماء مما يؤدى إلى زيادة إفراز الأدرينالين الذى بدورة يؤدى إلى زيادة معدل ضربات القلب، توتر العضلات, ارتفاع ضغط الدم، تمدد حدقة العين، زيادة التنفس وإفراز العرق بغزارة. كما يقلل من كفاءة الجهاز المناعى ويؤثر على نظام القلب والأوعية الدموية وقد يؤدى إلى ارتفاع ضغط الدم فى بعض الحالات وقد يؤدى إلى اضطرابات فى الجهاز الهضمى مثل القولون العصبى، القرحة وكذلك الإسهال أو الإمساك كما يؤثر على الشهية بالزيادة أو النقصان. وقد يظهر الإجهاد العصبى فى صورة تشنج العضلات أو يؤثر على البشرة عن طريق زيادة إفراز العرق و ظهور حب الشباب. وفى بعض الحالات يؤثر الإجهاد العصبى على كفاءة الجهاز التناسلى مما يؤدى إلى اضطرابات هرمونية قد تصل إلى الإجهاض فى حالات الحمل أو العجز الجنسى فى الذكور. أهم الأمراض التى تظهر نتيجة التعرض للإجهاد هى ارتفاع ضغط الدم, السكتة الدماغية، أمراض القلب والشرايين التاجية، قرحة المعدة، الصداع النصفى، الحساسية، التهاب المفاصل (الروماتويدى) وكذلك آلام الظهر. فى حالة التعرض للإجهاد يجب على المريض مواجهة الموقف والبحث عن حلول واقعية عملية للخروج من الأزمة. كما يجب المحافظة على الصحة عامة والحد من التوتر عن طريق التقرب إلى الله وزيادة الوازع الدينى واعتماد نمط حياتى صحى باتباع نظام غذائى صحى وممارسة الرياضة والإقلاع عن التدخين وقد يلجأ المريض فى بعض الحالات للعلاج النفسى الفردى أو الجماعى وقد يحتاج إلى تناول بعض العقاقير المهدئة تحت الإشراف الطبى أو ممارسة الرياضة بصفة دورية مثل المشى أو اليوجا للتخفيف من شدة التوتر ويعد التأمل فى الكون وتدبر عظمة الخالق من أهم أسباب الشعور بالراحة النفسية.
