محمد جبران بعد تكليفه بحقيبة وزارة العمل: التركيز على تدريب العمالة الفنية    السيسي يصدر قرارا بتعيين الفريق أحمد خليفة رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة    وزير الاستثمار: نحن أمام تحديات سنواجهها وهدفنا زيادة الصادرات    وزير العمل: العمال في أعيننا.. وسنعمل على تدريبهم وتثقيفهم    حزب الله يعلن استهداف موقع السماقة الإسرائيلي في كفر شوبا بالصواريخ    الأمين العام لجامعة الدول العربية يستقبل "الدبيبة" رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية    بوتين: العلاقات الروسية الصينية تمر بأفضل فترة في تاريخها    رقم قياسى جديد من نجوم الدورى السعودى فى ربع نهائي يورو 2024    مودرن سبورت يفوز على بلدية المحلة ويقفز للمربع الذهبي بالدوري الممتاز    موعد قرعة أمم أفريقيا 2025 والقناة المجانية الناقلة    يامال: أتمنى انتقال نيكو ويليامز إلى برشلونة    القبض على مسجل خطر بحوزته مخدرات وسلاح ناري في الأقصر    طقس الخميس.. شديد الحرارة رطب نهارا مائل للحرارة ليلا على أغلب الأنحاء    في دورته الثانية.. تعرف على جوائز نَبْتَة تحت مظلة مهرجان العلمين    إسلام إبراهيم ينتهي من تصوير مسلسل 'روح جدو'    المشرف على الرعاية الصحية في الأقصر يوجه بتلبية كل احتياجات المتعاملين مع الهيئة    «حياة كريمة»: مستعدون للتعاون الكامل مع الحكومة الجديدة لمواصلة التنمية والبناء وتحسين جودة حياة المواطنين    منها 202 مليون ل«ولاد رزق».. أفلام عيد الأضحى تحقق 262 مليون جنيه في 3 أسابيع    بدر عبدالعاطي: اتعهد بالاستمرار في مسيرة الدفاع عن مصالح مصر وأمنها القومي    ماذا نعرف عن الدكتور عمرو قنديل نائب وزير الصحة والسكان؟    الكشف الطبي على 1011 مواطنا بالقافلة الطبية في تل الإسماعيلية    هيئة البث الإسرائيلية: الإعلان عن مقتل أحد المصابين في عملية الطعن بكرمئيل في الجليل    تركت 3 أطفال.. قرار عاجل من النيابة بشأن المتهم بقتل زوجته في طنطا    ضبط 44 جروبًا على "واتس آب وتليجرام" لتسريب الامتحانات    المؤبد و10 سنوات لصاحب معرض السيارات وصديقه تاجري المخدرات بالشرقية    وزير الأوقاف: سنعمل على تقديم خطاب ديني رشيد    الكنيسة الأرثوذكسية تهنئ الحكومة الجديدة: نصلي ليبارك الله عملهم    وزير الإسكان يؤكد على أولوية مشروعات الإسكان والتطوير في مصر    غادة عبد الرازق تنتقد المؤلفين: "النصوص ضعيفة جدًا"    للتدريب على استلهام ثقافة المكان في الفن.. قصور الثقافة تطلق ورش "مصر جميلة" للموهوبين بدمياط    حسام حسني يطرح أغنية «البنات الحلوة»    خبيرة فلك تبشر الأبراج النارية والهوائية وتحذر العذراء    لويس دياز يحذر من الاسترخاء أمام بنما    علي ماهر يعتمد سياسة التدوير لتقييم لاعبي المصري وتجنب الإصابات العضلية    الحركة الوطنية: بيان 3 يوليو نقطة تحول تاريخية لانتصار إرادة الشعب    فريق طبي ب ملوي التخصصي ينقذ مريضا من الإصابة بشلل رباعي    مصرع شخص في حادث تصادم بالدقهلية    نقيب الفلاحين: نأمل من وزير الزراعة الجديد تنفيذ توجيهات الرئيس السيسي    تنسيق الثانوية 2024.. خفض أعداد المقبولين في 5 كليات بجامعة حلوان- تفاصيل    طريقة عمل كباب الحلة، أكلة سريعة التحضير وموفرة    رئيس جامعة حلوان يهنئ الدكتور أحمد هنو لتعيينه وزيرا للثقافة    النائب إيهاب وهبة يطالب الحكومة بالتوسع في إنشاء صناديق الاستثمار العقاري    اشتباكات في بؤر استيطانية في الضفة المحتلة.. ومستوطنون يرمون الحجارة على قوات الاحتلال    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاربعاء 3-7-2024    حملات يومية بالوادي الجديد لضمان التزام أصحاب المحلات بمواعيد الغلق    النائب إيهاب أبو كليلة يطالب بتفعيل دور صناديق الاستثمار العقاري    ثروت سويلم: لم نفعل شيئا غريبا في مباراة سموحة وبيراميدز    موعد إعلان نتيجة الدبلومات الفنيه 2024 ورابط الحصول عليها    أمين الفتوى: ثواب جميع الأعمال الصالحة يصل إلى المُتوفى إلا هذا العمل (فيديو)    الباقيات الصالحات.. وصية نبوية من 10 كلمات يكشف عنها علي جمعة    التغيير الوزاري.. من هو الدكتور أيمن بهاء الدين نائب وزير التعليم؟    عودة المساجد لسابق عهدها وتطوير هيئة الأوقاف.. ملفات على طاولة أسامة الأزهري وزير الأوقاف الجديد    اللواء علاء عبد المعطى محافظ كفر الشيخ الجديد.. تعرف عليه    تطورات الحالة الصحية ل حمادة هلال بعد تعرضه لأزمة صحية مفاجأة (خاص)    الخارجية الأمريكية: لا تطبيع مع النظام السورى دون حل سياسى للصراع الأساسى    بث مباشر ..مباراة الزمالك وفاركو في الدوري    رجل قوي.. من هو اللواء طارق الشاذلي المرشح لمحافظة السويس؟    يورو 2024.. مواجهات ربع النهائي ومواعيد المباريات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد سليمان: لن تجد يقينا يشبه اليقين الدينى داخل أعمالى
بعد صدور ديوانه الأخير "دفاتر الغبار"..
نشر في اليوم السابع يوم 15 - 05 - 2009

شاعر استطاع عبر رحلته الإبداعية أن يقدم تجربته الخاصة المتميزة التى تضعه داخل سياق التجربة الإبداعية الكبيرة فى الشعر العربى. محمد سليمان هو أحد أعضاء جماعة أصوات الشعرية ولكن سليمان غادر الجماعة مبكرا ليقدم لنا "نفسه" فردا.
صدر له مؤخرا ديوانه "دفاتر الغبار" عن سلسة الشعر المعاصر بهيئة الكتاب، وسبقه بشهور قليلة "أوراق شخصية" عن دار العين للنشر، والملاحظ اختلاف التجربتين بشكل كبير رغم ضيق الفارق الزمنى بينهما.
لماذا يسيطر الصوت الجماعى على قصائد "أوراق الغبار" ؟
الصوت الجماعى يعبر عن الواقع الكلى وشيخوخته وجموده وانكساره وعن العقل عندما يكون فى حالة ثبات، ثم يبدأ الصوت الفردى المتمرد فى القصائد نفسها على هذه الحالة كما فى قصائد "دفاتر الغبار" و"الهوامش" و"كتاب الرمل"، وصوت الجماعة نوع من الجدل والصراع والدراما، هذه الجماعة التى ترحب بالغبار وفى الوقت نفسه الفرد يقاوم ويقول "لم أنتخب هذا الغبار/ قلت لهم – لم انتخبه/ لم أعطه ابتسامتى/ ولا نجوم علمى/ ولم أصر صديقه وصاحبه".. وهذا الديوان أظهرت فيه رفضى لما يحدث فى واقعنا، وساعد على هذا تعاملى اليومى مع البشر فى الشارع.
لكن جيلكم أول من رفض هذا الصوت الجماعى فى الشعر قصائد "أمل" وغيره؟
لا توجد محرمات فى الشعر، ونحن فى جيل السبعينيات عندما شاركنا فى تشكيل جماعة أصوات أنا وعبد المنعم رمضان وأحمد طه وعبد المقصود عبد الكريم ومحمد عيد إبراهيم لم نرفع شعارا حداثيا واحدا، ولم نصدر بيانا وكان لكل منا بيانه الخاص، وما زلت أقول لا توجد محرمات فى الشعر، وعلى الشاعر أن يستخدم كل الأشكال وأن يحرر نفسه تماما إذا شاء من كل الأطر، فهو مسئول فقط عن تقديم عمل فنى جميل.. القصيدة الجيدة هى التى بسببها نتغاضى عن كل المواصفات والأطر والقواعد، أعطنى قصيدة جيدة، ووظف الدين والجنس وكل عناصر التجربة الإنسانية وسيكون ذلك جميلا ومشروعا ومرحبا به.. فى العادة نسأل الشاعر عن الإيقاع والجماليات عندما يقدم نصا متواضعا أو رديئا، "التفعيلة لا تعمل شعرا ولا النثر، المهم فى الشعر الموهبة".
لماذا تظهر بكثرة الافتراضات وأدوات النهى والنفى داخل أعمالك؟
هذه يسميها النقاد شعرية النفى.. الناقد الراحل عز الدين إسماعيل كتب دراسة عن شعرية النفى عندى، والعنوان نفسه دراسة للدكتور صلاح فضل، واتفقا على أن هذه التقنية هى ضد التحديد وضد إغلاق إطار التجربة، وهذه من سمات بعض دواوينى، وبهذه التقنية أنت تفتح الأفق أمام القارئ، مثلا فى ديوانى "بالأصابع التى كالمشط" أقدم أسطورة نورا وهى محاولة لتحويل الكائن أو الإنسان إلى أسطورة بعيدا عن الأفق المادى المحدد الذى يسمح لكثيرين أن يعرفوها، وشعرية النفى تساعد على ذلك.
أيضا أكره اليقينيات التى تقود فى النهاية إلى الجمود، هناك احتمالات قائمة ولكن الأطر الحديدية مطروحة دائما، ولا أرحب بها، ولذا لم أستطع الدخول إلى تنظيم سياسى معين.
لكن ديوانك الأخير "أوراق الغبار" به الكثير من اليقينية؟
نعم، وما المشكلة فى ذلك، فى ديوانى لن تجد هذا اليقين الذى يقودك إلى سجن وزنزانة، يقينى به نسبية معينة، لأننا فى حياتنا اليومية نغلب شيئا على الآخر لأن عندنا "شبه يقين" إن هذا هو الأفضل.. لكن اليقين الذى يشبه اليقين الدينى لن تجده داخل أعمالى.
كيف ترى مشكلة قصيدة النثر الأخيرة؟
لم أكن فى أى وقت ضد قصيدة معينة، الشاعر الموهوب من حقه أن يختار الشكل المناسب، وهو أيضا صانع أشكال، فالشكل وحده لا يصنع فنا ولا شاعرا.
ذلك الانتقال والهرولة إلى قصيدة النثر، واتجاه الشعراء الجدد إليها.. كل هذا يعنى الهروب والاستسهال والبحث عن الأيسر، والفن الشعرى صعب وبحاجة إلى موهبة، ولذلك فالتمايز هو الذى يحدد لنا فى النهاية الشاعر الجيد من الردئ، ومعظم ما نقرأه من قصيدة النثر لا يمنحنا هذا التمايز، وعندما تفتح مجلة فإنك لا تشعر بانتقالك من قصيدة شاعر إلى قصيدة أخرى، مما يدل على أن عددا كبيرا من غير الموهوبين اتجهوا إلى قصيدة النثر للتخلص من أعباء التفعيلة، وشعراء قصيدة النثر عندما يعلنون حربا ضد قصيدة التفعيلة "كما يفعلون الآن" فهم يوجهون مدافعهم فى الاتجاه الخطأ، فمشكلة قصيدة النثر فى داخلها وليس فى الخارج كما يتوهمون، وهى فى الحقيقة فى حاجة إلى غربلة وفرز نقدى لكى نزيح المتشاعرين والأدعياء ونلقى الضوء فقط على المواهب الحقيقية.
بالإضافة إلى أن معظم المسئولين عن الصفحات الأدبية والمجلات الثقافية غير مؤهلين لاختيار النصوص الجيدة واستبعاد الردىء منها، وبالتالى هم يشيعون التردى والضعف، كما أن الحياة النقدية مصابة بأمراض الشللية منذ زمن طويل، والناقد عادة يجامل أو يتحامل، ولذا نعيش هذه الفوضى.
هل أنت مع مصادرة مجلة إبداع بسبب قصيدة شرفة ليلى مراد لحلمى سالم؟
أكثر من مرة أجزت عدة دواوين للنشر فى الهيئة، وكان يتم الاعتراض على بعضها، بسبب التعامل مع الدين، أنا أرى أن الشاعر لابد أن يتعامل بشكل جيد وفنى مع الدين، لأنه جزء من التجربة الإنسانية، ولذا يجب أن ننشر العمل، وبعض المسئولين أحيانا يعترضون على النشر خوفا من العواصف التى تثار من وقت لآخر.
ولا أستطيع أن أتصور مبدعا يتغاضى ويتغافل عن التعامل مع الدين، ولكن التعامل بفجاجة بغرض لفت الأنظار والتكسب مرفوض، وعندى تجربة فى هذا المجال هى تجربة ديوانى "سليمان الملك" الذى صدر عن هيئة قصور الثقافة فى 1990، ولم أستطع طبعه مرة أخرى لأن ما كان يسمح به فى التسعينيات لا يسمح به الآن، لذا طبعته فى دار نشر خاصة.
هل ترى انغلاقا وتزمتا من المجتمع ضد حرية الإبداع والتعبير؟
الحقيقة أن المجتمع يتجه يمينا منذ ربع قرن، فهناك مد إرهابى وتشددى سيطارد المثقفين والمبدعين كان من نتائجه اغتيال فرج فوده ومحاولة اغتيال نجيب محفوظ، وإجبار الدولة على تشكيل حراسة لبعض المبدعين كما حدث مع غالى شكرى، وما كان مسموحا به فى الستينات ليس مسموحا به اليوم، مع أن التدين الجديد شكلى وليس حقيقيا، فرغم وجود المينى جيب والميكروجيب" كان المجتمع متماسكا والشارع منضبطا وآمنا، وفى الوقت التى توجد فيه كل هذه "اللحى وعلامات الصلاة على الوجوه" نجد التحرش الجنسى الفردى والجماعى.
هذا المد الوهابى أدى إلى تغيير منظومة قيم الإنسان المصرى، فصارت الانتهازية والفهلوة هى الورقة الرابحة، ويرجع هذا إلى الفساد العام فى الدولة، فلم نر أبدا موظفا عاما يتحول إلى مليونير إلا فى الفترة الأخيرة.
ولماذا تركت عملك الرئيسى كدكتور صيدلى من أجل الإبداع وكتابة الشعر؟
"يضحك.. قائلا أنا اشتغلت أكثر من 20 سنة فى صيدليتى، "أى نعم مكنتش أبيع" وأغلقها وقت ما أريد وأحضر أصدقائى داخلها لقراءة الشعر، وأجرتها فى الفترة الأخيرة".
لا يستطيع شاعر ومبدع أن يخدم سيدين فى الوقت نفسه، والمهنة لكى تنتج فيها لابد أن تتفرغ لها، والشعر مهنة، وكان أمل دنقل يلح على لترك شركة الأدوية التى كنت أعمل بها فى بداية حياتى، لأنه يعد الشعر مهنة مقدسة تحتاج إلى التفرغ لها، وكذلك صلاح عبد الصبور طالبنى أكثر من مرة بالعمل معه فى إدارة النشر بهيئة الكتاب ورفضت لأننى أريد الحرية ولا أستطيع الحياة فى مكتب، ومارست الصيدلة بطريقتى الخاصة وأعترف أنها أفادتنى ووضعتنى وسط جميع فئات المجتمع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.