قرر النائب العام المستشار طلعت إبراهيم عبد الله اليوم، الأحد، إحالة المتهمين فى حادث قطار البدرشين الذى وقع منتصف شهر يناير الماضى، بسبب انفصال عربة محملة بجنود عن باقى عربات القطار، وأدى إلى مقتل 19 مجند أمن مركزى، وإصابة 108، إلى المحاكمة أمام محكمة الجنح. ويبلغ عدد المتهمين الذين وافق النائب العام على إحالتهم للمحاكمة وفقاً للتحقيقات التى باشرتها نيابة جنوبالجيزة الكلية، برئاسة المستشار أحمد البحراوى، المحامى العام الأول، ستة متهمين وهم كل من مجدى صموئيل جرجس، 48 سنة، سائق القطار، وسيد حسين على، مساعده، ومصطفى بركات على، مشرف بهيئة السكك الحديدية، ومحمد عبد الناصر الصاوى، مهندس كهربائى بسكة حديد أسيوط، وعاملا الصيانة "البردين". وأسندت النيابة العامة للمتهمين الستة عدة تهم مثل الإهمال فى تأدية مهام وظائفهم، والقتل الخطأ بسبب الإهمال الجسيم الذى نتج عنه الحادث الذى أودى بحياة المجندين، وتسبب فى إصابة العشرات، حيث أثبت التقرير الفنى الذى أعدته اللجنة الهندسية المشكلة بقرار النائب العام وجود أكثر من وجه للإهمال بعربات القطار الفنية، ووجود أعطال بجهاز ATC عداد سرعة القطار، وخروج القطار من المحطة رغم النقص الكبير فى أسلاك الفرامل. كما كشف التقرير عن منتهى العشوائية فى هيئة السكة الحديد، حيث تضاربت إفاداتهم حول السرعة المفترض أن يسير بها القطار والتى قرروا فى خطاب أن السرعة المفترضة من 90 إلى 105 كم فى الساعة، فى تضارب مع خطاب آخر قال إن السرعة تحدد بحوالى 120 كم فى الساعة، وكانت المفاجأة عندما أصدرت هيئة السكة الحديد قرارا بعد وقوع الحادث، بحوالى أسبوعين بتخفيض سرعة جميع العربات المماثلة لعربة القطار المنكوب إلى 70 كم فى الساعة، لتقادم الأسطول، وهو ما يعد تقريرا متأخرا للغاية من الهيئة. وتبين أن العربة الأخيرة كان مفصولا عنها الهواء مما دفع سائق القطار للفرملة على مسافة 100 متر بعد وقوع الحادث أى فرملة عادية، وأنه توقف على بعد 1150 مترا من الحادث، ولكنه من المقرر أن يتوقف على بعد 400 متر، وهو ما يدل على إهمال من المساعد والسائق والبرادين المتولين الكشف على القطار وطاقم صيانة أسيوط. وأظهرت التحقيقات التى باشرتها نيابة جنوبالجيزة على مدار الشهور الماضية أن مهندس القطار المكلف بإجراء أعمال الصيانة عليه قبل خروجه من محافظة أسيوط، لم يقم بالتوقيع على نموذج ميعاد القيام الذى يؤكد صلاحية القطار للسير، بدعوى أن ميعاد القيام جاء بعد مواعيد العمل الرسمية، وأن بعض أجزاء القطار خاصة عدداً كبيراً من أسلاك الفرامل تعرضت للسرقة، وتم تحرير محضر ذلك. وأوضحت التحقيقات تأشير مساعد سائق القطار داخل دفتر الاستعداد بدلا من السائق، الذى اعترف بأنه هو الذى أمره بذلك وأكد السائق أن كشفه على القطار، قبل القيام من محطة المغادرة استغرق ساعة ونصف الساعة إلى ساعتين، وليس ربع ساعة. موضوعات متعلقة: النائب العام يحيل المتهمين فى حادث قطار البدرشين للمحاكمة أمام الجنح
