من المؤكد أن إعلان جماعة الإخوان المسلمين عن نفسها كجمعية أهلية وإشهارها بذلك وتطبيق قانون الجمعيات عليها من حيث الالتزام بالعمل الأهلى فقط، وحظر ممارسة أى نشاط سياسى أو تجارى عليها وخضوع تمويلها وميزانيتها للرقابة، سيكون له تأثيرات مختلفة خاصة على علاقتها الخارجية فيما يتعلق بالتنظيم العالمى للإخوان المسلمين والأموال التى تتلقاها من خلال علاقتها بهذا التنظيم. هيثم أبوخليل القيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين توقع أن قرار إشهار الجماعة سيكون به تحايل ومراوغة وأن الجمعية سيتم إشهارها شكليا وإنما تنظيم الإخوان سيعمل بشكل منفصل وغير علنى، وأشارأبو خليل إلى أنه إذا أرادت الجماعة تقنين أوضاعها عليها نشر ميزانيتها بشكل رسمى وكل التبرعات التى تحصل عليها، لافتا إلى أن خطوة إعلان الجماعة إشهارها من الممكن أن تساعد على اتخاذ التنظيم العالمى للإخوان نفس الخطوة فى دول أخرى مشيرا إلى أن الجماعة مقننة فى الأردن ومن الممكن أن تمتد هذه الخطوة لدول أخرى خاصة بالتنظيم. وأضاف: كل ذلك هو المأمول من الجماعة إلا أن الواقع قد يكون مختلفا تماما لافتا إلى احتمالية أن تمارس الجماعة عملها ونشاطها الاقتصادى بكل كوادره دون الإعلان عن ذلك رسميا. الوضع الاقتصادى للجماعة والتمويل تردد عنه الكثير، وكان آخر ذلك البلاغ الذى تقدم به عدد من المحامين إلى النيابة مطالبين بالتحقيق فيما نسب لمرشح الرئاسة الأمريكى السابق ميت رومنى فى الإعلام الأمريكى باتهامه لباراك أوباما أمام الكونجرس أنه أعطى مليارا ونصف مليار دولار للإخوان المسلمين بمصر، ولم يكن هذا البلاغ الوحيد فى هذا الشأن حيث توجد بلاغات أخرى فى فترات سابقة على خلفية أزمة قضية التمويل الأجنبى الشهيرة بمصر فى أعقاب ثورة 25 يناير والتى كشفت عن دخول مليارات من الجنيهات إلى مصر لحساب أطراف سياسية مختلفة. هذا بالإضافة إلى أن القيادى الإخوانى المنشق ثروت الخرباوى قال فى تصريحات سابقة له بأن الإخوان المسلمين ليست تنظيما محليا فقط بل دوليا أيضا ولها فروع فى 88 دولة ومنها دول شديدة الثراء فى العالم موضحا أن أغلب الأعضاء هم فى الغالب الأعم من الطبقة المتوسطة التى تملك دخلا معقولا، وهناك اشتراك شهرى يلتزم كل أخ من الإخوان بسداده طواعية بانتظام ما يمثل حوالى 8 فى المائة من إجمالى دخل الأخ، ولا يمكن التهرب منه، ويبلغ عدد الإخوان الذين يسددون هذا الالتزام الشهرى نصف مليون شخص تقريبا، وقال الخرباوى، إن هناك استثمارات كبيرة للإخوان بالخارج وهى تحقق أرباحا كبيرة ويكفى أن نعرف أن جماعة الإخوان فى الخارج، كالكويت، والإمارات، وأمريكا، وأوروبا، والبهاما، ومن خلال الاحتياطى النقدى الكبير فى تلك الدول يمكن من خلال القواعد الرياضية أن نستنتج أن أموال الإخوان واستثماراتهم فى تلك الدول ليست أقل من 40 مليار دولار. عمار على حسن الكاتب وأستاذ العلوم السياسية، توقع أن الجماعة لا يمكن أبدا أن تكشف عن التمويل الذى تتلقاه لافتا إلى أن ما سيحدث هو أنها ستشهر الجمعية وتعلن عن تمويل ضعيف جدا بأموال بسيطة ستكون بالفعل تحت إدارة الدولة وفقا للقانون إلا أنه فى الوقت نفسه التبرعات والأموال الحقيقة التى تتلقاها الجماعة ستكون بشكل سرى بعيدا عن هذه الجمعية، ولن يتم الإعلان عنها نهائيًا.