قال الرئيس التونسى المنصف المرزوقى اليوم، الخميس، إن تقاسم الحكم بين الإسلاميين والعلمانيين المعتدلين أصبح ضرورة فى العالم العربى لتفادى الانقسام والاستقطاب، معتبراً أن تونس يمكن أن تكون مثالاً إذا نجحت الفترة المتبقية من عملية الانتقال الديمقراطى. وتقود حركة النهضة الإسلامية المعتدلة الحكومة مع حزبين علمانيين هما التكتل والمؤتمر -وهو حزب الرئيس التونسى- بعد فوزها فى أول انتخابات فى تونس مهد الربيع العربى التى جرت فى أكتوبر عام 2011. وقال رئيس الجمهورية وهو علمانى فى حوار بثته إذاعة تطاوين اليوم الخميس "تجربة الائتلاف فى الحكم بين الإسلاميين والعلمانيين المعتدلين حل ضرورى فى كل البلدان العربية التى تعانى تقريبا من نفس المشكل". وصرح المرزوقى بأنه إذا لم يلتق الحداثيون والإسلاميون المعتدلون فى الدول العربية فى ائتلافات فان "الصراع سيكون شديداً"، ورأى أن تونس يمكن أن تكون نموذجا تقتدى به كل دول المنطقة الأخرى، قائلاً "نريد أن تكون تونس نموذجا وأنجزنا ثلاثة أرباع الطريق ومازال الربع الأخير ويجب أن ننهيه دون تعثر". وتعهد رئيس الوزراء الإسلامى على العريض بعد تشكيل حكومة جديدة الأسبوع الماضى بإجراء انتخابات هذا العام وإنهاء الفترة الأخيرة من الانتقال الديمقراطى فى تونس بعد تعاقب أربع حكومات مؤقتة منذ الإطاحة بالرئيس السابق زين العابدين بن على قبل عامين. ودفع اغتيال المعارض العلمانى شكرى بلعيد فى 6 فبراير الماضى تونس إلى أسوأ موجة احتجاجات دفعت رئيس الوزراء السابق حمادى الجبالى إلى الاستقالة بعد فشله فى تكوين حكومة غير حزبية تهدف لخفض التوتر. وتونس أكثر البلدان العربية التى تشهد انتقالا سلسا نسبيا مقارنة بمصر وليبيا وسوريا لكن اغتيال السياسى بلعيد أثار مخاوف من إمكانية تعثر بقية مراحل الانتقال الديمقراطى وسقوط البلاد فى مرحلة العنف السياسى. وحذر المرزوقى من أن الأوضاع فى سوريا سيكون لها انعكاس سلبى فى ظل استمرار تدفق مقاتلين من تونس للقتال هناك. وقال "نخشى أن يعود التونسيون من سوريا وان يشكلوا خطرا على بلادهم.. يجب إقناعهم بان الجهاد الحقيقى فى بلادهم هو محاربة الفقر والبطالة والجهل". وقالت تقارير صحفية إن مئات المتشددين الإسلاميين يحاربون فى سوريا فى محاولة للإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد، وأصبحت هجرة شبان مصدر قلق فى تونس خشية تنفيذ هجمات فى الداخل بعد اكتساب خبرات قتالية أكبر فى سوريا.