الجبلاية فوق بركان.. لا توجد مؤسسة من أى نوع تتعرض لما يتعرض له اتحاد الكرة هذه الأيام, حتى بات يبدو أمام الرأى العام وكأنه ينتظر نهاية درامية.. أو يفجر نفسه من تخمة المشاكل التى تحيط به من الداخل, وتحاصره من الخارج دون بوادر لوجود حلول سريعة. من الداخل لا يوجد اثنان فى مجلس الإدارة لا يتنازعان على شىء ما أو مصلحة معينة.. الخلافات ظاهرة وباطنة وعلى كل الأشكال والألوان ولا يتحرج أى مسئول عن البوح بالأسرار إلى وسائل الإعلام, حتى أصبح الاتحاد مادة «مسلية» فى وقت لا تتحمل فيه أوضاعنا الكروية التسلية. سمير زاهر يشكر فى أحمد شوبير فى العلن، وينضم إلى المناهضين له ولمنصبه المستحدث فى السر.. وأحمد شوبير وضع نفسه بين الأرض والسماء، لا هو اعتذر ولا هو شارك المجلس عمله.. وهو شديد الضيق من الطريقة الماكرة التى يتعامل بها زاهر معه ولم يعد يصدق أنه ما زال نفس الصديق الحميم . ومجدى عبدالغنى كما كان فى الملعب بلدوزر يكتسح كل من يقابله ولا يتورع فى الإعلان عن أغراضه وهى ميزة حتى لو كانت عيبا شنيعا.. فهو كثير الاستخدام لمصطلحات مستفزة غير مشروعة مثل «السبوبة» وكلهم حرامية وألفاظ أخرى يعاقب عليها القانون. وأيمن يونس يشتبك مع محمود طاهر رغم أن الأخير معروف عنه الهدوء وتجنب الصدامات ورغم أن يونس أيضا ليس صاحب سوابق قديمة فى المشاحنات.. ونصف أعضاء المجلس يحبون محمد حسام رئيس لجنة الحكام والنصف الآخر يكرهونه.. ويونس وعبدالغنى لا ينسيان ما فعله حازم الهوارى خلال الانتخابات وهم يعارضان ما يريده وهو أيضا يعارض ما يريدانه.. ومحمود الشامى لا يعجبه الجرى وراء كعكة اللجان وهو نفسه يجرى إليها.. وصلاح حسنى طاله نصيب من علاقات الإخوة الأعداء وكاد يستقيل بسبب مجدى عبدالغنى.. هى علاقة معقدة بين أفراد يديرون مكانا واحدا.. منشغلون جدا بنصيب كل منهم فى التركة، رغم أن ما يحاصرهم من الخارج فى منتهى الخطورة. إذن الجبلاية من الداخل «هشة» جدا ويمكن أن تنكسر وتتحطم من أى غزو خارجى.. هناك حالة من اللامبالاة و«الهزار» فيما هو جاد جدا.. فلا تكاد تمر مناسبة إلا ويكرر سمير زاهر أو غيره الحديث المبسط عن المادة «18»، حتى أصبح الرأى العام لا يعرف إن كان هناك مخاطر تحيط بالكرة المصرية أم أنها مشاحنات لأغراض خاصة . وكل يوم هناك رأى جديد حول حقوق البث.. ولا يعلم أحد ما هى طبيعة هذه الحقوق ومن المستفيد منها ومن الذى يحارب إجراءاتها الشرعية لصالح منافع شخصية ومن الذى يريدها مشروعة ليس من أجل الاتحاد بل نكاية فى الآخرين.. وربما تكشف الأيام عن كواليس فاضحة ولعب بالنار وبالملايين التى تحلق الآن فى الأجواء تنتظر أن تحط فى الجيوب أو فى خزينة الجبلاية . ورغم ثقل هموم الجبلاية إلا أنها تجد وفقا لرسم خطط مواجهة القضايا المعلقة فى المحاكم مع أسامة خليل المنتخب الوطنى الذى كان مصدرا للسعادة والراحة تحول فى يوم وليلة إلى عبء قد يصبح به القشة التى قصمت ظهر البعير إذا تعثر مجددا فى تصفيات كأس العالم.