أكد أبو بكر عبد الله القربى، وزير الخارجية اليمنى، أن يوم الاثنين المقبل سيكون يوما فارقا فى حياة اليمنيين عندما ينطلق الحوار الوطنى الشامل. وقال القربى- فى تصريحات له نقلتها صحيفة (26 سبتمبر) التابعة للتوجيه المعنوى فى عددها الصادر اليوم الخميس- إن الحوار الوطنى سيهيئ لصياغة عقد اجتماعى جديد لليمنيين من خلال أجندة طموحة تعالج كافة القضايا المهمة، وفى مقدمتها صياغة دستور جديد يحدد نظام الدولة وأسس العلاقات فى المجتمع ودور الحكومة فى خدمة المواطنين، فضلا عن القضايا التنموية والخدمية والاقتصادية. وأضاف، أن المؤتمر الوطنى سيعالج القضايا التى ساهمت فى خلق الأزمات السياسية، سواء فى المحافظات الشمالية أو الجنوبية، وخاصة صعدة وقضية الجنوب وغيرهما. وطالب الدكتور القربى المشاركين فى المؤتمر بالنظر إلى المستقبل وطى صفحة الماضى، وأن تتحمل الأحزاب السياسية المسئولية الأولى فى هذا الجانب، وتحقيق تهيئة إعلامية وبناء جسور الثقة بين مختلف أطراف العملية السياسية وبما يساهم فى خلق أجواء إيجابية لمخرجات الحوار وفقا للأهداف المنشودة منه. واعتبر الوزير عقد مؤتمر الحوار الوطنى ترجمة جادة لمتطلبات مبادرة الخليج وآلية تنفيذها والتى جعلت اليمن تقدم نموذجا حضاريا راقيا فى التغيير السلمى الديمقراطى بات ينتزع إعجاب العالم كله. وتنطلق يوم الاثنين المقبل فى صنعاء أعمال مؤتمر الحوار الوطنى الشامل وسط تفاؤل وطنى كبير وترقب دولى وإقليمى وآمال شعبية وسياسية عريضة برئاسة الرئيس عبد ربه منصور هادى وبمشاركة وحضور أعضاء المؤتمر والقيادات السياسية والتنفيذية فى الدولة والحكومة ومجلسى النواب والشورى ورؤساء الأحزاب والتنظيمات السياسية. وأشارت صحيفة (26 سبتمبر) إلى أن الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى، والدكتور عبد اللطيف الزيانى أمين عام مجلس التعاون الخليجى، وشخصيات رفيعة المستوى فى الاتحاد الأوروبى والأمم المتحدة والبنك الدولى وعدد من الوزراء فى الدول الراعية للمبادرة الخليجية سيحضرون افتتاح مؤتمر الحوار الوطنى الاثنين القادم. وقالت الصحيفة، إن حضور العربى والزيانى سيعطى زخما إيجابيا لتدشين الحوار الوطنى كنموذج يمنى فريد تقدمه اليمن لعمليات التحول الديمقراطى فى المنطقة، حيث من المتوقع أن يلقى بعض ضيوف المؤتمر كلمات فى الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطنى، إلى ذلك تم فى قيادة وزارة الدفاع إنشاء غرفة عمليات مشتركة لمتابعة تأمين وتهيئة الأجواء الآمنة لعقد مؤتمر الحوار الوطنى. ولفتت الصحيفة إلى أن غرفة العمليات ستقوم بالمتابعة المستمرة لمستوى تنفيذ الخطة الأمنية التى يشارك فيها عدد من منتسبى القوات المسلحة، والأمن وبما يؤمن أماكن انعقاد جلسات الحوار والشخصيات المشاركة وخطوط السير، كما ستقوم غرفة العمليات باستقبال الملاحظات على تنفيذ الخطة الأمنية واتخاذ الإجراءات السريعة لمنع أية إخلالات أمنية قد تحدث أثناء فترة جلسات الحوار سواء عقدت فى صنعاء أو فى بقية المحافظات. ومن جانبه، قال الدكتور أحمد عوض بن مبارك الأمين العام لمؤتمر الحوار الوطنى، إن التحضيرات الجارية لافتتاح المؤتمر تسير بشكل مرضٍ وإيجابى، حيث تم تسليم قوائم المشاركين فى المؤتمر من الأحزاب والتنظيمات السياسية، وسيتم اليوم استكمال قوائم الشباب والمرأة والمنظمات المدنية. وأضاف بن مبارك، أنه من المنتظر أن يصدر الرئيس اليمنى خلال يومين أو ثلاثة قرارا بتسمية الأعضاء المشاركين فى المؤتمر واعتماد اللائحة الداخلية للمؤتمر، مشيرا إلى أن الجلسة الافتتاحية ستتم فى دار الرئاسة ثم تبدأ الجلسات فى فندق موفمبيك. واعتبر أمين عام مؤتمر الحوار الوطنى، أن يوم 18 مارس سيمثل أهم لحظة يعيشها اليمنيون لصياغة مستقبل وطنهم بالحوار والتفاهم، مؤكدا أن هذا المؤتمر هو الأكثر تنظيما واتساعا من كل تجارب الحوار فى الماضى، وقد جرى التحضير له بشكل جيد على مدار عدة شهور، معربا عن تفاؤله بقدرة أبناء اليمن على تقديم نموذج جديد وحى للحكمة اليمنية والتعاطى المسئول مع قضايا تخص مستقبل أبنائهم ووطنهم. ووفقا لآليات عمل المؤتمر سيتم تقسيم المشاركين إلى تسع مجموعات عمل وسيتم عقد الجلسات فى صنعاء وعدن وتعز والمكلا وصعدة والحديدة حسب احتياج المؤتمر مع إمكانية عقد بعض الاجتماعات فى الخارج كخيار فى حال الضرورة. ومن المتوقع أن يتم الإعلان فى اليوم الأول عن تشكيل هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطنى الشامل المكونة من تسعة أعضاء، رئيس المؤتمر وهو الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى، وستة نواب لرئيس المؤتمر، واثنان مقرران للمؤتمر، وعلى أن يتم تمثيل جميع المكونات الثمانية فى هيئة رئاسة المؤتمر، ويصدر قرار بتشكيلها من قبل الرئيس اليمنى بعد التشاور مع قيادات المكونات المختلفة وعرضها على مؤتمر الحوار فى أولى جلساته العامة للتصويت عليها وإقرارها، ويشكل مؤتمر الحوار الوطنى الشامل الانطلاقة الفعلية للمرحلة الثانية من فترة الانتقال السياسى فى اليمن، كما حددتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. ويكتسب المؤتمر أهمية خاصة بكونه يناقش القضايا المصيرية التى ستحدد شكل اليمن الجديد، وتحكم مستقبل الأجيال الحاضرة والمستقبلية وبناء على نتائجه يتوقف إنجاز الخطوات اللاحقة والتى لا تقل أهمية من قبيل صياغة الدستور وإجراء الانتخابات الرئاسية المقبلة، وقد تحدد موعد انطلاق عملية الحوار الوطنى الشامل فى 18 مارس 2013 على أن يستمر لستة أشهر.