أعلن وزير الخارجية الإيرانى السابق منوشهر متكى أنه سيخوض انتخابات الرئاسة فى يونيو، والتى يتوقع أن تهيمن عليها خصومات متأججة داخل التيار المحافظ. وتعد انتخابات الرئاسة اختبارا حاسما لإيران، بعد أن أثارت الانتخابات الماضية فى 2009 احتجاجات حاشدة فى الشوارع فى طهران وغيرها من المدن، عقب فوز محمود أحمدى نجاد بولاية ثانية. فى حين لا تزال إيران منخرطة فى مواجهة مع قوى عالمية بشأن برنامجها النووى، فإن الخلافات بين أحمدى نجاد ومنافسين موالين للزعيم الأعلى آية الله على خامنئى، تهدد بتقويض شرعية نظام الحكم الدينى فى البلاد. وقال متكى على موقعه الإلكترونى أمس الثلاثاء فى رسالة للإيرانيين أعلن فيها ترشحه "سأطرح خطة تتماشى مع معتقدات الزعيم الأعلى ومطالب الشعب ليكون الرئيس فى حكومة تحمل اسم الجمهورية الإسلامية أكثر من مجرد متعاطف مع الشعب ويقدم شيئا أكثر من وعود مستقبلية". وفى علامة على أن متكى قد لا يتفق مع الزعيم الأعلى على كل شىء، كتب على موقعه على الإنترنت الشهر الماضى انتقادا لما وصفها بالمقترحات "الساذجة" التى عرضها المفاوضون النوويون الإيرانيون. ويقول دبلوماسيون ومحللون إن الموقف الذى يتبناه سعيد جليلى كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين، ويتسم بالتحدى مدعوم بقوة من الزعيم الأعلى الذى يملك القول الفصل فى المسألة النووية وغيرها من سياسات الدولة. وقال جليلى إن المحادثات النووية التى استمرت يومين مع القوى الكبرى، واختتمت بينهما فى مدينة ألما آتا بكازاخستان اليوم الأربعاء، تمثل "خطوة إيجابية"، لكن لا توجد دلائل على حدوث انفراجة فى الخلاف. وتنفى إيران اتهامات الغرب لها بأنها تسعى لامتلاك سلاح نووى. وينظر إلى متكى باعتباره حليفا لرئيس البرلمان على لاريجانى وهو محافظ خسر الانتخابات أمام أحمدى نجاد فى عام 2005، ومنذ ذلك الحين وهو على خصومة حادة مع الرئيس، وعمل متكى وزيرا للخارجية لمدة خمس سنوات إلى أن أقاله الرئيس فى ديسمبر 2010. واشتدت حدة الصراع بين الرئيس والبرلمان فى الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن اتهم أحمدى نجاد أسرة لاريجانى علنا باستخدام وضعها فى تحقيق مكاسب مالية. ويجاهد أنصار خامنئى لتقويض سلطة ونفوذ أحمدى الذى يخشون أن يساند مرشحا ليستكمل ما يقولون إنها خطته لإضعاف نفوذ رجال الدين والزعيم الأعلى. وأشارت وسائل الإعلام الإيرانية إلى أن أحمدى نجاد يرعى أسفنديار رحيم مشائى رئيس طاقم العاملين بمكتب الرئاسة -الذى ينتقده المحافظون باعتبار أن له تأثيرا سلبيا على الرئيس - كمرشح للرئاسة لكن لم يصدر أى تصريح رسمى بذلك. ولمنع الرئيس الجديد من تحدى سلطة خامنئى يتطلع مستشاروه المقربون للاتحاد خلف مرشح متشدد واحد لتقليل احتمالات حدوث انقسامات سياسية تؤدى إلى حالة من الفوضى بعد الانتخابات.